الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ألم في القلب وخفقان وضيق في النفس، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا بعمر 27 سنة، معاناتي -لا أعلم- هل هي وسواس، توهم، مرض، وقد أتعبتني كثيراً.

أعاني من ألم في القلب، وخفقان وضيق شديد في النفس دائم لا يتوقف، ونغزات وطعنات، وألم في القلب لثوان، مع انقطاع النفس لثانية ثم أرجع لوضعي.

ذهبت لأربعة أطباء قلب، وعملت جميع الفحوصات وكلها سليمة -والحمد لله-

ما أعاني منه هو أحاسيس وخمول، وإحساس بهبوط في الجسم، وعضلاتي كلها مشدودة حتى حلقي، وعضلات البطن، والظهر، والرقبة، وخوف شديد من لا شيء، وإحساس كأن أحداً يسحبك إلى الأسفل، وإحساس كأن شيئاً انكسر بالصدر مع هبوط، طبعاً أنا أعاني من القلق سابقاً.

الآن أنا أتناول (السبرالكس) منذ 10 أيام، وتطورت الحالة إلى ألم ضاغط بمنتصف الصدر مع المجهود، لكن ليس دائماً، أتتني مرة وأنا مرتاح، ومرة مع المجهود، لكن عندي الآن ضيق النفس مع المجهود، وصوت صفير مع النفس، وبعض الأحيان لا يوجد صفير، وأحس أن مجاري التنفس مغلقة، يأتي مع المجهود وبعض الأحيان مع الراحة، هل لحموضة المعدة سبب؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت ذهبت وقابلت الأطباء وقد أكدوا لك أنك سليم تماماً من الناحية العضوية، وأعراضك هذه بالفعل ومنذ الوهلة الأولى شعرت أنها ذات منشأ نفسي، فقلق المخاوف هو الذي يعطي هذه الصورة الإكلينيكية التي تحدثت عنها، الشعور بالخفقان، الخوف، ضيق النفس، النغزات، آلام عضلية هنا وهناك في الصدر، حموضة المعدة هذه كلها -أخي الكريم- تكون وليدة القلق في معظم الأحيان.

لذا حالتك أعتقد أنها حالة نفسوجسدية، وأنت اطمأننت تماماً على وضعك الجسدي، وهذا أمر جيد.

أعتقد أن علاجك الأساسي يتمثل: في تغير نمط حياتك، أن تمارس الرياضة باستمرار، وأن تنام مبكراً، أن تطبق تمارين الاسترخاء، وأن تتواصل اجتماعياً؛ لأن الاحتقانات النفسية أحياناً لا نتخلص منها إلا من خلال التفاعل الاجتماعي الجيد والمفيد، هذه أسس علاجية رئيسية جداً.

ولا أريدك -أيضاً- أن تتنقل بين الأطباء، زيارة طبيب تثق فيه مرة واحدة كل ستة أشهر في السنة، أعتقد أن ذلك يكفي تماماً من أجل إجراء الفحوصات العامة، والكشف العام من أجل الاطمئنان على الصحة.

السبرالكس دواء ممتاز جداً، فائدته -إن شاء الله تعالى- مرجوة، أعتقد أنك تحتاج إلى أن ترفع الجرعة إلى 20 مليجرام يومياً لمدة شهرين، ثم ارجع وخفضها إلى 10 مليجرام يومياً لمدة ستة أشهر مثلاً، ثم اجعلها 5 مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم 5 مليجرام يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

ليس هنالك ما يمنع أن تتناول عقار (فلوبنكسول فلوبنتكسول) هو دواء جيد لعلاج القلق، وداعم لفاعلية السبرالكس، الجرعة هي نصف مليجرام حبة واحدة تتناولها في الصباح لمدة أسبوع، ثم تجعلها حبة صباحاً ومساءً يومياً لمدة شهرين، ثم حبة في الصباح لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول (الفلوناكسول) لكن تستمر في تناول (السبرالكس) حسب ما ذكرته لك.

أخي الكريم: الحموضة كثيراً ما تكون مرتبطة بالقلق النفسي، أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً