الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس عندي ثقة بنفسي، فكيف أعزز الثقة بالنفس؟

السؤال

السلام عليكم

أنا أعاني كثيرًا في حياتي؛ بسبب عدم الثقة بالنفس والخوف من المواجهة بكل أنواعها، مثل: تجربة شيء جديد، أو شراء شيء جديد، والخوف من المجهول، ومِن فعلِ أشياء لم أفعلها من قبل، وأميل إلى البقاء في المنزل، وعدم الاختلاط؛ بسبب الخوف من المجهول، ولا أعرف ما السبب؟ ولكنه شعور داخلي، لا إرادي!

آمل أن تدلوني على العلاج المناسب.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا.

ليس هناك إنسان عنده ثقة كاملة بنفسه، وإنما يختلف الأمر من شاب لآخر، وحتى عند نفس الشاب قد يختلف الأمر من وقت لآخر، فالشاب العادي والذي ثقته بنفسه لا بأس بها، قد يشعر بالتردّد وضعف الثقة بالنفس نوعًا ما عند ما يكون أمام تحدٍّ جديد، كأنْ يكون على وشك تجربة أمر جديد، كما يحدث معك.

هناك خطوات كثيرة يمكن أن تبنيَ ثقة الشاب بنفسه، واطمئنْ فأنت بمجرد الكتابة إلينا، فقد قمت بالخطوة الأولى، وهو أن تشعر أو تُقِرّ بأنك بحاجة لرفع الثقة بالنفس.

حاول أن تتعرف -إن استطعت- على بعض أسباب ضعف الثقة بالنفس عندك، هل هي طبيعة التربية أو وجود من يُكْثِر من انتقادك؛ لأن هذا مما يضعف الثقة بالنفس، وأحيانًا مجرد انتباهك لهذا، يُمكن أن يحميك من المزيد من الضعف.

تذكّر أنه لا يوجد إنسان كامل، فكل واحد يمكن أن يرتكب أخطاء، فحاول أن تتعلم بعض الدروس من أخطائك، وتجنب الميل للكمال، وأن تكون أمورك كلها أفضل ما يمكن، فأحيانًا لا بد أن نَقبَل بأقل مما هو الأفضل.

مما يعزز الثقة بالنفس كثيرًا، هو موضوع تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرَّفْ على نقاط القوة عندك، وافتخر بها، هل أنت جيد في صفة أو مهارة ما؟ هل تحب اللغات؟ هل تتحلى بالروح المرِحَة؟ هل تتقن هواية من الهوايات الفنية؟

اشكر الله -تعالى- على الدوام على النعم التي أنعم بها عليك، فالشكر على النعم يزيد ثقتك بنفسك {...لئن شكرتم، لأزيدنكم...} [إبراهيم 7].

حاول أن تكون إيجابيًّا مع نفسك، ومع الآخرين، وانظر لنصف الكأس الممتلئ، وليس فقط للنصف الفارغ، كما أن تقديرك لما عند الآخرين يعزز ثقتك بنفسك، فساعد الآخرين فيما يحتاجون، وهذا من أكبر أبواب زيادة الثقة بالنفس، وفي نفس الوقت إن مَدَحكَ أحدٌ على أمر إيجابيّ عندك، فاقبل هذا المدح، واشكر الله على ذلك.

حاول أن تعبّر عن رأيك في الأمور، وإذا رأيت التَّمسُّك بهذا الرأي فلا بأس.

في بعض لحظات الضعف أمام الناس، لا بأس أن تتصنَّع أو تتظاهر بالثقة بالنفس، فهذا لن يضرّك، وإنما يعطيك الشجاعة والثقة، فتصرف وكأنك أكثر شباب الأرض ثقة بنفسه، ولماذا لا؟!

تذكر بأن النجاح يؤدي للنجاح، والثقة القليلة بالنفس يمكن أن تزيد هذه الثقة، وهكذا...

لعلّ في كل ما ذكرته لك من خطوات يكفيك لتعزيز ثقتك بنفس.

وفقك الله، ويسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً