الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من عقدة الانعزال, وأنفتح على الآخرين؟

السؤال

السلام عليكم

لدي مشكلة في عدم معرفة التحديث مع الآخرين, وبالأخص مع أقربائي, كيف أتعامل معهم؟

المشكلة الثانية: لدي أصدقاء أصبحوا يتجاهلونني, ولا يأتون إلي في البيت, وأنا كذلك تجاهلتهم، فبماذا تنصحوني؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ gh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية, ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أخي الكريم: تقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك ربما يكون هو السبب في المشكلة؛ لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك, وعن التقييم المتضخم للآخرين, فحاول تعداد صفاتك الإيجابية, ولا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في الأمور الدنيوية, وغير المقياس أو المعيار الذي تقيِّم به الناس, فأفضل المقاييس على الإطلاق هو المقياس المستمد من الكتاب والسنة, فتقوى الله عزّ وجلّ هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات.

فالمظهر الخارجي, والوضع الاجتماعي والاقتصادي, وغيرها من الأمور الدنيوية ليست هي الأصل الذي يجعلنا نحترم الناس, أو نخاف منهم.

لذلك نقول لك أخي الكريم: مشكلة تجنب الآخرين, وعدم الاحتكاك بهم, لا بد من التفكير في حلها بالطرق الواقعية, وأولها المواجهة, وعدم الانسحاب, والتعذر بأسباب واهية, فحاول رفع شعار مفاده التحدي والاقتحام بالزيارات المتكررة للأهل والأصدقاء, وإجابة الدعوات, والمشاركة في المناسبات, ولو بالصورة المتدرجة في المدة الزمنية، هذه تكسبك الثقة بالنفس, وتزيدها, فإذا أنكسر الحاجز النفسي فسيكون الأمر طبيعياً إن شاء الله، فالإنسان يتعلم بالممارسة والتدريب شيئاً فشيئا.

في البداية تعلم كيفية المحادثة مع الآخرين بالاستماع الجيد لما يقولونه, ثم كيفية إلقاء الأسئلة بالصورة المبسطة, والاستفسار بطريقة فيها احترام وتقدير للشخص الآخر, وإظهار الإعجاب والتعليق على حديثهم ومقتنياتهم بالطريقة التي يحبونها, وإذا أتيحت لك الفرصة للتحدث عن نفسك؛ اغتنمها ولا تتردد, بل انتهج نهج المبادأة, وكن أول من يبدأ دائماً بالتعريف أو الحديث عن النفس.

مارس ذلك مع من تعرفهم من الزملاء والإخوان الذين تألفهم, فترى إن شاء الله تغييراً واضحاً في زيادة مهارة الكلام, وإليك بعض الإرشادات ربما تساعدك في التغلب على المشكلة:

1- استخدم روح الفكاهة في بداية الحديث مع الآخرين, وركز على محتوى الحديث أكثر من تركيزك على الأشخاص, وصفاتهم, ومناصبهم, ومكانتهم الاجتماعية.

2- لا تضخم فكرة الخطأ وتعطيها حجما أكبر من حجمها، فالحذر الشديد من الوقوع في الخطأ قد يساعد في وقوعه.

3- عزز وقوي العلاقة مع المولى عزَ وجلَ بكثرة الطاعات, وتجنب المنكرات؛ فإذا أحبك الله جعل لك القبول بين عباده.

4- زود حصيلتك اللغوية بالقراءة والاطلاع والاستماع لحديث العلماء والمفكرين, وشارك بما تعرفه من حقائق وقصص ونوادر في مجالسك مع الآخرين.

5- تدرب على إدارة حلقات نقاش مصغرة مع من تألفهم من الأقارب والأصدقاء, وركز على إلقاء الأسئلة والاستفهامات والاستفسارات عندما يتحدث الآخرون.

6- شارك في الأعمال التطوعية التي تجمعك بالناس, وإذا أتيحت لك فرصة للإدلاء بأي رأي أو تعليق إفعل ولا تتردد.

7- تذكر أن ليس بالضرورة أن ما يملكه الآخرون من قدرات ومهارات أن يكون عندك, فربما ما تتمتع به أنت من سلوكيات وصفات يعجب الآخرين.

ولتحسين العلاقة مع أصدقائك يمكن اتباع الآتي:

1- اسع في مرضاة الله, فإذا أحبك الله جعل لك القبول بين الناس.

2- ينبغي أن تتصالح مع نفسك, وتتحرر من هواها, وتثق في قدراتك وإمكانياتك, واعتز بها, ولا تقارن نفسك بالآخرين في أمور الدنيا.

3- كن نموذجاً في الأخلاق واحترام قيم وآراء الآخرين.

4- اعرض مساعدتك على من يحتاج للمساعدة, وخاصة صديقك.

5- قدم الهدايا لأصدقائك, حتى ولو كانت رمزية؛ فإنها تحببهم فيك, وازهد فيما عندهم.

6- بادر بمواصلة أصدقائك في مناسباتهم الاجتماعية, وشاركهم في مناسباتهم السارة وغير السارة.

7- أحسن الظن دائما في الآخرين إلى أن يتبين لك العكس.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر Hazar

    نصائح رائعة وعملية ..يعطيكم العافية :)

  • فلسطين عفاف

    بالفعل اعانى مثل هذه المشكلة وزات عندما تزوجت وانجبت طفل الحمد على كل حال

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً