الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق وخوف ووساوس من عدم النوم ليلًا، أرجو المساعدة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

اسمي راشد، عمري 19 سنة.

مشكلتي: بدأت منذ 4 سنوات عندما كنت في المرحلة المتوسطة، والمدرسة كان دوامها في المساء، من الظهر إلى المغرب، ولكن في فترة الاختبارات النهائية قاموا بتغييرها إلى الصباح، أي كنا نختبر في الصباح.

ومن هنا بدأت المشكلة: أتاني وسواس، وقلق، وخوف أنني لن أستطيع النوم والاستيقاظ مبكراً في الصباح، كنت أفكر طوال اليوم أنني لن أستطيع النوم، وكان يأتيني خوف شديد من النوم، ونبضات قلبي تزداد، استخدمت بعض الأدوية المنومة مثل: بانادول نايت، وعشبة الفاليريان، ولكن بدون أي فائدة.

استمرت معي المشكلة قرابة الشهر، ومن ثم اختفت، ولكن تأتيني هذه الحالة مرتين في السنة، وتستمر معي فترة، ومن ثم تختفي.

المشكلة الأخرى: أنني تعرفت على فتاة في النت منذ سنتين، أحببتها وأحبتني، ولكن عرفت أن الشيء الذي نقوم به حرام ومخالف للشريعة، فتركتها حباً لله وخوفاً من عقابه، ولكنني لا أستطيع أن أنساها طوال اليوم، أفكر فيها، أريد أن أحدثها، أخاف أن تتعرف على شاب آخر؛ فتنساني.

هذه المشكلة سببت لي عدم النوم، حيث عادت لي الحالة أسوأ من السابق، والأعراض التي أشعر بها هي: خوف وقلق من عدم النوم، وغيرةً على الفتاة، وطوال الوقت أفكر فيها، وكذلك زيادة في نبضات القلب.

أرجوك -يا دكتور- ساعدني، حيث إن حالتي المادية لا تسمح لي بالذهاب إلى طبيب نفسي، ذهبت إلى الصيدلية وأعطاني الصيدلي دواءً اسمه (procalmil) أخبرني أن أستمر عليه لمدة أسبوع، ومن ثم أتركه، استخدمته منذ يومين، وأحسست بتحسن خفيف، وأخاف أن أستخدم أدوية نفسية فأتعود عليها.

أعتذر عن سوء التعبير، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راشد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا ألاحظ أنك -دائمًا- تحمل همومًا فوق عمرك، تحدثتَ فيما سبق عن التهاب البروستاتا، وهو نادرٌ جدًّا في حالتك، وأنت الآن تتحدث عن هموم مستقبلية، لا أرى أن هنالك داعياً لها أبدًا.

موضوع الفتاة هذا –أيها الفاضل الكريم–: تعامل معه على أن الدنيا فيها أمور أهم من هذا الذي يشغلك كثيرًا، وأنت لا زلت صغيرًا في سنك، والفتاة التي تتقدم لها أو تتعرف عليها يجب أن يكون ذلك بهدف الزواج، وفي النطاق الشرعي.

من الجميل والطيب أنك تأسفت وندمت على ذلك التواصل، لكن لا أرى أبدًا سببًا لأن تُطبق على نفسك غيرة لا داع لها، دعها في شأنها، واسأل الله تعالى أن يرزقها الزوج الصالح، وأن يهديها إلى جادة الطريق، وكذلك أنت ونحن.

أعراضك هذه من قلق وتوترات هي التي أدت إلى اضطراب نومك، فاجعل نفسك في طمأنينة من خلال: الاسترخاء، وعدم الكتمان، والتفريغ النفسي، والتحدث فيما في خاطرك، اسع لبر والديك بكل السبل والطرق، تعرف على الصالحين من الشباب، واحرص على الصلاة والدعاء ووردك القرآني اليومي، وذكّر نفسك بهذا، خاصة أننا الآن في أيام خير وبركة، هذه أيام خيّرة جدًّا فلماذا لا تجعلها انطلاقة جديدة لطمأنينة تكسوك -إن شاء الله تعالى- ويربط الله على قلبك في هذه الأيام، وفي مستقبل أيامك؟

مارس الرياضة، فهي مفيدة جدًّا، واجعل نومك صحيًّا من خلال ترك النوم النهاري، ونم مبكرًا، واحرص على أذكار النوم.

بالنسبة للعلاج الدوائي: لا أرى أنك محتاج لأي أدوية لفترة طويلة، هنالك دواء يعرف باسم (تربتزول) اسمه العلمي (إيميتربتالين) تناوله بجرعة عشرة مليجرام فقط، لمدة أسبوع، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أسابيع، ثم عشرة مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله، سوف يحسِّن من نومك، ويُهدِّئ من روعك، ويزيل -إن شاء الله تعالى- قلقك.

خذ بما نصحتك به، وأسأل الله تعالى أن يوفقك ويسدد خطاك، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • احمد

    شكرا

  • الجزائر بدور

    شكراً

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً