الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غادرت مجموعة الواتس أب، فحزنت وأتتني الوساوس، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

المشكلة حصلت بداية شهر 5 الماضي، أنا شاب عمري 23 سنة، بداية المشكلة حصلت بين شخصين في مجموعة على الواتس أب أنا مديرها، وهي مجموعة علمية شرعية، وبسبب ما حصل من الأخوين قررت مغادرة المجموعة، ثم بدأت في اليوم الثاني الأفكار تأتيني، وحزنت على استعجالي في ترك المجموعة؛ لأنها كانت تمثل جزءاً كثيرا من يومي.

بدأت الأفكار والوساوس تأتي: أنك الآن فقدت هذه المجموعة الطيبة، وأنا مستمر بالحزن، أنشأت مجموعة أخرى بنفس الأعضاء، وقضيت على هذه الفكرة، أتتني أفكار أخرى: لماذا لا تذهب للمسجد بحب وإقبال؟ لماذا لا تطلب العلم؟ ووو؟

كنت أستجيب لها، ولم أكن أدفعها، وأقول: من الطبيعي أني لا أطلب العلم؛ لأني مهموم ومتضايق، لا، بل كنت أستجيب، صرت أتمنى أن تعود نفسيتي كما كانت قبل شهر 5، وفي كل يوم لا أحس أني رجعت يبدأ الضيق والضغط علي.

استمررت ودخلت في الاكتئاب، وصرت أقارن كل عمل أفعله، هل كنت أفعل مثله قبل شهر 5؟ حتى أثبت بأني لست متغيراً، وإنما النفسية فقط، مثلاً: كنت أتواصل مع شخص، فتأتيني فكرة هل كنت تتواصل معه؟ وهكذا في جميع تصرفاتي حتى أسلوبي وكلامي مع والدي وأهلي، هل كذا؟ وكذا؟ إلى أن أصبت بالوسواس القهري، أي تصرف أعمله ولو كان تافهاً تأتيني أفكار ملحة تسلطية.

الأسبوعان الماضيان بدأ ينتابني شعور كأني غريب بين أهلي، أنا نادم جداً؛ لأن بداية الموضوع كانت تافهة جداً جداً.

أرجو أن تشيروا علي بالعلاج والشفاء، أريد أن أكون كما كنت، وأن أعيش طبيعياً، سعيداً، مرتاح البال، كما كنت.

وفقكم الله وأسعدكم، أرجو منكم المساعدة لأكون أحسن مما كنت، علماً أن المشكلة أثرت في تحصيلي الدراسي، وأنا إمام مسجد وطالب علم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل أنت تفاعلت بردة فعل قوية بعض الشيء، وذلك على أثر مغادرتك لهذه المجموعة، والتي كنت ترأسها، وهذا قطعاً كان له تبعات نفسية سلبية عليك وربما على آخرين من المجموعة، تفاعلك هذا من الواضح أنك رجل حساس، أنك رجل عطوف، أنك وجداني، لذا كان وقع الأمر عليك ليس بالسهل، وأتتك هذه الأفكار القلقية والوسواسية، وربما شيء من عسر المزاج، وربما شعور بالذنب -أيضاً- حيال أصدقائك ومجموعتك.

عموماً -أخي الكريم- حالتك -إن شاء الله تعالى- بسيطة، وأنت محتاج لأن تخرج نفسك من هذا الضيق والوسوسة التي أنت فيها من خلال تَفهُّم أن هذه الأشياء تحدث في الحياة، والناس -مهما كانوا- إخوة وعلى اتفاق إلا أن بعض الخلافات قد تبدو هنا وهناك، المهم أنت -أيضاً- تسعى أن تكون من الكاظمين الغيظ، والعافين عن الناس، ولا تقاطع الإخوة الذين كانوا في المجموعة حتى وإن لم تشترك معهم، لكن كن على شيء من التواصل معهم، أعتقد أن ذلك سوف يرد لك الكثير من اعتبارك النفسي الداخلي.

وفي ذات الوقت ونسبة لميولك القلقي والوسواسي والاكتئابي يمكنك أن تتناول عقار فافرين، والذي يعرف باسم (فلوفكسمين) تتناوله بجرعة 50 مليجراما ليلاً لمدة أسبوعين، ويفضل تناول هذا الدواء بعد الأكل، بعد ذلك اجعل الجرعة 100 مليجرام ليلاً، استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم 50 مليجراما ليلاً لمدة شهرين، ثم 50 مليجراما يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

اطمئن جداً -أخي الكريم- هذا الدواء من الأدوية السليمة، لن يكون عاملاً أبداً في الإدمان، أو التعود، واسأل الله تعالى أن ينفعك به.

وفي ذات الوقت اسع دائماً أن تكون إيجابياً، ومنفتحاً على أصدقائك، وأن تكون نافعاً لنفسك ولغيرك، اجتهد في تحصيلك الدراسي، واسأل الله تعالى أن يجعلك من المتميزين، وحتى تصل لمبتغاك أرجو أن تحسن إدارة وقتك؛ لأن حسن إدارة الوقت تعني حسن إدارة الحياة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً