الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأتيني آلام في صدري وشعور كأنني في حلم، فما تفسيركم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 19 سنة وسبعة أشهر، أعاني من مشكلة، وهي شعوري كأني في حلم، في البداية أتتني على فترات، والآن بشكل مستمر، وتزيد تلك المشكلة عندما أصبح بين مجموعة من الناس، على الرغم أنهم ليسوا غرباء -أهلي أو أقربائي- ولست من النوع الخجول، بدأت معي منذ خمسة أشهر تقريباً، وفي الفترة التي بدأت معي هذه الحالة كان هناك الكثير من التغيرات في حياتي، فقد لازمتني نوبات، أو أعراض منذ الصغر، وفي الحقيقة لا أعرف تسميتها، لكن سأحاول الشرح:

1- في طفولتي عانيت من آلام في صدري، وفي أحيان أحتاج الذهاب إلى الطوارئ، وفي كل مرة أذهب يخبرني الأطباء: أنه لا توجد أي مشكلة، ولا يعرفون سبب الألم، وآخر مرة ذهبت للمستشفى بسبب ألم صدري كان عمري 16 سنة، وكذلك أخبرني الطبيب: أن جميع التحاليل والأشعة سليمة، لكن في كل مرة أذهب إليهم كانوا يسألوني: هل هناك شيء يضايقك، أو يتعبك؟ أو هل أنت مرتاحة في المنزل؟ ومن هذه الأسئلة.

المشكلة أن آلام صدري بدأت ترجع لي الآن، وسؤالي هو: هل ما يأتيني من تعب هو تعب نفسي أم جسدي؟

2- عند سن البلوغ أتتني نوبات أتعبتني جداً مثل:
- أنني لا أستطيع التنفس بشكل جيد.
- أشعر كأن الغرفة صغيرة جداً، وكأن فتحة صغيرة جداً جداً أستطيع التنفس منها.
- أتخيل الأشياء أكبر من حجمها الطبيعي بشكل لا إرادي، وذلك يكتمني جداً، مثلاً: أشعر كأن الغرفة مليئة بالملابس، ومكتومة وأنا بداخلها، ولا أستطيع التنفس إلا بصعوبة.
هذه النوبات تأتيني دائماً عندما أنام، بمعنى أني أستيقظ تقريباً بعد ساعة أو ساعتين من النوم، وأشعر بها.

هذه النوبة تأتيني قبل النوم:
1- لا أستطيع التحكم بجسدي، وأشعر أنه يرتجف، ولا أستطيع تحريك أي طرف من أطرافي، وإذا لم أتحرك تزيد رجفتي، وذلك مؤلم ولا أستطيع التحرك إلا إذا حاولت بشدة، وحركت يديّ ابتعدت عني الرجفة، وأصبحت أستطيع التحرك.

2- أشعر أن رأسي كبير جداً، وأن من حولي يتحرك، وأشعر كأن رأسي يسقط، أو أن الغرفة تدور.

هذه هي الحالة التي تأتيني الآن، لكني أريد أن أسمع تفسيركم بشأنها، وما يتعبني هو ما كتبته في الأول، وهو أني أشعر وكأنني في حلم، وأن شعوري هذا يصاحبه أعراض جسدية.

تنبيه:
كل تلك الأشياء مررت بها دون أن أخبر أحداً من أهلي أو أقربائي إلا آلام صدري، ولقد مرت عائلتي بمشاكل كثيرة جداً عندما كنت صغيرة.

بانتظار ردكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ توفي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحالة الغريبة التي تشتكين منها هي نوع من القلق النفسي، يسمى باضطراب الأنية أو التغرب عن الذات، أو البُعد عنها، أو كأن الإنسان ينظر إلى ذاته إلى مكان بعيد، وهي بالفعل ظاهرة مزعجة، لكنها ليست خطيرة أبدًا.

معاناتك في فترة الطفولة من آلام في الصدر، ربما تكون آلاماً عضلية انقباضية، وليس أكثر من ذلك، ويعرف أن القلق النفسي -أي التوتر النفسي الداخلي- يتحول إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات تأثرًا هي عضلات الصدر وعضلات البطن، وأسفل الظهر، وكذلك عضلات فروة الرأس.

فشعورك بكتمة النفس، وبهذه الآلام الصدرية، أنا على يقين تام أنه ناتج من حالة القلق التي تعانين منها، أما الظواهر الغريبة التي تحدثت عنها فهي -كما ذكرت لك- ناتجة مما يسمى باضطراب الأنية، وهو نوع من القلق.

إذن مُجمل القول: حالتك هي حالة قلقية، وليس أكثر من ذلك.

العلاج: حاولي أن تتجنبي الكتمان، كوني أكثر انفتاحًا، كوني معبرة عن ذاتك، هذا مهم جدًّا.

ثانياً: نظمي وقتك، واشغلي نفسك بما يفيدك، خاصة فيما يتعلق بدراستك، وكذلك على نطاق المنزل.

ثالثًا: تدربي بصورة جيدة على تمارين الاسترخاء.

رابعاً: النوم المبكر ذو فائدة عظيمة جدًّا.

خامسًا: قللي من شرب الشاي والقهوة، فهذا يساعدك أيضًا، ومن المهم جدًّا أن تكوني إيجابية في تفكيرك، فالتفكير الإيجابي يزيل القلق والتوتر، ويصرف انتباهك تمامًا -إن شاء الله تعالى- من اضطراب الأنية التي تعانين منه.

في بعض الأحيان ربما تكون هنالك حاجة للأدوية المضادة للقلق، لكن في هذه المرحلة أرى أنه ليس من الضروري أن تتناوليها، لكن إذا لم تتغلبي على أعراضك من خلال الآليات التي ذكرتها لك هنا، اذهبي وقابلي الطبيب -إما الطبيب النفسي أو طبيبة الأسرة- ليكتب لك أحد الأدوية البسيطة مثل عقار فافرين، أو جرعة صغيرة من عقار سبرالكس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً