الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بوسوسة أنتجت خوفاً وقلقاً واكتئابا، فما العلاج المناسب لي؟

السؤال

السلام عليكم
كل الشكر لموقع إسلام ويب.

عانيت منذ 8 سنوات مضت من الوسوسة والخوف والاكتئاب، وتعالجت خلال هذه الفترة مع فترات انقطاع بعلاجات كثيرة، منها: زيروكسات، ولسترال، وسبراليكس، مع الموتيفال والدوجماتيل والاندرال، وكان التشخيص من قبل طبيب مقتدر.

أنا الآن -والحمد لله- شفيت بنسبة 70 %، ولكن بعد اختفاء كثير من هذه الأعراض ظلت الوسوسة التى تغير طريقة تفكيري وتكدر صفو حياتي، وأعتقد أن أصل المرض عندى هو وسواس أفكار نتج عنه قلق وخوف واكتئاب؛ أي أن الأصل الوسواس.

واقتنعت بذلك بعد زوال الخوف والاكتئاب ووضوح حالتي بالنسبة لي، وبالفعل أنا أتذكر بدايتها منذ 8 سنوات، بدأت بوسواس شديد نتج عنه نوبة هلع وهلم جرا.

كذلك تحسنت حالتي كثيرا بعد إضافة عقار نوتروبيل لدواء الاكتئاب بجرعة كبسولة واحدة 400 مجم، وظننت أن التحسن بأكمله ناتج من هذا العقار توتروبيل، فما تعليقكم؟

الآن: أيهما أفضل لي: هل البروزاك أم الفافرين للقضاء على هذه الوسوسة؟ وكم الجرعة، والمدة؟ وما هي الآثار الجانبية؟ وهل أضيف دواء آخر؟

أنا مستمر حاليا على عقار نوتروبيل 400 مجم فقط، وأحوالي عادية.

وما الفرق بين البروزاك والفافرين، وأيهما أفضل؟

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: أنت مدرك وملم بحالتك بصورة ممتازة ودقيقة، وأعتقد أن ذلك سوف يساعدك إن شاء الله تعالى على الشفاء والتعافي من الوساوس الاكتئابية التي تعاني منها.

أخي الكريم: لا بد أن يكون هنالك دفع سلوكي مستمر يقوم على مبدأ تحقير الوسواس، وعدم الاهتمام به، لا تناقشه، لا تفصله، لا تحاوره أبداً، واصرف انتباهك عنه بحسن إدارة الوقت، وملء الفراغ الذهني والزمني.

بالنسبة للعلاجات الدوائية أخي الكريم: النترتوبيل دواء حقيقة يحسن الدورة الدموية في الدماغ هو يعالج الأشياء البسيطة مثل: ضعف التركيز البسيط، والصداع البسيط والخفيف، وهذه هي أسس استعماله الرئيسية.

وبالنسبة لعلاجه للقلق: فهذا الأمر قد ذكر، لكن لا توجد ثوابت علمية قوية تفيد أننا يمكن أن نعتمد النترتوبيل علاجا مضادا للقلق.

الجرعة التي تتناولها أنت هي جرعة صغيرة وهي 400 مليجرام في اليوم، أنا لا أرى أن هنالك مانعا لتناول هذه الجرعة ما دامت قد أفادتك، لكن أيضاً لا تستمر عليه لفترات طويلة؛ لأن النترتوبيل ربما يؤثر في العضل أحياناً على سيولة الدم؛ أي أنه قد يزيد من سيولة الدم لدى بعض الأشخاص.

أقول هذا الكلام كحقيقة علمية، وإن كنت أرى أن في حالتك هذه لا ينطبق؛ لأن جرعة 400 مليجرام هي جرعة صغيرة.

بالنسبة للعلاج الدوائي للوسواس والاكتئاب: أنا أرى أن البروزاك سيكون دواءً مناسباً جداً بالنسبة لك، وأرى أن البروزاك 90 وهي كبسولة واحدة يتناولها الإنسان مرة واحد في الأسبوع وهو متوفر في مصر ربما يكون هو الأفضل بالنسبة لحالتك؛ لأنك -والحمد لله- تعالى بدرجة كبيرة جداً أحوالك مستقرة.

والذي يظهر لي أيضاً أن آلياتك السلوكية فعالة، وفي هذه الحالة جرعة دوائية مختصرة مثل البروزاك 90 كبسولة واحدة في الأسبوع سوف تكون كافية، لكن في المقام الأول يجب أن تتناول البروزاك العادي كبسولة يومياً لمدة شهرين مثلاً، ثم بعد ذلك تنتقل إلى البروزاك الأسبوعي.

بالنسبة للفرق ما بين البروزاك والفافرين: كلاهما ممتاز، وكلاهما جيد، كلاهما سليم، الفروقات التي بين الدواءين هي أن البروزاك قد يزيد من اليقظة عند الإنسان؛ لذا في حالة وجود الإجهاد الجسدي أو النفسي يعتبر البروزاك أفضل، أما الفافرين فهو مهدئ من درجة بسيطة، وبالنسبة للذين يعانون من اضطرابات النوم والقلق الحاد ربما يكون هو الدواء الأفضل.

الفافرين يعاب عليه أنه ربما يتفاعل تفاعلات سلبية مع أدوية أخرى من خلال إنزيم يسمى السايتكروم، أما البروزاك فهو لا يتفاعل تفاعلات سلبية مع أدوية أخرى؛ لذا نقول دائماً: أحسن للإنسان أن يتناول هذه الأدوية تحت الإشراف الطبي، وأنا أرى أن البروزاك سوف يكون كافياً جداً في حالتك، ولا داعي لأن تستعمل البروزاك والفافرين في ذات الوقت.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً