الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تقييمكم لدواء الريمارون؟ وهل له تأثير على الحيوانات المنوية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العمر 33 سنة، الوزن 77 كجم، الطول 169 سم، الأسرة التي أعيش فيها كبيرة، الوالدان على قيد الحياة، تربيتي في الطفولة كانت قاسية فوالدي شديد جدًا، وإذا غضب على أحدنا فالويل له يصارعه مصارعة ولا يضربه ضربًا عاديًا، هذا مختصر لتربيتي في الطفولة!

المشكلة: قبل عشر سنوات أصابني وسواس قهري شديد لم أستطع أن أحكم تفكيري بحيث إن أي فكرة، ولو مسألة رياضية أفكر فيها ساعات، وتظل هذه الفكرة تلح عليّ حتى أستطيع أن أتخلص منها، لكن الأشد على نفسي عندما تكون هذا الفكرة تتعلق بموقف معين أحس فيه أني تعرضت لإهانة، فأظل أفكر، وأتألم، وأفكر بالانتقام بشدة، استمر معي هذا الوسواس سنة كاملة، استطعت بفضل الله تعالى تجاوزه بدون أدوية، وذلك بكثرة تلاوة القرآن الكريم، خاصة سورة البقرة.

تزوجت قبل خمس سنوات تقريبًا، وبعد فترة أنجبت طفلي الأول، وبعد إنجابه بستة أشهر -قبل ثلاث سنوات من الآن- رجع لي الوسواس القهري فجأة بشدة، وسبب لي مواقف محرجة، خاصة أمام زوجتي حيث أظل سارحًا في الفكرة التي تلح علي، أي فكرة تجعلني أسرح لساعات طويلة، اضطررت لترك الجلسات العائلية، والجلوس مع الزملاء في العمل كله لتجنب الإحراجات، فأصبحت لا أرغب في سماع أي فكرة مهما كانت.

عالجت نفسي بالقرآن فيخف أحيانًا حتى أقول شفيت، لكن سرعان ما يعاود هذه المرة بسبب ضغوط العمل والالتزامات الأسرية، لم أجد الوقت الكافي لقراءة القرآن الكريم، فكان القرار بتناول الفافرين، وبعد ثلاثة أشهر من تناوله توقفت عنه بسبب آثاره على الأداء الجنسي، حيث انعدمت الرغبة تمامًا تقريبًا، مع أنه حسن الحد من سرعة القذف، وقررت استبداله بالريمارون 30 جم كل يوم، مع علمي أنه يستعمل للاكتئاب، لكن لأنه لا يؤثر على الجنس، رضيت به وأنا أتناوله منذ ستة أشهر تقريبًا، واليوم أنا طبيعي بنسبة80 % أستطيع مواجهة الناس كما أستطيع، -والحمد لله- تخلصت من الفكرة الوسواسية في مدة زمنية ليست طويلة.

السؤال:

1- هل للريمارون تأثير على الحيوانات المنوية؟ فإني أخشى أن يولد لي أطفال يعانون من تشوهات خلقية أو عقلية.

2- هل هناك دواء آخر يدعم الريمارون؟ حيث أريد أن أعيش حياتي بشكل طبيعي تماما 100 % شريطة ألا يؤثر على الأداء الجنسي.

3- ما تقييمكم لدواء الريمارون؟ وبماذا تنصحونني؟

وفي الختام أسأل الله العظيم أن يوفقكم لكل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تفحصت رسالتك بكل دقة، وأعتقد أن حالة الوجوم النفسي، والتفكير العميق والشارد ربما يكون هناك فعلاً بعض الطابع الوسواسي، لكني أعتقد أنه لا يخلو من الطابع القلقي والاكتئابي أيضًا، لذا جعلك حتى تبتعد من اللقاءات الأسرية، كما أن استجابتك للريمارون كانت جيدة، والريمارون يُعرف أنه دواء فعّال جدًّا لعلاج القلق الاكتئابي، وربما تكون له فعالية ثانوية في علاج الوسواس، وذلك أن كل الذين يعانون من وساوس قهرية (تقريبًا) لديهم شيء من عسر المزاج.

أخِي الكريم: اطمئنك تمامًا أن الريمارون – الذي يعرف علميًا باسم ميرتازبين – دواء ممتاز، دواء سليم، ليس له أي آثار جنسية سلبية، ليس له آثار سلبية على هرمون الذكورة – والذي يعرف باسم تستوستيرون – ليس له آثار سلبية على الحيوانات المنوية من ناحية التكوين، أو الحركة، فإذًا يجب أن تطمئن طمأنينة تامة في هذا السياق.

وأنا أريدك (حقيقة) أن تجعل جرعة الريمارون خمسة عشر مليجرامًا – أي نصف حبة – ستكفيك تمامًا، وأنت قد تحسنت -الحمد لله-، وأمورك طيبة، وأعتقد أنه يمكن أن تنقل نفسك الآن إلى الجرعة الوقائية، وهي خمسة عشر مليجرامًا ليلاً، تستمر عليها لمدة عام مثلاً، ثم تجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

والريمارون يمكن أن تُدعّمه بعقار آخر يعرف فلوناكسول – والذي يعرف علميًا باسم فلوبنتكسول – دواء ممتاز جدًّا، تناول حبة واحدة من الحبة التي قوتها نصف مليجرام، تناولها يوميًا في الصباح لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، هذا الدواء لديه قوة تضافرية لتدعيم فعل الأدوية مثل: الريمارون، وأعتقد هذه الطريقة سوف تكون الوصفة العلاجية بالنسبة لك أفضل، وذات طابع وقائي، وهذا هو الذي تحتاج له.

أخِي: أؤكد لك مرة أخرى أن الريمارون ليس له تأثير أبدًا على الحيوانات المنوية، أو الإنجاب، أو على الأطفال، من آثاره المعروفة لبعض الناس قد يزيد الوزن، فإن حدث لك شيء من هذا أرجو أن تتخذ التحوطات التي تمنع ذلك.

بجانب العلاج الدوائي طبعًا لا بد أن تكون على إدراك ووعي بأهمية السبل العلاجية الأخرى، وهي العلاجات السلوكية، ومن أفضلها: حسن إدارة الوقت، ممارسة الرياضة، التفكير الإيجابي، والالتزام بتعاليم ديننا الحنيف.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً