الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك علاقة بين تناول الأدوية النفسية والصرع؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أعاني من قلق وتوتر ورهاب اجتماعي شديد، لكن بدون اكتئاب يذكر، وبعد أن بدأت بأخذ أدوية تحسنت كثيرًا، خصوصًا على ولبترين 450 أخذته لمدة شهر ونصف، فأضاف لي الطبيب دواء زيبريكسا 5 مل، فحدثت لي تشنجات فتوقفت عن الاثنين، ثم جربنا كثيرًا من الأدوية لمدة سنة، ولم أشعر بالتحسن الذي شعرت به مع زيبريكسا أو ولبترين، وظللت مدة ثلاثة أشهر أذهب لطبيبين فكلا منهما يسب الطبيب الآخر، ويغير الدواء، حتى جربت أغلب أدوية الاكتئاب.

كان يحدث لي شيء غريب، وهو أني عندما كنت آخذ الدواء وأتحسن عليه، إذا بي أتوقف عنه؛ لأن الطبيب الآخر يعترض عليه، ثم رجعت للدواء، ولا يحدث لي ذلك التحسن مرة ثانية، فرجعت وأخذت زيبريكسا 20 مع التروكسين، فحدثت لي تشنجات فتوقفت عن أخذ التروكسين.

كتب لي طبيب آخر -غير الاثنين السابق ذكرهما- زيبريكسا 30 وليريكا 75 فتحسنت، وسيروكويل 400 للنوم؛ لأني لم أكن أستطع النوم على زيبريكسا لوحده، ثم قمت بعمل رسم مخ، وERP من نفسي، فظهر وجود صرع في الفص الصدغي الأيسر، فكتب لي الطبيب ترايلبتال 600 وسيروكويل 800 للنوم، فشفيت بنسبة 100.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك لك تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

يظهر لي أنه لديك بؤرة صرعية كامنة أو خاملة، بمعنى أنها غير نشطة، لكن الأدوية النفسية تُثيرها، وأكثر دواء يُثير البؤرات الصرعية هو عقار (ويلبيوترين) خاصة إذا كانت الجرعة أكثر من ثلاثمائة مليجرام، لذا لو تلاحظ أن تناولك لهذا الدواء بجرعة أربعمائة وخمسين مليجرامًا ومعه الزبركسا بجرعة خمسة مليجرام نتج عنه التشنجات الصرعية.

إذًا أعتقد أن هناك بؤرة موجودة، لكنها ليست ذات أهمية، فهي كامنة وخاملة، لكن تُثيرها الأدوية النفسية، وهذه العلاقة معروفة، إذًا – أيها الفاضل الكريم – لا أعتقد أنك مُصاب بمرض الصرع، لكن لديك شيئًا من القابلية للنشاط الصرعي البسيط في الفص الصدغي، وهذه القابلية قد تأتي من تناول الأدوية النفسية أو مثلاً ارتفاع درجة الحرارة في بعض الأحيان، أو الإجهاد الجسدي والنفسي الشديد، هذه كلها قد تؤدي إلى تنشيط البؤر الصرعية كما هو معروف.

أخِي الفاضل: ما دمت قد ارتحت على السوركويل فتناوله، فهو دواء راقي جدًّا، دواء ممتاز جدًّا، دواء فاعل جدًّا، ومحسِّنٌ للنوم، وغير إدماني، كما أنه لا يُثير البؤرات الصرعية بدرجة كبيرة.

أما الـ (لريكا) فلا بد أن تخفف جرعته – أيها الفاضل الكريم – بالرغم من أنه محسن للنوم، ومزيل للقلق والتوترات والآلام الجسدية إلا أنه قد يُسبب إدمانًا لدى بعض الناس، فأرى أن تخفضه بالتدريج، وبعد أن تقوم بإجراء الـ (CT) والـ (CT) تكفي تمامًا، ويمكن أن تصحبها بتخطيطٍ للدماغ، وهذا غير مكلف أبدًا، هنا بعد التشاور مع طبيبك يمكن أن تتناول أحد مضادات الصرع التي يُعرف عنها أنها تُحسِّن الاكتئاب النفسي كثيرًا، والدواء هو (لامتروجين)، والذي يعرف تجاريًا باسم (لامكتال)، وأعتقد أنك تحتاج لجرعة صغيرة جدًّا، وهي خمسة وعشرين مليجرامًا، تتناولها ليلاً يوميًا لمدة أسبوعين، بعد ذلك تجعلها خمسين مليجرامًا، لكن الـ (لامكتال) إذا سبب لك أي حساسية جلدية يجب ألا تستعمله.

الدواء البديل يمكن أن يكون (دباكين كرونو) هذا دواء لعلاج الصرع، وفي ذات الوقت محسِّنٌ للمزاج ومنظِّمٌ له، وتناوله بجرعة خمسمائة مليجرام ليلاً أعتقد أيضًا أنه سيكون بديلاً ممتازًا للامكتال.

إذًا تناول جرعة صغيرة من الأدوية المضادة للصرع، لكن هنا نحن لا نستعملها فقط لكبح جماح قابلية البؤرة الصرعية للتنشيط، إنما أيضًا؛ لأنها محسِّنة ومثبتة للمزاج.

فهذا هو الذي أراه – أيها الفاضل الكريم – فيما يخص الخطة العلاجية الدوائية بالنسبة لك، وأرجو أن تستشير طبيبك فيما ذكرته لك، وأرجو أن تعيش حياةً طبيعةً مفعمة بالأنشطة والأمل والرجاء، وأحسن إدارة وقتك، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً