الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني تعبا وضعفا وأمراضا متعددة أثرت على دراستي، فما العلاج؟

السؤال

لا أعرف من أين أبدأ؟ بصراحة لدي كوكتيل من الأمراض التي طالما أثرت على حياتي الاجتماعية والنفسية، وحتى الدراسية.

المرض الأول: أنا أعاني من دوخة وصداع وتعب من أقل مجهود أبذله، فمثلاً عندما أنهض؛ لكي أنظف حجرتي لا أكمل بالضبط 3 دقائق حتى أشعر بدوخة شديدة، وأكاد أسقط أرضاً من شدة الدوخة، وعندما مثلاً: آتي لكتابة الدروس والواجبات الدراسية لا أكمل أكثر من صفحة حتى أشعر بتعب شديد في يدي وكوعي؛ مما يؤدي إلى كتابتي بخط سيئ جداً لا يقرأ، وطالما أدى إلى حصولي على درجة متدنية في الثانوية العامة، حيث إنني كنت في بداية الامتحانات أحاول أن أحسن خطي، ولكن لا أكمل صفحتين حتى أشعر بتعب شديد على طول يدي، وهذه الدوخة والصداع كانت تصل إلى أشدها في فترة الامتحانات الدراسية، والضغوط النفسية والعصبية.

كما أنني وخصوصاً في فترة الصيف أعاني من تشققات شديدة في قدمي، وأنا دائماً من عشاق الترتيب والنظافة والتنظيم، لكن هذا المرض أدى إلى أني لا أستطيع القيام بتنظيف غرفتي، ولا أستطيع أن أكمل مذاكرة دروسي؛ مما أدى إلى إصابتي بحالة اكتئاب وعدم رضى عن النفس، لكنني الآن ذاهب للدراسة بالجامعة، وسألتحق بكلية العلوم، وهي الكلية التي يعلم الجميع عنها جيدًا أنها أصعب كلية علمية، لذلك فأنا أسعى إلى تحقيق النجاح، والحصول فيها على أعلى تقديرات، ولن أقبل أبدًا لفشلي في الثانوية العامة أن يتكرر مرة أخرى.

المرض الثاني: أنني أعاني من مرض عمى الألوان، فقد قمت باختبار؛ لفحص قدرة العين على تمييز الألوان، وهو الاختبار الذي ستجدونه عبر مواقع الإنترنت، ولم أستطع سوى تمييز صورتين فقط من بين 12 صورة على الرغم أني أرى الحياة بألوانها عادية جدًا.

المرض الثالث: هو ضعف في السمع، فأنا أسمع بأذني اليسرى أفضل من اليمنى، وهو نفس المرض الذي يعاني منه أبي وأم أبي، وهو ما أدى إلى عدم قدرتي على نطق الحروف، وإصابتي بتلعثم في الكلام، وبالتالي أدى إلى انطوائيتي وابتعادي عن الناس، وعدم قدرتي على المشاركة مع الناس حياتهم، وسمعت في المواقع أن هذا له علاقة بقناة استاكيوس، وأعتقد أن هذا هو السبب بالفعل.

المشكلة ليست في ذلك فقط، المشكلة أن أهلي لا يعيرون اهتماماً بالأمر، وعندما أحدثهم يقولون: أنت تتدلل، وحتى إن وافقوا وأخذوني للطبيب لا يحدث إلا بعد ثلاثة أسابيع، أو شهر من الإلحاح والطلب، ولو ذهبنا للطبيب لا نتابع معه مرة أخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وأقول لك: أن أعراضك واضحة جدًّا، فالقلق يسيطر عليك، ونتج عنه أعراض جسدية متعددة، وهمومك حول موضوع عمى الألوان وكذلك ضعف السمع واضحة جدًّا.

أيها الفاضل الكريم: أرجو ألا تعامل نفسك كشخص عاجز، فأنت لست كذلك، حتى وإن كانت هنالك بعض النواقص البسيطة، فلديك مصادر قوة كبيرة جدًّا، ويجب أن تكون أكثر ثقة في نفسك.

الأعراض النفسوجسدية من النوع الذي تعاني منه لا يمكن التخلص منها إلا إذا غيّر الإنسان نمط حياته من خلال: ممارسة الرياضة، حسن إدارة الوقت، التواصل الاجتماعي، أن تضع أهدافًا وتضع الآليات المعقولة التي توصلك لهذه الأهداف، بر الوالدين، والالتزام بالدين... هذه كلها فواتح وخيرات كبيرة جدًّا، فاجعل حياتك على هذا النمط التنظيمي الجديد، خاصة أنك من عُشَّاق الترتيب والنظافة والتنظيم، حتى وإن كان هنالك جانب وسواسي في هذا فأرجو أن تسخره وتوجهه بطريقة صحيحة؛ لتجعل حياتك أكثر فعالية.

تطلعك لأن تكون من المتميزين هذا أمر ممتاز، وما مضى قد مضى، ولا أريدك أن تخاف من الفشل أبدًا، حيث إنه حقيقة لا يوجد فشل إذا كان الإنسان مُصمِّمًا على النجاح، حتى الذين فشلوا كانوا قريبين جدًّا من النجاح، لكنهم لم يواصلوا محاولاتهم ليصلوا إلى غاياتهم. أنت صغير في السن ولديك طاقات عظيمة أرجو أن تستفيد منها.

أسأل الله لك الصحة والعافية، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً