الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من البواسير التي رجعت مرة أخرى؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من بواسير سبق وتعالجت منها، ولكنها عادت، وحالتها متفاوتة تشتد أياماً وتخف أياماً، لكن أكثر ما يزعج في الأمر هو عند الانحسار والشعور بالرغبة في الإخراج، سواء في حالة الإسهال أو الإمساك أو بدونهما.

قبل الدخول لدورة المياه تظهر من فتحة الشرج سوائل مثل الماء، خاصة مع ظهور الريح، وأرى أثرها في ملابسي، علماً أن هذه المشكلة كانت مستمرة معي حتى في الفترة التي تعالجت فيها من البواسير، كيف أتخلص من هذه المشكلة المزعجة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الأعراض التي تشتكين منها سببها البواسير، ويفضل المتابعة مع طبيبة مختصة بالجراحة للكشف والعلاج.

البواسير هي عبارة عن انتفاخات مؤلمة في الأوردة الموجودة بالأجزاء السفلى من الأمعاء المسماة بالمستقيم، أو عند فتحة الشرج، وتنشأ البواسير نتيجة لتجمع الدم بطريقة غير طبيعية في أوردة هذه المنطقة، مما يُؤدي لارتفاع ضغط الدم داخلها، وعندما لا تتحمل جدران الأوعية الوريدية ذلك، تبدأ بالتمدد والانتفاخ مما يجعلها مؤلمة، وخاصة عند الجلوس.

البواسير من الأمراض الشائعة جداً، والسبب الرئيسي لتكونها هو ذلك الإجهاد بالضغط على البطن، خلال عملية إخراج البراز، وخاصة حال وجود الإمساك، وكلما زادت مدة المعاناة من الإمساك زادت الإصابة بحالات البواسير.

أسباب الإصابة كثيرة: الجلوس لفترات طويلة، وخاصة على الأرض، مما يؤدي إلى تجمع الدم في أوردة منطقة الشرج، ووجود التهابات ميكروبية في منطقة الشرج والمستقيم، والإصابة بحالات فشل الكبد سواء بسبب تليف أو تشمع الكبد، فإن أوردة المستقيم تحتقن بالدم وتنتفخ مما يُؤدي أيضاً إلى البواسير، وفي حالات الحمل بسبب ارتفاع الضغط في البطن بفعل نمو حجم الرحم، وحصول الإمساك، وغيرها.

الأعراض: وتشمل أعراض الإصابة بالبواسير حكة شرجية أو ألم في فتحة الشرج، خاصة عند الجلوس، أو خروج دم أحمر مع البراز، أو ألم خلال عملية التبرز، والشعور بكتلة عند فتحة الشرج، وعادة يمكن تشخيص الإصابة بالبواسير من خلال الفحص السريري، أو إجراء منظار لفتحة الشرج.

أنواع البواسير:

1- البواسير الخارجية: وسببها تدلي وبروز الأوردة التي تحيط بالشرج من الخارج، وترى على شكل طيات صغيرة للجلد بارزة من حواف فتحة الشرج، ولا تسبب البواسير الخارجية أعراضاً، ويمكن أن تؤدي إلى حكة خفيفة، وبعض التضيق أثناء التغوط، ونادرا ما تسبب البواسير الخارجية نزيف دموي.

2- البواسير الداخلية: ويكون التوسع بالأوردة الداخلية داخل المستقيم، وهي عادةً غير مؤلمة ولا يشعر بها المريض، وتصنف إلى 4 درجات :
الأولى: تبقى في المستقيم.
الثانية: تهبط عبر الشرج عند التغوط ولكنها تعود عفوياً.
الثالثة: تهبط عبر الشرج عند التغوط ولكنها تتطلب رداً بالإصبع.
الرابعة: تبقى هابطة بشكل دائم ولا يمكن ردها.

علاج البواسير يكون بالتالي:

1- مغاطس الماء الدافئة: بمعدل 2-3 مغطساً يومياً، ومدة المغطس 15-20 دقيقة.
2- حمية عالية الألياف: لمكافحة الإمساك، وتكون بالاعتماد على الخضار والفواكه الطازجة.
3- السوائل بكثرة: لمكافحة الإمساك أيضاً، وخاصة عصير الفواكه.
4- تنظيم وقت التبرز يومياً.
5- الرياضة الخفيفة، وخصوصاً المشي من 20 - 30 دقيقة يومياً إن أمكن.
6- المعالجات الموضعية: وهي متنوعة من كريمات وتحاميل، وتشمل :

* مراهم تحتوي على مخدر موضعي مثل الليدوكائين.
* مراهم تحتوي على الكورتيزون.
* مراهم تحتوي على مركبات عشبية طبيعية مثل الهيلار.
* وعند فشل المعالجات السابقة يلجأ إلى الجراحة، مثل الربط أو الكي أو استئصال البواسير.

نرجو من الله لك دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً