الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي مشاكل في الرحم وأجهضت مرتين.. فأرجو إفادتي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة منذ سنة وشهرين، وأبلغ من العمر 22 سنة، حملت بعد زواجي بشهر، لكن لم تكتمل فرحتي حينما أخبرتني الدكتورة: أن لدي رحماً ذا القرنين، جزء كبير، وجزء أصغر منه، بدأت مخاوفي، استخدمت الحبوب المثبتة (دوفاستون)، وأيضاً (فوليك أسيد)، وعملت لي تحاليل للدم، وصرفت لي إسبرين حتى أتممت 3 أشهر، ثم بعدها صرفت لي الكالسيوم والحديد، واستمر حملي حتى الشهر الخامس وبالتحديد الأسبوع الثامن عشر، فبدأت تقلصات الرحم ونزل في البداية دم خفيف، ثم زاد إلى كتل دموية، وقالت الطبيبة: إجهاض محتم، فبدأ إجهاضي بنزول الحبل السري أولاً لمدة يوم ونصف، ثم قاموا بإعطائي طلقا صناعيا وتحاميل للولادة، وتمت الولادة بفضل الله، وعملت عملية تنظيف.

سألت عن سبب الإجهاض، قالوا: يجب عمل ربط لعنق الرحم، ثم حملت بعدها بأربعة أشهر، فقالت لي الطبيبة: تلزمك إبر كلكيزان أول ثلاثة أشهر بحكم أن سماكة الرحم لا تساعد الجنين، وبالفعل استخدمتها أول شهرين، ثم نزل عليّ ماء، والقليل من الدم، واضطررت للراحة لمدة يوم بالمشفى، وخرجت وأكملت مثل باقي الأدوية بحملي السابق، لكن بإضافة التحاميل سايكلوجيت عليها، كنت أستخدمها مهبليا حتى بعد الربط الذي عملته في الأسبوع الخامس عشر، ولكن -قدر الله وما شاء فعل- أجهضت في الشهر الخامس، وفي نفس الأسبوع الثامن عشر، وأعراض الإجهاض مثل السابق، نزول الحبل السري أولاً لمدة يوم، ولكن في هذا الإجهاض لم يضطروا إلى عمل طلق صناعي، فقط فتحوا الربط، ونزل الماء بعدها، وبعد ولادة طفلي لاحظت أن رأسه متضرر قليلاً، ولم أعلم السبب، بحيث كان رأسه لونه أحمر غامق جداً، يختلف عن جسده.

ما تفسيرك لحالتي مع العلم أن زوجي ليس من أقاربي? وما الذي يجب عليّ فعله من فحوصات وغيرها? وهل الرحم ذو القرنين له علاقة بمشاكلي? وهل بإمكاني -بعد مشيئة الله- أن أحمل بطفل سليم معافى لمدة 9 أشهر?

حالتي النفسية سيئة جداً، وأنا خائفة من تكرار ذلك للمرة الثالثة، فأرجو منك إفادتي، ونصحي بما يجب عليّ، جزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ afnan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعوضك الله بكل خير, وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة, يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب, بإذنه عز وجل.

أتفهم قلقك وخوفك -يا عزيزتي- مما حدث معك, فالإجهاض الذي يحدث بعد الثلاثة أشهر من عمر الحمل يكون تأثيره النفسي على السيدة أقسى وأصعب، فبعد هذه الفترة تكون معالم الجنين قد توضحت, ويكون شكله الخارجي قريباً إلى شكل الإنسان المكتمل, وعندما تراه الأم فإنها تتعلق به كما لو كان مولوداً طبيعياً.

وما أريد أن أوضحه لك هو: على الرغم من أن الرحم ذات القرنين قد تكون هي السبب فعلاً في تكرر حدوث الإجهاض عندك, إلا أننا يجب أن نستبعد الأسباب الأخرى التي من المحتمل أن تكون متواجدة، وتشارك في إحداث المشكلة.

بمعنى آخر, يجب أن يتم عمل كل الاستقصاءات والتحاليل المعروفة في حالات الإجهاض المتكرر, حتى لو كان لدينا سبب واضح لتكرر الإجهاض عندك.

وبالتالي، فإنني أقترح بأن يتم عمل التحاليل الآتية:
1- تحليل للصبغيات لك ولزوجك.
2- تحليل للغدة الدرقية، ولهرمون الحليب، ولتحمل السكر، وتسمى: (- TSH-PROLACTIN-GTT).
3- عمل تحاليل للتجلط أهمها: (PT-PTT-PROTIEN -C-S-ANA-ACA-LA).
4- تنظير لجوف الرحم مع تنظير لجوف الحوض للتأكد من التشخيص أكثر؛ لأن التصوير وحده لا يكفي للقول وبشكل مؤكد بأن الحالة هي حالة (الرحم ذات القرنين).

5- عمل زراعة من باطن عنق الرحم؛ للتأكد من عدم وجود التهابات خفية, تنشط في الحمل وتسبب الإجهاض.

6- تناول مضاد حيوي بشكل وقائي, مثل: (الاريثروميسين) قبل حدوث الحمل، حبة من عيار 500 ملغ ثلاث مرات يومياً, مدة 10 أيام للقضاء على أي التهاب قد يكون خفياً، ولا يظهر في الزراعة.

7- يجب عمل ربط لعنق الرحم في الحمل القادم, ويفضل أن يتم عند بلوغ الحمل عمر 14 أسبوعاً.

8- تناول حبوب الغلكوفاج, لكن بجرعة وقائية (حبة واحدة من عيار 850 ملغ) قبل وخلال الحمل, فلقد تبين بأن هذه الحبوب تفيد في تقليل احتمال الإجهاض في كل المراحل, بإذن الله تعالى.

9- بالإضافة إلى ما سبق يمكن تناول حبوب أسبرين الأطفال, مع حبوب تسمى (البريدنيزون)، والمثبتات بأي شكل تفضلينه.

إن سبب تغير لون رأس الجنين في الإجهاض الثاني هو على الأرجح حدوث نزف في الرأس عنده, وهذا يحدث خاصة عند من تتناول مميعات الدم مثل: الهيبارين (أبرالكلكسان).

كل ما سبق يرفع من نسبة نجاح واستمرار الحمل -بإذن الله تعالى- لكنه عبارة عن أخذ بالأسباب فقط, والله عز وجل هو خير الحافظين.

نسأله جل وعلا, أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً