الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الشرخ الشرجي يؤدي في المستقبل للبواسير، وما علاجه؟

السؤال

ذهبت للدكتور نتيجة لألم في فتحة الشرج، وظهور قطعة متدلية صغيرة، وعدم القدرة على التبرز، قال لي: هناك شرخ شرجي، وأعطاني بعض العلاج، بعد أسبوع من العلاج، هذه القطعة المتدلية أصبحت كحلمة الودن طرية، ولا تؤذيني، وأصبح التبرز سهلاً، ولكن بعد توقف العلاج وأحياناً مع قلة الأكل رجعت مرة أخرى، وزاد الاحتقان، وخرج دم مع البراز.

ذهبت لدكتور آخر وأعطاني بعض العلاج -أيضاً- وقال لي: هذه القطعة الصغيرة المتدلية لا سبيل إلا أن تزال بعملية جراحية، وإذا أخذت العلاج يذهب الألم، ولكن يمكن أن يرجع مرةً أخرى إذا لم تشرب السوائل، وأكلت شيئاً حاراً، وفعلاً بين الحين والآخر يرجع هذا الألم، ولا أستطيع التبرز.

أيضاً مع هذه الآلام يزيد احتقان البول، وعندما أريد أن أتبول يكون هناك مغص في البطن مع كل مرة للذهاب للحمام، وهذا شيء يقلقني، فهل هذا معناه أن هناك شيئًا ما أدى إليه؟ وهل الشرخ الشرجي يؤدي في المستقبل للبواسير أم هو الآن بواسير؟ وهل أستمر على العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سهيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
إن الشرخ الشرجي هو عبارة عن تمزق، أو قطع طولي قصير في مخاطية الشرج من الداخل, ويبدأ الشرخ بشكل تمزق صغير تحت فتحة الشرج من الداخل، ثم يزداد طوله مع إهمال العلاج، وقد يتورم الجلد حوله مكوناً نتوءاً عالقاً بالشرج.

والشرخ الحاد هو الذي لا يزيد عمره عن 3 أسابيع، أما الشرخ المزمن فينجم عن عدم شفاء الشرخ الحاد، وهو الذي يرتبط في كثير من الأحيان بتكوين بروز جلدي عند فتحة الشرج -ويسمى بالزائدة الجلدية الشرجية- ويسبب الشرخ آلاماً شديدة في فتحة الشرج عند التبرز، وتستمر بعده لمدة تتراوح بين دقائق وساعات، مع نزول دم بعد التبرز، ويكون غير مخلوط بالبراز، ويحس المريض بالألم، وعدم الراحة أثناء الجلوس.

والإمساك هو المسبب الرئيسي للشرخ، كما أن المريض بالشرخ الشرجي عادة ما يميل إلى تأجيل التبرز خوفاً من حدوث الألم.

وقد يحدث لمضاعفات فقد يسبب الشرخ التهاباً بالبكتيريا؛ بسبب احتكاك الفضلات بالجرح الموجود في الشرج، وقد يحدِث عدداً من الخراجات، وقد يتحول إلى شرخ مزمن صعب الالتئام، يتسبب في تليف، وتشنج جزء من العضلة القابضة الداخلية للشرج، والإمساك نفسه يمكن أن يسبب بواسير، وهذه البواسير إما أن تكون داخلية أو خارجية، فإن وصلت إلى مرحلة التدلي فإنها تحتاج للعلاج بالجراحة، لذا فإن الشرخ والبواسير يمكن أن يسببا الإحساس بقطعة موجودة في الشرج، فإما أن تكون زائدة لحمية، أو بواسير متدلية، وكلاهما يحتاجان للاستئصال.

لذا يجب التخلص من الإمساك أولاً، وذلك بالتالي:
- تناول طعام غني بالألياف مثل: الخضار، والفاكهة، وتناول كميات كبيرة من السوائل لعلاج الإمساك.

- تناول الملينات مثل: (Agiolax) ملعقة إلى ملعقتين مرتين في اليوم.

- عمل مغطس دافئ لمنطقة الشرج مرتين في اليوم.

- الإكثار من شرب الماء قدر المستطاع (لا يقل عن 8 أكواب يومياً).

- التقليل من الجلوس على الأرض فترة طويلة.

يمكن استخدام مرهم: (xyloproct)، وهو عبارة عن مرهم مسكن، يلين العضلة العاصرة لفتحة الشرج، ويدهن به فتحة الشرج قبل التبرز, مع الحرص على نظافة اليدين.

لذا يجب المتابعة مع الطبيب المعالج لمتابعة الحالة حتى يشفى الشرخ، ولا يتكرر مرة أخرى، ووجود زائدة جلدية عند الشرج الناجم عن الشرخ يمكن أن يترك، إلا أنه دائماً ما يشعر بها الإنسان عند تنظيف المنطقة.

نرجو من الله لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً