الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلقي وتفكيري الزائد في الأمور وعصبيتي الشديدة أفقدتني استمتاعي بالحياة.

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة، عمري 26 سنة، في المدة الأخيرة أصبت بعصبية شديدة؛ حيث أغضب غضبا شديدا إذا لم أجد ما أريد، أو إذا تصرف أحدهم أمامي تصرفا لا يعجبني، أو حتى من صوت إغلاق الباب.

أصبحت أغضب لأي سبب، ويصيبني أثناء هذا الغضب صداع وألم في الرأس، فما الحل يا دكتوري الفاضل؟

ومشكلتي الأخرى هي: أنني أفكر دائما وأخطط إذا كان عندي مثلا اجتماع غدا، فإنني أكون قبله بأسبوع أخطط وأفكر في أدق التفاصيل، مما يجعلني لا أستمتع بيومي؟

كما أن تفكيري ليس إيجابيا دائما، فأنا دائما أفكر بسلبية، فمثلا أقول: ماذا إذا لم أجد المحل الذي أريد أن أشتري منه مفتوحا؟ ماذا إذا كان عندي التزام في العمل ولم أوفق فيه؟ أحسب كل شيء بطريقة مبالغة حتى في أبسط الأمور؛ مما يعكر صفو حياتي، ولا أستمتع بأي لحظة؛ لأني أفكر في اللحظة القادمة؟

مثلا لو كان عندي غدا ضيوف، تجدني منذ أن علمت بموعد زيارتهم وعقلي مشغول، ماذا أرتدي؟ ما هو واجب الضيافة المناسب لهم؟ وهكذا هي حياتي؟ وحتما إذا بقيت هكذا سأصاب بالشلل أو بجلطة دماغية، وبالتأكيد الشيخوخة المبكرة؟

هل تصدق أنني لم أستمتع بأي لحظة في حياتي وأنا أضع الخطط الأساسية والبديلة؟

أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال.

في كثير من الأحيان النرفزة أو العصبية، أو الغضب والانفعال؛ إنما هي نتيجة ومظهر لشيء آخر، فيا ترى ما هي الأمور في حياتك الخاصة والأسرية والاجتماعية، مما يمكن أن يفسّر هذا الغضب وهذه العصبية التي تشتكي منها؟

أحيانا عندما يعيش الإنسان في ظروف صعبة، وفي نفس الوقت يجد صعوبة في الاعتراض أو الانتقاد، أو حتى التشكي، قد يجد نفسه ميالا للغضب والعصبية في مواقف أخرى وظروف أخرى.

فمثلا قد تنزعجي في عملك، أو في بعض المواقف الاجتماعية، وقد تعترضي على بعض المواقف مع الناس والأقرباء، ولكنك قد تجدين صعوبة في أن تقولي لهم حقيقة ما تشعرين به تجاههم وتجاه تصرفاتهم غير المسئولة، وكذلك قد تجدين نفسك أمام بعض الناس الأكبر منك عندما يصدرون إليك بعض التعليمات والأوامر أو الانتقادات، إلا أنك تشعرين بالحرج من الاعتراض أو الانتقاد.

لا شك أن كل هذا يجعلك تمتلئين بالعواطف والمشاعر الكثيرة التي تختزن في نفسك، والتي تنتظر أن تخرج، وعندما تجدي نفسك أمام موقف؛ كأن تذهبي لمحل تجاري ثم تجديه مغلقا، ومن حيث لا تدري تجدين نفسك منفجرة بالغضب والعصبية، وأنت تسألين نفسك لماذا؟!

ابحثي وفكّري بتفاصيل حياتك وظروف معيشتك، واسألي نفسك:

• ما هي الأمور أو المواقف التي تزعجني أو تشعرني بالغضب؟
• ما هي المواقف التي أشعر فيها بالعصبية إلا أني لا أستطيع التعبير عنها؟
• كيف يمكن أن أفرغ مشاعري وعواطفي بطريقة صحيّة سليمة وغير ضارة؟
• ما هي الهوايات التي أستمتع بها في حياتي؟

إن الإجابة على هذه الأسئلة ستساعدك كثيرا على تجاوز هذه المرحلة أو المواقف الصعبة التي تعيشينها، وستعينك على التغيير الذي تريدين.

مارسي الرياضة أو غيرها من الأنشطة المريحة لك، والتي تستمتعين بها، والتي تساعدك في التعبير عن المشاعر والعواطف التي تعتلج في صدرك، كالرسم والتمثيل والإنشاد.

وإذا وجدت صعوبة في التغيير المطلوب، أو إذا زادت شدة معاناتك؛ فلا تترددي في الحديث مع طبيب الأسرة، أو طبيب نفسي، أو حتى أخصائية نفسية، فهناك بعض المهارات التي يمكنك تعلمها وممارستها، والتي تدخل تحت باب إدارة الغضب والانفعال.

وربما مشكلتك الأخرى في الاستحياء والتردد مع الناس الآخرين؛ هي بسبب ضعف التفريغ عن عواطفك ومشاعرك، وستجدين بعض التحسن في هذا الجانب من خلال حسن تعاملك مع انفعالاتك.

وفقك الله، ويسّر لك الأمور.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً