الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مشاكل في العين أدت إلى معاناة نفسية، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

منذ أكثر من سنة تقريبًا وأنا أعاني من شدة نفسية، كان أشدها منذ شهر، منذ سنة بدأت أشعر بغشاوة أو ذرات مضيئة بكامل النظر، تزيد في الليل، وذهبت إلى أكثر من طبيب عيون، وأكدوا لي أنه لا يوجد عندي إلا انحراف بسيط ونقص، وأنا أضع نظارة، ولا حاجة لتبديلها.

ومنذ شهر كانت حالتي النفسية على أشدها، وشعرت بضغط غريب، وأول مرة أشعر به يذهب ويأتي، في مقدمة رأسي، بعد يومين أحسست بشعور غريب في أذني اليسرى، وبعد يوم تنمّل وخدر في يدي، وبعد يوم ذهبت إلى طبيب، ووصف لي مضاد اكتئاب، ولكنّ حالتي ساءت، وأصبحتُ أشعر بدوار وعدم تركيز في النظر وألمٍ في الرأس، فذهبت مرة أخرى للطبيب، ووصف لي دواء (clonazepam)، عيار0.5، ارتحت، وخفّت الأعراض، وهناك تنمل وخدر ولكن بشكل خفيف جدًا.

بعد شهر تركت الدواء 3 أيام، فعادت أعراض الخدَر، فذهبت إلى طبيب أعصاب داخلية، وأعطاني دواء (كلومبيرامين هيدروكلورايد)، عيار25 مل، أخذت أول حبة مساء، وفي اليوم الثاني صباحًا عانيت من حالة رجفة شديدة، وصعوبة نظر، وعدم تركيز، وفقدان شهية، وصعوبة حركة، وأسعفت إلى المستشفى، وقالوا لي: إنه لا توجد مشكلة، وأنّ عليّ أن أراجع طبيب الأعصاب.

عندما راجعت طبيب الأعصاب، قال لي: إنه يجب أن أستمر على الدواء، وأن آخذ معه حبة (clonazepam)، عيار 0.5، إلا أنني امتنعت عن أخذ أي دواء، ولكن المشكلة أن الرجفة ما زالت موجودة، ولكنها خفيفة، وأحيانًا يكون عندي عدم تركيز في النظر، وأشعر أنني أبله لا أستطيع فعل شيء، وعند المشي أو الحركة أحس بعدم اتزان في حركاتي، عمري 28 سنة، متزوج.

ماذا أفعل؟ أفيدوني، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على ثقتك في إسلام ويب، ونؤكد لك أننا تدارسنا رسالتك، والذي يظهر لي أن أعراضك معظمها نفسوجسدية، أي أنك تحس بأعراض جسدية متعددة، لكن جانب القلق وربما الحساسية النفسية هي التي جعلتك تحسُّ بهذه الرجفة وعدم الارتياح.

إن عقار (كلومازبام)، بالرغم من أنه دواء جيد جدًّا، لكن الإنسان قد يتعود عليه، وإذا توقف عنه فجأة، ربما تحصل أعراض انسحابية في شكل خدر وقلق وتوتر، وهذا هو الذي حدث لك حين استعملته للمرة الأولى.

من حيث العلاج الدوائي -أيها الفاضل الكريم-: أنا أرى أن أفضل عقار لك، هو الدواء الذي يعرف باسم (سيرترالين)، فهو دواء ممتاز، دواء جيد، له مسميات تجارية كثيرة منها (زولفت ولسترال)هذا الدواء لا يسبب الإدمان، يعالج الأعراض النفسوجسدية، يعالج القلق، التوترات، الرجفة، وكذلك الأعراض الوسواسية؛ لأن الإنسان حين تكثر عليه الأعراض الجسدية التي لا يجد لها تفسيرًا طبيًّا صحيحًا، من الطبيعي جدًّا أن تحدث له وساوس حول صحته، وهذا ما حدث لك، خاصة في موضوع التركيز بالنظر.

أرى أن (السيرترالين) دواء جيد جدًّا لك، والجرعة هي أن تبدأ بنصف حبة، جرعة صغيرة جدًّا –خمسة وعشرين مليجرامًا–، تتناولها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة –أي خمسين مليجرامًا–، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة، تناولها ليلاً واستمر عليها لمدة شهرين، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول هذا الدواء، ويمكن أن تدعمه بدواء آخر يعرف باسم (سلبرايد)، واسمه التجاري (دوجماتيل)، والجرعة هي كبسولة واحدة (خمسين مليجرامًا)، تتناولها في الصباح لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

بالنسبة (للكلونازبام): أنا لا أنصحك على الاستمرار فيه، وحتى إن حدث لك قلق، حاول أن تصبر على ذلك، وسوف يزول عنك القلق تمامًا، حاول أن تمارس الرياضة، أن تتواصل اجتماعيًا، أن تنظم وقتك، تحرص على صلواتك، وتضع الآليات التي توصلك إلى أهدافك في هذه الحياة، -والحمد لله- أنت لديك عوامل استقرار كثيرة، لديك الأسرة، لديك العمل، وهذا قطعًا سوف يفيدك من حيث النواحي التأهيلية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً