الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضيق كلما حاولت أن أحفظ القرآن، ما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نشكر لكم جهودكم، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

دائما لدي شرود ذهني وعدم التركيز والخوف من لا شيء، وتفكير يؤدي إلى متاهة، ولدي تثاؤب كثير إلى أن تدمع عيني، وإذا كنت أنوي حفظ سورة من القرآن كأنه حمل ثقيل على رأسي و صدري، كأن عليهم جبالا ثقيلة، مع العلم أنني أقرأ القرآن لكن في الحفظ تأتيني هذه الأشياء، وإذا سمعت الرقية لا يظهر علي شيء، وإن قرأت أو ذكرت ربي يقطعني التثاؤب.

وعندما أجتمع مع من أحب من الأقارب أو الصديقات أحس بغمامة سوداء كأنني شخص آخر، وإذا ذهبوا تنقشع تلك الغشاوة وكأنها لم تكن، مع العلم أن لدي ارتفاعا في هرمون الحليب، ولست متزوجة، وفقر دم نسبته 10، وانخفاض الضغط، لكن هذه الأمراض معي منذ 7 سنوات، ولم أحس بهذا الشيء إلا منذ 4 سنوات، عندما تخرجت من المدرسة، ما تشخيص حالتي عين أم حسد؟ أو بسبب الهرمون وفقر الدم والضغط؟ وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المحببة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على التواصل مع إسلام ويب، -أيتها الفاضلة الكريمة- نحن نؤمن بالعين والحسد والسحر كل هذا نؤمن به، ولكن المشكلة الكبيرة أن الحقائق قد اختلطت بالخزعبلات وأمور الشعوذة، والناس أصبحت تعيش شيئاً من التوهم، فلا تكوني من هؤلاء -أيتها الفاضلة الكريمة-، لا أرى أن هناك عينا أو حسدا في حالتك هذه مجرد حالة نفسية بسيطة وأنت تعيشين في شيء من القلق والتوتر الداخلي، وأعتقد أن شدة اعتقادك بأنك مسحورة أو معيونة أو أن هنالك حسد زاد من أعراضك، فتوكلي على الله تعالى واحرصي على أذكار الصباح والمساء وتلاوة القرآن والصلاة في وقتها، هذا هو الذي تحتاجين له.

واعلمي دائماً أن الله خير حافظ، أيضاً اجعلي لحياتك هدفاً وذلك من خلال حسن توزيع الوقت وإدارته، لا تتركي مجال للفراغ، الفراغ الزمني، الفراغ الذهني، الفراغ الفكري، هنالك أشياء كثيرة جداً يمكن للإنسان أن يملأ بها وقته وتحسن من مقدراته المعرفية، وكذلك مهاراته، وفي ذات الوقت يجعلك تستمتعين بصحة نفسية جيدة جداً.

بالنسبة لوضعك الطبي مستوى الدم 10 جرام ليس بالسيء، لكن أتمنى أن يتحسن قليلاً، فكوني حريصة على نظامك الغذائي ونامي مبكراً، انخفاض ضغط الدم لا يعتبر مرضاً أبداً، لكن يمكن أن ترفعي من مستوى ملح الطعام قليلاً في الأكل، هذا سوف يحسن الضغط لديك، فأنا لا أراك مريضة حقيقة، هو مجرد قلق وهو الذي أدى إلى اضطراب التركيز لديك، وكما ذكرت لك معتقدك الشديد حول العين والسحر وبصورة قد لا تكون سليمة هو الذي زاد من أعراضك النفسية هذه.

في بعض الأحيان حين تشتد هذه الأعراض ننصح بتناول مضادات الاكتئاب، لا أراها حتمية في حالتك، لكن قطعاً إن كنت تريدين الطريق المختصر والسريع للشفاء تناولي دواء مثل البروزاك والذي يعرف باسم فلوكستين بمعدل كبسولة واحدة في اليوم، لمدة ثلاثة أشهر، ربما يفيدك كثيراً، بالنسبة لهرمون الحليب والذي يعرف باسم البرولاكتين يجب أن يعرف أسباب ارتفاعه، ومن أكبر أسباب الارتفاع هي تناول بعض الأدوية، فحاولي أن تتأكدي من هذا الأمر، واذهبي وقابلي الطبيبة، ويمكن أن تعطيك دواء مضاد لهرمون الحليب ليرجع لمستواه الطبيعي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً