الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت أنظر إلى الحياة بنوع من اليأس والخوف من المجهول!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

من قبل شهرين فقط حصل معي شيء غريب، بدأت أنظر للحياة بنظرة لا أستطيع وصفها بدقة، يأس، وشك، وساوس وخوف من شيء مجهول، وحزن دائم طيلة الشهرين، أفكر بأشياء عميقة لا نهاية لها، أفكار مرهقة ومسيطرة علي لا أستطيع إبعادها، أكاد أفقد عقلي منها أو أني بالأساس فقدته، بدأت أستغرب أشكال الناس ولماذا نحن نتشابه، وأرى أنهم تافهون واهتماماتهم تافهة، أستغرب الأكل من أين أتى، أستغرب الكلام ومن اخترع الحروف، وكيف نتكلم؟ وهكذا وأشك بوجود خالق مع أنني محافظة على الصلوات، وأرى الدنيا بكل ما فيها تافهة لا أستلذ بها كأني مولودة من جديد، موقنة بأني غير طبيعية، أريد تشخيص حالتي وهل لها علاج أو ميؤوس منها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صابرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن تفكيرك هذا هو وسواس قهري بكل وضوح، وبكل جلاء، فالأفكار تكون سخيفة ومتداخلة على هذا النحو، تكون محيرة، ويسترسل فيها الإنسان وتزداد حيرته حين يتأمل، ويتفكر ويوسع نطاق فكره ذي المحتوى الوسواسي، العلاج وكما نقول دائماً هو: التحقير، الرفض التام للفكر هذا، والإكثار من الاستغفار، وهذه الطرق طرق هزيمة لهذا الفكر الوسواسي.

والعلاج الدوائي مهم ومهم جداً ومطلوب؛ اذهبي وقابلي طبيباً نفسياً يصف لك أحد الأدوية المضادة للوساوس، وسيكون من أفضلها عقار فلوكستين والذي يعرف باسم بروزاك إذا كان عمرك أقل من 17 عاماً فلا تستعملي الأدوية؛ لكن إن كان عمرك فوق ذلك فقطعاً أحد أدوية الوساوس سوف تساعدك، وتساعدك بصورة بينة وواضحة جداً، فلا تتأخري أبداً في تناول الدواء، وفي ذات الوقت انتهجي منهج تحقير الفكر الوسواسي ولا تسترسلي أبداً في شرحه والتدقيق فيه ومحاورته هذا يزيد من الوسواس، أما التجاهل والاستخفاف بالوسواس، والإكثار من الاستغفار فهي من مزيلات ومفككات الوساوس -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً