الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف الاجتماعي أثر على حياتي وعزلني عن الناس.. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتقدم بالشكر إلى القائمين على هذا الموقع، وجعله الله في ميزان أعمالكم الصالحة.

أنا شاب أبلغ من العمر 21 عاماً، مشكلتي بدأت قبل أربع سنوات، بدأت أشعر بأن الأشخاص يراقبونني ويراقبون تصرفاتي وتعابير وجهي، وأصبحت لا أستطيع رسم البسمة على وجهي أمام الناس حيث كنت إنسانًا مرحاً وصاحب ابتسامة قبل ظهور هذه المشكلة معي، والآن أنا أدرس في الخارج من أجل إكمال المرحلة الجامعية، وأصبحت لا أبتسم أبدًا.

بدأت الآن الدراسة في الخارج، وأصبحت لا أبتسم إلا أمام أصدقائي المقربين مني فقط، وأشعر بخجل شديد، وخوف عند دخولي إلى الفصل، ولا أحب النظر إلى الطلاب الآخرين.

كذلك عندما يطلب الدكتور مني تقديم عرض أمام الطلاب، فإني أصبح طوال الوقت أفكر في هذا التقديم الذي سأقدمه أمامهم.

عندما أنظر إلى زملائي الطلاب فإني أشعر بالأسى على ما حدث لي حيث كنت في السابق اجتماعياً، وأخرج مع أصدقائي حتى انعزلت بسبب هذا الخوف والقلق، وقد أثر هذا كثيراً على وأصبحت لا آخذ الصور التذكارية؛ لأنني لا أبتسم فيها.

أرجو منكم إفادتي في أفضل علاج دوائي وسلوكي لمشكلتي، حيث تراودني أفكار بترك الجامعة.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك بدأت بشيء من الشكوك الظنية، لكنها -الحمد لله- لم تتطور أكثر من ذلك، وتحول الأمر إلى نوع من المخاوف الاجتماعية، إقدامك على الأنشطة الاجتماعية أصبح محدودًا، وأصبحت تراقب ذاتك وأدائك مما جعلك تحجم عن المشاركات الاجتماعية، وبهذا تكون قد شجعت الخوف بل كافأته، مما جعلك تقلل من الذهاب للمناسبات الاجتماعية.

أيها الفاضل الكريم: حالتك -إن شاء الله- بسيطة جدًّا، سلوكيًا: أولاً يجب أن تراجع وتنظر لكل الأوضاع التي تحس فيها بالخوف، وتتدارسها بدقة، وفي نهاية الأمر يجب أن تصل إلى تحليل سلوكي، وهو أن هذه الأفكار سخيفة، ولا داعي لها، وأنت تستطيع أن تقتحم هذه المواقف بسهولة شديدة؛ هذا هو المبدأ السلوكي الأول.

المبدأ السلوكي الثاني: أن تضع برامج يومية من أجل المواجهات الاجتماعية، وأفضل أنواع المواجهات الاجتماعية هي الصلاة مع الجماعة في المسجد، وحتى إن بدأتَ في الصفوف المتأخرة، انتقل تدريجيًا خلال الصفوف حتى تصل الصف الأول، حتى تكون خلف الإمام، هذا نوع من التعرض النفسي النافع جدًّا، -وإن شاء الله تعالى- لك فيه خيري الدنيا والآخرة.

ممارسة رياضة جماعية مع بعض الشباب الذين تثق بهم وترتاح لهم، هذا أيضًا مهم جدًّا.

علِّم نفسك المهارات الاجتماعية البسيطة، مثل أن تنظر إلى الناس في وجوههم، تتجنب استعمال اللغة الجسدية بقدر المستطاع، شارك الناس في مناسباتهم، احرص على حضور الأفراح والأعراس والجنائز، هذا كله نوع من التفاعل الاجتماعي الإيجابي جدًّا.

في جلوسك في الصفوف الدراسية اجلس في الصف الأول دائمًا، هذا أيضًا يعطيك ثقة كبيرة في نفسك، وسلوكيًا: تطبيق تمارين الاسترخاء أراه مفيدًا ومُجديًا في حالتك، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم: (2136015)، أرجو أن ترجع إليها وتستفيد من محتوياتها.

ويمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637)

أيها الفاضل الكريم: حتى تكتمل الرزمة العلاجية أراه من الأفضل لك أن تتناول دواء مضادًا لقلق المخاوف والرهاب الاجتماعي، عقار (سيرترالين)، والذي يعرف تجاريًا باسم (زولفت)، أو (لسترال) هو دواء مفيد وسليم، وأنت لا تحتاج له بجرعة كبيرة، جرعة حبة واحدة في اليوم سوف تكون كافية، وقوة الحبة هي خمسين مليجرامًا، لكن يفضل أن تبدأ تدريجيًا بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً