الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالخوف عند المواجهة مع شخص ما.. كيف أزيد ثقتي بنفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي هي أني أشعر بالخوف عند المواجهة مع شخص، وأشعر أنه سوف يغلبني، وأني لن أستطيع الدفاع عن نفسي، لا أعلم لماذا! علماً أني شاب قوي ولست ضعيفاً، فكيف أتخلص من هذا الخوف، وأزيد من ثقتي بنفسي؟ هل إذا دخلت نادياً لتعليم فنون الدفاع عن النفس هل سيذهب مني هذا الخوف وتزيد ثقتي بنفسي أكثر؟ وما هو أفضل هذه الفنون للقتال على الواقع؟

مشكلتي الثانية: هي أني عندما أتشاجر أنا وشخص أشعر أن شفتي السفلى تنزل للأسفل كأني أريد أن أبكي، وأنا لا أريد ذلك، وكيف أتخلص من مشكلة بلع الريق بشكل مستمر، وخاصةً عند التحدث مع شخص آخر؟ وكيف أكون طليق اللسان؟ ما الحل لكل هذه المشاكل؟

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمـد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ابننا العزيز: ما تعاني منه ربما يكون سببه أسلوب التنشئة الاجتماعية الذي تعرضت له منذ الطفولة، وكل مشاكلك تنضوي تحت نقصان الثقة بالنفس، فإذا زادت ثقتك بنفسك فسيختفي -إن شاء الله- كل ما تشعر به من أعراض نفسية وبدنية، فلا بد أن تعلم أن الله تبارك وتعالى خلقك في أحسن تقويم، واحمد الله على نعمة العقل، فهى أعظم النعم، لذلك لماذا الخوف ولماذا الرهبة من الناس المخلوقين مثلك! فكل الناس لها محاسن ولها عيوب، والكمال لله وحده.

تقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك هو سبب الخوف والتوتر؛ لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك، والتقييم المتضخم للآخرين.

أولاً: نقول لك -ابننا العزيز- مشكلة تجنب الآخرين وعدم الاحتكاك بهم لا بد من التفكير في حلها بالطرق الواقعية، وأولها المواجهة وعدم الانسحاب والتعذر بأسباب واهية، فحاول رفع شعارٍ مفاده التحدي والمواجهة والدفاع عن نفسك، ولا تخش من حدوث أي مكروه لك، فأنت على حق، والله تعالى سينصرك ويقويك على أعدائك.

وأكيد أن في كل بلد قانوناً يحمي المواطنين، فلماذا الخوف! فحاول الاطلاع والتثقيف في قوانين بلدك، ومعرفة حقوقك، ومعرفة كيفية الدفاع عن نفسك بالطرق القانونية الصحيحة؛ حتى لا تضيع حقوقك، وتذكر حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كنت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوماً، فقال: (يا غلام، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

ثانياً: واظب على الصلوات في جماعة وخاصةً صلاة الصبح؛ فإنك تكون في ذمة الله، لا يضرك شيء ويحفظك الله تعالى من كل شر طيلة ذلك اليوم، ويبعد عنك كل مشكلة، واستعذ بالله من الجبن في أذكار الصباح والمساء.

ثالثاً: انتهج لك منهجاً للتعامل مع الآخرين، والتزم به، يقوم على احترام من يحترمك ويقدرك، وبغض وتحقير من يسيء إليك، وإذا اعتدى عليك دافع عن نفسك، واعلم أن الله تعالى ينصر المظلوم، وثق في ذلك، وإذا حدث تغيير في شخصيتك ستتغير نظرة الناس تجاهك.

وفقك الله وثبت قلبك!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان محمد عبد الله

    جزاك الله خيرا انشاء الله ساهزمه شر هزيمة دون اي خوف

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً