الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي انحراف بسيط في عيني أثر على نفسيتي.. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاماً، متزوج منذ ما يقارب الشهر، منذ سبعة أشهر تقريباً تعرضت للإنفلونزا الموسمية، وتعرضت خلال مرضي لحالة اكتئاب استمرت معي حتى بعد شفائي من الإنفلونزا، وبعد فترة خفت تدريجياً مني.

مشكلتي الآن تكمن في عيني، فأنا لا أستطيع السيطرة على عينيّ ونظري، فهما غير متوازيين في النظر، ولا أستطيع التركيز على نقطة معينة، وكانت تحدث لي هذه الحالة عندما أقود سيارتي، والآن أصبحت تحدث لي حتى أثناء جلوسي في الغرفة، ذهبت إلى أحد الأطباء المختصين وأخبرني بأن النظر لدى ممتاز، ولكن هنالك انحراف بسيط في كلا العينين بمقدار ربع، وأظهرت التحاليل نقصًا في فيتامين دال، وارتفاعًا بسيطًا في الكولسترول.

قمت بعمل أشعة مغناطيسية للرأس، وكانت النتيجة سليمة، كذلك بالنسبة لفحص الأنف والأذن والحنجرة كان سليماً، أما فحص المعدة فتبين أن لدي جرثومة في المعدة، وكانت بداية مشكلة عيني مع بدايتها، لم أقم بعلاج الجرثومة إلا بعد أن وصلت نسبتها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راكان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سردك لحالتك واضح جدًّا وبصورة منسقة وجميلة، والذي خلصتُ إليه من كل ما ذكرته أنت أن شخصيتك بالفعل تعاني من بعض الأبعاد القلقية الزائدة، والذي يظهر لي أن القلق أيضًا أخذ نوعًا من المنحى الوسواسي، خاصة في موضوع النظر، وأصبحت الفكرة مُلحة عليك جدًّا دون أن يكون هنالك مرض جسدي أو علة عضوية حقيقية في العيون، وهذه الحالات نشاهدها – أيها الفاضل الكريم – أي حالات القلق الوسواسي من هذا النوع.

الوسواس والقلق يتم التعامل معه من خلال ردِّه وتحقير فكرته، وصرف الانتباه عنه من خلال الدخول في أنشطة حياتية أخرى متعددة، أن يُدير الإنسان حياته على نمط مختلف، أن تستفيد من وقتك، أن تُطبق الجداول اليومية لإدارة الوقت، أن تنام مبكرًا، أن تمارس الرياضة، أن تضع لنفسك أهدافًا حياتية على المستوى القريب والمستوى البعيد، وتضع الآليات التي توصلك لذلك.

إذًا أخي الكريم: هذا برنامج متكامل بالرغم من بساطته، لكن تفاصيله ومحتوياته كثيرة ودقيقة جدًّا، إذا قمت بتطبيقه أعتقد أنك تستطيع أن تصرف انتباهك تمامًا عن حالة القلق الوسواسي التي تأتيك، الإنسان حين يشعر أن القلق مستحوذ عليه، أو أن هنالك فكرة لا أساس لها تستحوذ عليه وتلحَّ عليه يجب أن يحقّرها ويصرف انتباهه عنها.

ممارسة الرياضة فيها فائدة كبيرة جدًّا للصحة النفسية والجسدية، خاصة أنك تعاني من القولون العصبي، والنوم المبكر مهم وضروري، ولا تكثر من الشاي والقهوة إذا كنت من الذين تناولونها بإسراف، وكن إيجابيًا في تفكيرك، فأنت – أيها الفاضل الكريم – لديك الكثير من عوامل الاستقرار والراحة في الحياة.

أريد أن أنصح لك بدواء بسيط مضاد لقلق المخاوف الوسواسي، والدواء هو (فافرين)، والذي يعرف باسم (فلوفكسمين) جرعة بسيطة جدًّا، خمسين مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

هذه الجرعة بسيطة، وليس لها أي آثار سلبية، خاصة على المعاشرة الزوجية، والدواء لا يسبب الإدمان، علمًا بأن الجرعة الكلية يمكن أن تصل إلى ثلاثمائة مليجرام في اليوم، لكنك لست في حاجة لهذه الجرعة، وإن أردت أن تعرض نفسك على طبيب نفسي، فهذا أيضًا أمر إيجابي، وسيكون أكثر فائدة بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي، وطب الإدمان، وتليها إجابة الدكتور عطية إبراهيم محمد استشاري طب عام وجراحة وأطفال.
+++++++++++++++++++++++++++++

قد تحدث رفّة الجفن، وهي مشكلة شائعة، وتُصيب عيناً واحدة عادةً، ولكنّها قد تطاول العينين معاً، أحياناً تنجم عن انقباض لا إرادي للعضلة الدائريّة التي تحيط بالعين وطبياً، يبدو استمرار رفّة الجفن لساعات، أو حتى لأيّام أمراً طبيعيّاً، يظهر عند أشخاص متعافين كلياً، ولكن هذه الحالة تزداد عند من يُمارسون نشاطاً جسديّاً مفرطاً، أو يُعانون من الإرهاق ونقص النوم والإجهاد، أو يبالغون في استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ كما قد تطرأ هذه الحالة أيضاً بعد عملية جراحيّة للعين.

والاسم الطبي لها هو "الميوكيميا" Myokymia؛ وهي ظاهرة تختفي عادة من تلقاء نفسها، بدون أيّ علاج، بعد أخذ قسط كافٍ من النوم، والتخفيف من استهلاك الكافيين، والابتعاد عن الإجهاد، وعلاج ما يطرأ على الحالة النفسية من تغيرات.

أمّا إذا استمرت هذه الحال يومياً، لشهرين أو أكثر، فبالإمكان إيقافها بواسطة عقار خفيف مضادّ للانقباض، يصفه الطبيب، أو بواسطة حقنة في محيط العين من مادة توكسين الـ Botulinum، والمعروفة تحت اسم "بوتوكس"، أمّا إذا امتد الانقباض إلى عضلات أخرى من الوجه، فالواجب عندها استشارة الطبيب.

وقد يجدي استخدام الكمّادات الباردة للعين في التخفيف من حركات تلك الجفون، كذلك فإن زيارة الطبيب النفسي قد تساعد في علاج حالة الاكتئاب والضيق وقد تساعد في علاج رفة العين؛ لأنّ رفّة العين قد تكون نتيجةً للإجهاد الذي يؤثر في العينين، ومن الممكن أن تنتج عن الضغوط النفسيّة.

وهناك حالة أخرى لا تصيب الجفون، ولكن تصيب حبة العين نفسها، وتؤدي إلى حركات اهتزازية للعين oscillations of the eyes، إما عمودية أو أفقية أو الاثنين معا، وهذه تحتاج إلى طبيب استشاري عيون لمناظرة الحالة والتعامل معها.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

لا يوجد صوتيات مرتبطة

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية rakanabdulrhman

    بارك الله فيكم وشكر لكم تجاوبكم وإفادتكم ، للتصحيح أنا عمري ثمان وعشرون وليس ثمانية عشر كما ذكر في بداية الاستشارة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات