الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق والخوف سيطرا عليَّ ونكّدا عليَّ حياتي.

السؤال

السلام عليكم ورحة الله وبركاته

الأعراض النفسية:

1- الشعور بالقلق، فعندما يدق جوالي ينتابني القلق من المتصل، وماذا يريد، ولماذا اتصل بي؟ وقد أغلق جوالي لأيام لكي لا أجد توبيخا من والدي لتقصيري في مهمة أسندها إلي، أو لطلب أحد الأصدقاء مهمة تسبب لي الإحراج، أو أعتقد أنها قد تسبب لي ذلك.

2- عندما يقال لي: مديرك في العمل يطلبك يدق قلبي بشدة، ماذا يريد؟ هل يريد توبيخي، أم فصلي، أم أعطى مهمة صعبة؟

3- عند الاتصال بشخص لأطلب منه خدمة ينتابني القلق والتردد؛ لذلك قد ينتهي وقت حاجتي وأنا لم أطلبها، وينتابني تفكير ماذا لو رفض؟ سأحرج وسأكره الشخص.

4- لا أستطيع أن أطالب شخصا بحقي؛ لدرجة أني أحتاج في بعض الأوقات إلى مال ولا أطلب ممن هو مدين لي، ولا أستطيع أن أقول له أعطني مالي، مع أني أعرف أنه يمتلك المال.

5- أكره الفراق كثيرا، فقبل أن أدخل الجامعة أتذكر الفراق وأحزن، أحزن إذا قيل لي أن هناك شخصا سيسافر عن أهله.

6- أي مرض بسيط يصيبني أخاف أن يكون مرضا خطيرا -حتمل أن يكون كذا أو كذا-.

7- حساس جدا لدرجة أن كلام طفل يجرحني، أو تجهم شخص في وجهي، وهذا يجعلني أسيء الظن بهم، وأخشى مقابلتهم مرة أخرى.

8- أنسى كثيرا؛ لدرجة أنني نسيت اسم الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك، وقصص التابعين وآيات قرآنية، وهذا جعلني لا أكمل دراستي العليا.

9- الشرود، لدرجة أني أشرد حتى في صلاتي فأقرأ الفاتحة بدل التشهد، وأدعو بدل الفاتحة، وفي بعض الأوقات عندما يعطيني مديري مهمة أحاول أن أركز على كلامه وحركاته، لكن بعد الانتهاء من كلامه لا أدري ماذا قال إلا القليل، وأشعر وكأن عقلي لم يكن معي عند الحديث.

10- لا أضحك كثيرا، يعطيني الأصدقاء طرائف ويظنون أنها ستضحكني مثلهم لكنها لا تضحكني، فأشعر بالإحراج الشديد.

11- أشعر بالإحراج من أي شيء حتى وإن كان تافها يحصل لي، مثال: إذا سقطت في الشارع أو أمام النساء، وكذلك كنت أخاف من أن أعطس في المحاضرة لكي لا أحرج؛ لذلك أمسك بفمي.

12- التردد في السفر إلى مكان جديد؛ لذلك كنت آخذ شخصا معي، حتى ولو لم يكن يعرف هذا المكان.

13- أشعر بالرهاب الاجتماعي، وأخاف من مقابلة الأشخاص الكبار والمسؤولين.

14- أخاف من قيادة السيارة، وعندي إحساس يرودني ماذا لو صدمت، ماذا لو انقلبت السيارة؟ تفكيرٌ سلبي، ووسواس قهري.

15- أتهرب من المشاكل كثيرا، وأتنازل عن حقي ومالي، والمشكلة البسيطة جدا قد تجعلني لا أنام، وقلقاً، كئيباً، وأفقد شهيتي، وشارد البال، لاو أستطيع أن أقول لزوجتي: افعلي كذا؛ لأنها ستغضب، وأنا لا أحب أن أغضب أحدا في حياتي، وهذا يجعلني أكذب، أو أقف في صف شخص على حساب شخص آخر غائب، وهذا حرام، وأخاف من أن أسبب الإحراج للآخرين؛ لذلك أقدم سعادتهم على حساب سعادتي، وقد يكذب علي شخص وأكتشف كذبته، لكن لا أستطيع أن أقول له: هذه كذبة.

16- كثرة التسويف، فلا أستطيع المذاكرة بسبب الشرود، أو الوسواس القهري، أو الضيق، أو الكآبة، أو بسبب صعوبةِ المادة.

17- سرعة الغضب، وسرعة الهدوء، وفقدان الصبر.

أما على الصعيد الجسماني: فطولي هو متر وثمانية وسبعون، ووزني 50، ونسبة السكر عندي 80.

أعاني من الإرهاق، ورعشة في الأطراف عند عمل مجهود بسيط جدا جدا، كما أني لا أشرب كثيرا من السوائل، ولا يتعدى ما أشربه اللتر الواحد في اليوم، وقليل الأكل، وشهيتي شبه معدومة.

كما أنني أعاني من النسيان، وذهبت إلى طبيب، فنصحني باستخدام فيتامين B12، وشراب فيتامين الجنسينج، وعملت بالنصيحة، لكن لا فائدة.

أتمنى ألا أكون قد أطلت عليكم، وأسأل الله أن يجزيكم خير ما جزى طبيبا عن مريضه، ويشفي مرضاكم، ويدخلكم ووالديكم وجميع المسلمين جنة الفردوس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حكيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على كلماتك الطيبة ومشاعرك الجيّاشة حيال العاملين في إسلام ويب، ونسأل الله -تعالى- أن يتقبل من الجميع.

أيها الفاضل الكريم، لقد عرضت رسالتك بصورة واضحة وممتازة جدًّا، فالأعراض السبعة عشر التي أوردتها تدل وبما لا يدع مجالاً للشك أن مشكلتك الأساسية هي ما نسميه بـ (القلق الاستباقي) أو (القلق التوقعي)، وهذا أدخلَك في دائرة المخاوف، هنالك شيء من الخوف الاجتماعي، وهذا هو أساس علّتك، ودفعك بالطبع نحو التهرب وما أسميته بالتسويف، وسرعة الغضب، ثم سرعة الهدوء هي جزء من التذبذب الوجداني الذي يكون مصاحبًا للقلق.

فإذًا: قلقك هو قلق استباقي شديد، أدى إلى مخاوف، وأدى إلى ضعف في التركيز، وليست لديك مشكلة حقيقية في الذاكرة، لكن ما يأتيك من تشتّت ذهني هو ناتج من القلق وليس أكثر من ذلك.

إذًا: العلاج الأساسي يكون للقلق، وإن استطعتَ أن تذهبَ إلى طبيبٍ نفسي هذا هو الوضع المثالي، وإن لم تستطع فأقول لك: أنت محتاجٌ لأحد الأدوية المضادة للقلق بصفة عامة، وقلق المخاوف التوقعي بصفة خاصة، وعقار (سيرترالين) -والذي يعرف باسم (زولفت) أو (لسترال)- يعتبر هو الأمثل، والجرعة هي حبة واحدة، يتم تناولها ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم تجعلها حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، وهو من الأدوية الفاعلة جدًّا، والممتازة والسليمة، ويمكن أن تدعمه بدواء آخر يعرف باسم (ديناكسيت)، والجرعة هي حبة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر.

أضف إلى ذلك: أنت محتاج لتطبيق تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم: (2136015)، أرجو أن ترجع إليها وتطلع على ما بها من توجيهات وتلتزم بتطبيقها.

النقطة الثالثة والمهمة جدًّا: هي أن تجعل لنفسك جداولَ يومية مُلزمة تُدير من خلالها وقتك، فإدارة الوقت تُبعد الإنسان عن التراخي والتسويف، وتعلّمه الانضباط، وحين يُنجزُ الإنسان من خلال حسن إدارة الوقت يحسُّ بمردود إيجابي طيبٍ وجميل، وهذا يعود عليك بنفع كبيرٍ جدًّا، حيث إنه سوف يطوّر من ذاتك، ويجعلك أكثر ثقة بنفسك.

وسِّع شبكتك الاجتماعية -أيها الفاضل الكريم-؛ هذا -إن شاء الله تعالى- يؤدي إلى كثير من تطوير المهارات الاجتماعية والتفريغ النفسي المنشود.

إجراء الفحوصات الطبية العامة أعتقد أنه جيد أيضًا، فقم بإجرائها من خلال مقابلة الطبيب الباطني أو طبيب المركز الصحي، وتأكد من نسبة الدم ووظائف الغدة الدرقية والسكر في الدم.

تناول فيتامين (ب12) وشراب الـ (جنسينج) لا بأس به، لكن أعتقد أن مشكلة ضعف التركيز والنسيان التي تعاني منها ناشئة من القلق، وإذا عالجته بالوسائل التي ذكرناها أعتقد أن مستوى التركيز عندك سوف يتحسن.

أضف إلى ذلك أن النوم المبكر سيكون جيدًا جدًّا بالنسبة لك، ويحسِّنُ كثيرًا من التركيز، وقراءة القرآن بتدبر وبتمعنٍ أيضًا فيها خير كثير لتحسين التركيز.

ألاحظ أن وزنك قليل بعض الشيء؛ ولهذا لا بد أن تقابل الطبيب من أجل الفحوصات، ومستوى السكر لديك طبيعي، وهذا جيد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً