الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعود لحب الحياة بعد أن كرهتها؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 22 سنة، منذ فترة فقدت والدي، وكرهت الحياة من بعده، فقدت ملذاتها، أصبحت كثيرة النوم، أجلس لوحدي كثيراً، لا أريد أحداً، ليس لدي أي مشاعر تجاه أي شيء، ما الذي علي فعله لكي أرجع للحياة من جديد؟ وهل أصبت بالاكتئاب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، ونسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لوالدك -أيتها الفاضلة الكريمة-، من الطبيعي جداً أن تحزني على والدك، وهذا -إن شاء الله تعالى- رحمة في القلوب، لا تلومي نفسك حول هذا الأمر، ويعرف أن الحزن له مراحل يتنقل خلالها الإنسان بعد الوفيات للأعزاء، الإنسان المعقول والعادي قد يحس بشيء من عدم التصديق للساعات الأولى، ثم بعد ذلك يأتيه شعور تام بالفقد، وقد يعبر عن أحزانه بشيء من البكاء أو خلاف ذلك، وتستمر الأمور بأن يكون الإنسان مفتقداً للمتوفي، وتأتيه اضطرابات وذكريات وشيء من هذا القبيل، وأفكار الإنسان أيضاً قد يتخللها كيفية الحياة بعد أن ذهب الأب مثلاً إلى رحمة مولاه وهكذا، وبعد ذلك تتدرج المشاعر حتى يتطبع الإنسان ويقبل الذي حدث.

أيتها الفاضلة الكريمة: هذه مراحل طبيعية جداً و-إن شاء الله تعالى- ما يحدث لك هو دليل على حبك وبرك لوالدك، ليس هنالك ما يدعوك لكراهية الحياة، لا، الحياة طيبة وهانئة وجميلة والموت لا شك أنه حقيقة ثابتة وصلبة، أنت الآن عليك إجراءات معينة أرجو أن تتبعيها:

أولاً: عليك بالدعاء لوالدك، اسألي الله تعالى له الرحمة حيث أن إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث منهم الابن الصالح الذي يدعو له، فادعي له أيتها الفاضلة الكريمة.

ثانياً: تصدقي حتى ولو بالبسيط، هذا -إن شاء الله تعالى- يصل ثوابه إلى والدك ويشعرك أيضاً أنك قد قدمت له شيئا.

ثالثاً: حاولي أن تحثي إخوانك على أن يبروا من كان يبرهم والدك، أعتقد أن ذلك أمراً طيباً وصائباً وسوف يساعدك كثيراً.

إذاً سيري على هذه الخطوات واستعيني بالاستغفار وقراءة القرآن والدعاء والصلاة في وقتها، وأنت لست مكتئبة أبداً، أنا أؤكد لك ذلك، أنت تتفاعلين تفاعلاً إنسانياً وجدانياً طبيعياً جداً، وهو دليل على الرحمة التي أنزلها الله تعالى على قلبك، فلا تستنكري هذا الأمر وكوني واقعية وارفعي رصيدك من الصبر، و-إن شاء الله تعالى- تكونين من الذين أتاهم الله حظاً في الصبر، اجتهدي في دراستك -أيتها الفاضلة الكريمة-، ساعدي أسرتك، كوني إنسانة فعالة ومفيدة لنفسك ولغيرك.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً