الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من نوبات الهلع والرهاب الاجتماعي؟

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع المفيد للجميع.

أنا أعاني من نوبات هلع منذ أكثر من 8 سنوات، وخوف من النزول للشارع، حتى ولو مع أهلي، وأخاف أن أخرج خارج المدينة التي أنا فيها.

كذلك أخاف أن أذهب إلى مكان فيه أناس كأفراح أو جنازات، أو مناسبات، ويستمر معي الخوف حتى مع وجود أهلي معي، وأحيانا أخاف حتى وأنا في المنزل لما أفكر قليلا في الحالة، وعلمت منذ سنتين ونصف من خلال أحد مواقع الانترنت أن عندي نوبات هلع، وأخذت لوسترال50 حبة واحدة في اليوم لمدة سنة ونصف، وانتهت النوبات في أول سنة تقريباً بنسبة 90 %، وبدأت أخرج مع أهلي ولمسافات طويلة بدون خوف، ثم بدأت ترجع بالتدريج، إلى أن أصبحت لا أقدر على الخروج من المنزل!

زارني طبيب إلى المنزل وقال لي: عندك Social phobia، ونصحني بأخذ دواء لوسترال50 مرتين في اليوم، ومعه دواء prexal 5mg
حبة في اليوم، وزانكس 0.25 مرة واحدة في اليوم، وزدت في الدواء، وبعد فترة شهر تقريبا تعبت واتصلت بالطبيب، فأضاف دواء lamictal 50mg، مرة صباحا ومرة مساء، واستمررتُ عليهم 8 أشهر، بلا نتيجة مرضية، واستمر معي الخوف فغيرت دواء اللوسترال 50 بعقار سبرالكس 10 مرة الصبح ومرة الليل، بدل اللوسترال بعد استشارة الصيدلي.

أنا مستمر على هذه الأدوية مدة 4 شهور، وإلى الآن ما أقدر أنزل الشارع! علما أن نوبات الهلع عددها أقل، مقارنة بالأول.

هل هذه علامة على أن الدواء بدأ يعمل؟ فأنا لما أضغط على نفسي وأحاول أن أخرج إلى الشارع فما إن أصل بداية الشارع حتى أخاف فأرجع إلى المنزل.

هل الدواء ممكن يطول في حالتي ثم تحصل نتيجة؟ علما أن عندي القولون العصبي، وأخدت له دواء (موتليوم وكولونا) وأحيانا (ليبراكس) لما آكل كثيرا.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل أنت تعاني من قلق المخاوف، ولديك ما يسمى برهاب الساحة، أي الخوف من الخروج من أمان المنزل، وربما يكون لديك أيضًا درجة بسيطة من الخوف الاجتماعي، وأيًّا كانت مخاوفك فالمخاوف هي واحدة في جوهرها وإن اختلفت في جزئياتها.

أيها الفاضل الكريم: العلاج الأساسي في حالتك هو أن تحقر فكرة الخوف، أنا أراك أنك اهتممت كثيرًا بالأدوية، وهذا أمر جيد، لكن لابد أن تغير نفسك معرفيًّا وذهنيًّا، يجب أن تجلس جلسة تأمُّلية مع نفسك وتقول: ما هذا الذي يحدث لي؟ لماذا لا أكون مثل الآخرين؟ ما الذي يمنعني أن أخرج أن أصلي مع الجماعة في المسجد، وأن أزور الجيران، وأن أذهب إلى المناسبات؟

لابد أن تُجري حوارًا مع نفسك، أنت لا أقول لك قبلت الأمر، لكنك قطعًا لم تحاوره بالصورة الصحيحة.

أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تجلس مع نفسك هذه الجلسات، وهي مهمة جدًّا، وأريدك أيضًا أن تتصور نفسك –أي في الخيال– وأنك قد خرجت وذهبت إلى السواق ثم رجعت وأحسست بارتياح كبير، أو شاركت في إحدى المناسبات، أو دعوة زواج مثلاً، أو ذهبت وزرت مريضًا في المستشفى، أو صليت مع الجماعة في الصف الأول، واربط نفسك – أخي الكريم – بهذا النوع من التفكير، تصور نفسك في هذه المواقف، فهي مواقف بسيطة، وكلها حقيقية، ويمكنك أن تقوم بها.

إذًا اجعل هذه الصورة الدرامية في تفكيرك دائمًا، وإن شاء الله تعالى ستتحول إلى واقع.

أيضًا: كن صارمًا مع نفسك فيما يخص إدارة الوقت، حتِّم على نفسك أنني في الساعة كذا وكذا سوف أقوم بفعل كذا وكذا. فالحزم في إدارة الوقت يدفع النفس دفعًا إيجابيًا.

أيضًا: مارس تمارين الاسترخاء، واتفق مع بعض أصدقائك لتقوموا بأي رياضة جماعية على الأقل مرتين في الأسبوع، مثل كرة القدم مثلاً، هذه هي الأسس العلاجية الصحيحة.

بالنسبة للعلاج الدوائي: هذه الأدوية متقاربة ومتشابهة، والزولفت دواء رائع، والسبرالكس أيضًا من الأدوية الممتازة، وأنت الآن تتناوله، ومن الواضح أنه سوف يساعدك كثيرًا، فاستمر عليه، لكن يجب أن ترفع الجرعة إلى عشرين مليجرامًا يوميًا وتتناولها لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك يمكن أن تخفض وتبدأ في تناول الجرعة الوقائية وهي عشرة مليجرام يوميًا، وربما تحتاج لها لمدة عام على الأقل.

هنالك دواء يعرف باسم (إندرال/بروبرالانول) من الأدوية الممتازة، إن كنت لا تعاني من الربو أعتقد أن تناولك له أيضًا سوف يُساعدك تمامًا في التخلص من الأعراض الفسيولوجية للمخاوف، ويوجد نوع من الإندرال يسمى إندرال 80، وهو إندرال بطيء الإفراز في الدم، لو وجدته تناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، وإن لم تجده يمكنك أن تتناول الإندرال العادي بجرعة عشرين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين أيضًا، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً