الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا مدخن ولدي تسارع في القلب والنتائج سليمة!

السؤال

بارك الله فيكم على هذا الموقع النير والمتميز.

لدي منذ فترة تسارع في نبضات القلب يصل من 80 إلى 92 نبضة في الدقيقة وأنا في حالة راحة تامة، وخصوصاً إذا استلقيت على جنبي اليسار بعد الأكل، بدون أي ألم أو دوخة، ولا أي عرض آخر، وكذلك أحياناً إذا صعدت درجاً، أو بذلت مجهوداً بسيطًا تأتيني، وأحياناً تأتيني وأنا أتبول خصوصاً إذا كنت قد حبست البول سابقاً -أكرمكم الله-.

ذهبت للمستشفى وعملت تخطيط قلب كهربائي، وتحليل صورة دم وضغط ، وكلها سليمة 100٪، كذلك من عادتي أن أعمل كشفاً شاملاً، فأجريت قبل 4 أشهر تخطيط قلب كهربائي، وتخطيطاً بالمجهود، وأشعة إيكو، وتحليلات كثيرة منها: الدهون الثلاثية والهيموجلوبين والكلسترول، وكلها خرجت سليمة، ورفض الطبيب أن أجريها مرة أخرى، علماً أن لدي كسلاً في الغدة الدرقية، ونقصاً في فيتامين د، وأستخدم الدواء اللازم لهما.

أنا أستخدم دواء زيروكسات 37.5 مجم، وسوليان 100 ملجم، وحالتي النفسية في تحسن، مع العلم أني مدخن شره، وأكثر جدًا من شرب الشاي والقهوة، ولكن إذا كانت السبب المنبهات فمنذ سنين أشربها ولم تؤثر، فلماذا الآن؟

لدي فتق من النوع المتوسط في المريء وارتجاع بعد عمل منظار، وجرثومة في المعدة، وأكتب إليكم الآن وأنا في أول يوم من أخذ الدواء للجرثومة.

وزني 122 وطولي 169 سم، وعمري 26، وبدأت أجري تمارين للتخسيس، علماً أن وزني كان 127 كيلو، وأعمل رجل أعمال وكاتب، ولهذا أسافر عدة مرات فلا أستطيع أن أنام وقتاً محددًا لشهر مثلاً، فأنام مرة صباحاً، ومرة مساءً حسب مواعيد الطيران وغيرها، فهل هذا مؤثر؟

أشعر أحياناً بآلام تحت الثدي الأيسر، والطبيب يؤكد بعد الفحوصات أنها عضلات، وذكر لي: أن الوزن الزائد يؤدي للشعور بآلام عادة في العضلات، فأتمنى لو تخبروننا بكيفية التأكد من صحة القلب، وما مدة الرياضة التي لا تؤثر عليه؟

أخيراً: حاولت عدة مرات ترك التدخين فجأة وبالتدريج وغير ذلك، ولم أنجح، بل أعود أسوأ؛ فانصحوني، علماً أني كنت أدخن 60 سيجارة، والآن 36 سيجارة في كل 24 ساعة. وما المدة التي قد يؤثر فيها التدخين على القلب أو السرطان؟ هل مثلاً 20 سنة؟ علماً أني أدخن منذ 10 سنوات.

دينياً أصبحت ملتزماً بل ومرجعاً للزملاء في التفسير، والحديث، والفقه، وأقرأ بشراهة.
طبتم، وحفظكم الله من كل سوء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما ذكرته في استشارتك فإنك قد أجريت دراسة شاملة للقلب، وكانت النتائج سليمة -والحمد لله- وهذا يؤكد باذن الله أن القلب سليم، وأن شعورك بتسرع القلب إنما هو شعور نفسي فقط، إذ أن عدد دقات القلب يمكن أن تعتبر طبيعية حتى 100 بالدقيقة، وأنت لم تتجاوز هذا الرقم.

ولكن توجد بعض الأمور التي يمكن أن تساعدك لتحسين حالتك، مثل: تخفيف الوزن، والاعتياد على المشي يومياً 20- 30 دقيقة يومياً، فهذا يساعد على تخفيف الوزن، كما أن له أثراً كبيرًا في الراحة النفسية والجسدية، وكذلك مما يساعد في حالتك هو التخفيف من المنبهات: كالشاي والقهوة قدر الإمكان، ومحاولة استبدالهم بأنواعٍ أخرى من الشراب كالعصائر الطازجة، وما شابه.

أما التدخين فأظن أنك تعرف مضاره بشكل واضح وكامل، طالما أنك -كما ذكرت- تقرأ بشراهة، وأظن أن اعتيادك على ممارسة نوعٍ خفيفٍ من الرياضة، وبصورة مستمرة، وخاصة رياضة المشي؛ سيساعدك كثيراً في حل هذه المشكلة، ويمكنك بالنسبة لهذا الموضوع مراجعة أحد مراكز العلاج المتخصصة؛ للإقلاع عن التدخين، وهذا سيساعدك كثيراً بإذن الله.

إن تاثير التدخين على الجسم يتراوح بين إنسان وآخر، ولكن بشكل عام بعد عشر سنوات من التدخين تبدأ التأثيرات الجانبية بالظهور، لذلك ينصح بالإسراع قدر الإمكان بالتوقف عن التدخين لتجنب هذه التأثيرات بإذن الله تعالى.
ونرجو من الله لك دوام الصحة والعافية.
+++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد مازن تخصص باطنية وكلى، وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
+++++++++++++++++++++++++++++++
مرحبًا بك أيهَا الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك ثناءك على الموقع، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا عند حسن ظن الإخوة المتواصلين معنا، وأن يُجري النفع على أيدينا لعباده.

قد أفادك الدكتور محمد –أيهَا الأخ الحبيب– بالوصايا القيمة، ونحن نزيد الأمر إيضاحًا من الناحية الشرعية بالتعليق على حكم التدخين، فإن التدخين -كما هو معلوم لديك ولدى غيرك ممَّن يتعاطونه– سوء ضرره وكثرة مفاسده باتفاق الأطباء، ولهذا اتفقت المجامع الفقهية على تحريمه؛ لما فيه من الضرر، فإن الشريعة الإسلامية قائمة على المبدأ العظيم الذي قاله النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا ضرر ولا ضرار).

ولذا فنحن نأمل -أيهَا الحبيب– أن تأخذ الأمور مأخذ الجد، وأن تستعين بالله سبحانه وتعالى في التخلص من هذه العادة القبيحة، وأن تأخذ بالأسباب التي تعينك على ذلك، ومن جملة الأسباب: الرُّفقة الصالحة التي تعينك على طاعة الله، ومن ذلك أيضًا: الإكثار من قراءة أضرار التدخين، والنظر في عواقب المدخنين، وما ابتلاهم الله تعالى به من الأسقام والأمراض، فإن في ذلك ما يُعين النفس على الانكفاف عن الهوى والجري وراء هذه الشهوة، ومن ذلك: الإكثار من دعاء الله تعالى أن يتولى عونك، وأن ييسر لك الإقلاع عن هذه العادة.

ويستحسن – أيهَا الحبيب – أن تتوجه إلى العيادات المتخصصة في إعانة المدمنين الذين يريدون الإقلاع عن التدخين، فإن هذا من جملة الأسباب الحسّية التي جعلها الله عز وجل سببًا في التخلص من هذه الآفة، فإن الأطباء في هذه العيادات يُقدمون لك التوجيهات اللازمة، ويعينونك بتقديم بعض الأدوية، والتنبيه على بعض الممارسات التي ينبغي أن تفعلها بعد قطعك هذا الإدمان، وفي ذلك إعانة لك بإذنِ الله تعالى.

نسأل الله أن يتولى عونك، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً