الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهل تناول الارجنين يسبب الإدمان؟

السؤال

الإخوة القائمون على موقع الاستشارات.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أولاً: أسأل الله العظيم أن يجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم، وأن يعظم أجركم في خيركم الذي تقومون به، ولا أملك لكم أكثر من الدعاء لكم، جزيتم خيراً.

أنا شاب أعزب عمري 26 سنة، أقدم استشارتي هذه؛ حيث إني استخدمت كبسولات الحمض الأميني (L-argenin) وبعد أن قرأت بالصدفة عن فوائدها، والتي منها توسع الشرايين، وتنشيط الدورة الدموية، وبالتالي النشاط الذهني والجسدي، وحتى الجنسي، وقد لاحظت ذلك بعد الاستخدام ومن أول كبسولة، وبمقدار 500 مجم يومياً ولمدة شهر ونصف.

الحاصل أنني فوجئت بعدما انقطعت عنها لمدة يومين أنني في انتكاسة، ورجعت أحس بآلام في جسدي، في مفاصلي، وخصوصاً ظهري ومفصل الكاحل؛ لوجود شريحة معدنية في أسفل الساق جراء كسر مضاعف حصل لي منذ 7 أشهر تقريباً، وأحس ببرودة شديدة في أطرافي، وآلام في القلب تخف عندما أستلقي أو أريح جسدي تماماً، الآن رجعت لهذه الكبسولات، وقد رجعت لي نشاطي وكل الأمور الإيجابية التي ذكرتها لكم.

السؤال: هل أستمر عليها أم أتركها؟ وهل لها أضرار؟ وهل أنا أدمنتها أم ما الذي حصل بالضبط لي؟

أيضاً أحب أن أوضح أنني قمت بعملية تكميم للمعدة لإنقاص الوزن منذ ما يقارب السنة (قبل حادث كسر الساق ب3 أشهر)، وأنا في إنقاص للوزن بشكل أسبوعي ما يقارب الكيلو إلى الكيلوين، علماً أن آخر فحوصات للدم أشارت إلى أن الهيموجلوبين لدي 15.4 وهو شيء جيد، والحمد لله.

وأستخدم دواء بريستيك للاكتئاب بمعدل حبة واحدة يومياً منذ سنة؛ حيث إنني أعاني من الاكتئاب المتوسط، وبحسب الظروف فأحياناً يشتد، وأحياناً يختفي، وأنا مرتاح -ولله الحمد- مع هذا الدواء، فهل أيضاً استخدامه لفترة طويلة يضر بالصحة أم لا بأس بذلك؟

أخيراً: أود أن تنصحوني بمكمل غذائي أو دواء يزيد من تركيزي، أو نشاطي الذهني؛ حيث إنني أحياناً أحس بالإرهاق عند أي عملية حسابية بسيطة، ويصيبني كسل ذهني، ولا أريد أن أكلف عقلي بأصغر عملية ذهنية أو الاسترجاع، وكأني في حالة فقدان للوعي.

من باب العلم والنصح الطبي، وليس من باب المجاهرة بالمعصية فأنا مبتلى بشرب الكحول -أسأل الله أن يبعدها عني- بمعدل مرة أسبوعياً، أشرب حتى السكر والنوم، ولكن مرة أسبوعياً فقط، أيضاً أدخن سجاير التبغ.

أسأل الله لكم السداد والثواب، وأرجوكم قدموا لي الاستشارة بشكل عاجل، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

إن الحمض الأميني (l-Argenine) موجود بكمية جيدة في مشتقات الحليب، ولحوم البقر والطيور والأسماك، والحبوب والمكسرات والحمص، ولذا فإنه في الشخص العادي الصحيح الذي يتناول هذه الأطعمة في غذائه، فإنه ليس هناك حاجة لتناول هذا الحمض الأميني إلا من يكون لديه نقص في التغذية أو سوء تغذية؛ فإنه يجب عليهم تناول هذا الحمض وغيره من الحموض الأمينية.

وهو يساعد على تشكيل الأجسام المضادة للأكسدة في الجسم، وقد وجد أيضاً أنه يساعد على التئام الجروح والرضوض، وتخفيض ارتفاع الضغط، وفي إحدى الدراسات وجد أنه يساعد على المحافظة على انتصاب القضيب عند تناوله مع (proanthocyanidins or glutamic acid and yohimbine) إلا أنه لا يوجد له أي أعراض انسحاب، أي: أنه عند التوقف عنه فإنه لن يسبب الأعراض التي شكوت منها، ولا يمكن استبعاد الدور النفسي خاصة أنك تحسنت -كما قلت- من أول كبسولة، وظهرت عندك الأعراض بعد يومين من الانقطاع، واختفت بعد تناولك إياها، فالارجنين يصنعه الجسم إن تناول الإنسان الأطعمة التي تم ذكرها، ولا ضرر من الاستمرار عليه، -والحمد لله- أن تكميم المعدة قد تكلل بالنجاح، ووزنك يتناقص.

نرجو من الله لك دوام العافية.
===========================================
انتهت إجابة د/ محمد حمودة استشاري أول - باطنية وروماتيزم، وتليها إجابة د/ محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.

بالنسبة لكبسولات الحمض الأنيمي والمكملات الغذائية الأخرى يقال أنها ذات فوائد بالنسبة لكبار السن والأشخاص الذين يعانون من الإجهاد الذهني أو الإجهاد الجسدي، وأنت استفدت كثيرًا من المركب الذي ذكرته، وبعد أن توقفت عنه حدثت لك انتكاسة أو أصبحت تشعر بالإجهاد والتكاسل والآلام الجسدية.

أنا لديَّ تحفظ بسيط حول هذه المكملات، وهو أن بعضها قد لا يكون نقيًّا، حدثني أحد الإخوة: أنه أحيانًا تُضاف لها مادة الكافيين، ومواد أخرى، وهذه المواد قد تعطي نشاطًا كبيرًا للإنسان.

عمومًا لا أريد أن أضع في نفسك شكوكًا، لكن أريدك أن تكون حذرًا حول التعاطي مع هذه المركبات، وأفضل شيء للإنسان هو التوازن الغذائي الصحيح.

تناول غذاءك بتوازن، والمركبات الغذائية الصحيحة معروفة، الطعام يجب أن يحتوي على البروتين، على شيء من الدهنيات، وشيء من السكريات، ولا بد أن تكون أصناف الطعام مختلفة؛ ليتحصل الإنسان على هذه المكملات الغذائية الكاملة.

فيا أخي الكريم: أحسن داعم غذائي هو الغذاء المتوازن، وأن تجعل حياتك كلها تقوم على نمط التوازن، النوم المبكر، ممارسة الرياضة، هذا يعطيك نشاطاً وتركيزاً ذهنياً كبيراً جدًّا، فكن على هذا النسق، وهذا أفضل لك من أي نوع من المكملات الغذائية، وإن أردت أن تقابل أخصائياً غذائيًا هذا أيضًا يعتبر أمرًا جيدًا، خاصة أنك قمت بعملية تكميم المعدة، ويعرف أن هذه العمليات كثيرًا ما تؤدي إلى نقص في بعض الفيتامينات، خاصة فيتامين (ب1، وب 6) فقابل أخصائي التغذية، -وإن شاء الله تعالى- سوف تجد منه الإرشاد اللازم والذي يفيدك.

بالنسبة لموضوع شرب الكحول: قطعًا أمر مُحزن بالنسبة لك وبالنسبة لنا، لا خير فيه ولا نفع فيه، أزيد على ذلك أنه حرام قطعًا، ولا أحد يريد أن يقترف الحرام، والكحول هي أم الخبائث وأصل كل معصية.

فيا أخي الكريم: اجلس مع نفسك جلسة صادقة، واجعل نفسك اللوامة تتسلط عليك؛ لتساعدك في الإقلاع والتوقف عن هذا المسكر اللعين، ومن الناحية الطبية أقول لك: قطعًا أضراره كثيرة وكثيرة جدًّا، خاصة أنك قمت بعملية تكميم المعدة، وأنت أيضًا تتناول دواء -وهو البرستيك– ويعرف أن الأدوية النفسية كلها تعمل من خلال الجهاز العصبي والكحوليات تعمل أيضًا من خلال الجهاز العصبي، فإذاً عند استقلاب الدواء لا شك أن الكحوليات سوف يكون لها أثر سلبي.

التدخين مضاره معروفة، ومعظم علمائنا قد أجمعوا على حرمته، فحاول أن تحرر نفسك من هذه العادات الغير سليمة وغير الصحيَّة، والمُنغصة لصحتك، وفوق ذلك هي مُنغصة لدينك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
============================================
انتهت إجابة د/ محمد عبد العليم، وتليها إجابة د/ أحمد الفرجابي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يشفيك، وأن يصلح الأحوال.

وأرجو أن تبدأ مسيرة العلاج بالتوقف الفوري من شرب الخمور، وتناول السجاير، وأنت أعلم بأنها محرمة شرعًا، وهي بلا شك مضرة من الناحية الصحية، وتذكر أن الخمر هي أم الخبائث وأم الكبائر، فتوقف عن القليل منها والكثير.

وإذا كنت تنشد العافية، وترغب في السعادة والاستقرار والنجاح، فلا بد من البعد عن المعاصي، وعلى رأسها الخمر، والأمر لا يحتاج إلى إفتاء، فالإثم ما حاك في الصدر وتردد فيه.

ونحن إذ نشكر لك التواصل مع موقعك ندعوك إلى تجنب الخمر والبعد عن شرب الدخان.

نسعد بتواصلك وسوف نفرح بتوبتك، ونؤكد لك أن المستشارين الأطباء يتشرفون بخدمتك، وكلنا نتمنى لك الخير فبادر بإخراج نفسك مما أنت فيه؛ لأن الخمر والسجاير لن تساعدك على بلوغ العافية.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • محمد سليمان

    بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات