الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بصدمات نفسية بعد تناول سيجارة حشيش.. هل قلبي سليم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدأت معاناتي قبل 8 أشهر بالضبط، وهي عندما تناولت مع أصدقاء سوء 3 حبات من سيجارة حشيش بغرض التجربة، وكانت نقطة تحول بحياتي، إذ دخلت بعدها بصدمة من زيادة ضربات القلب، وضيق التنفس والدوخة، وآلام رأس حادة، ورجفان وشعور بأني أحلم، وزغللة العين والشعور بسحبة في الصدر، وآلام تمتد للظهر، وألم في البطن، وانتفاخ، وتكررت النوبة هذه في أول شهرين حوالي 4 نوبات، وباقي الشهور استمرت الأعراض بصورة خفيفة أحيانًا أو شديدة، ترافقت مع اكتئاب وخوف من الموت، وهو شيء مستحدث عليّ مع النوبة، وقد لزمت البيت.

بعد اطلاعي ومعرفتي أنها نوبات هلع عملت تخطيطًا للقلب، وفحوصات دم وغدة في الشهر الأول ظهرت سليمة، جربت الدوجماتيل إلا أن أعراضي زادت وأرهقتني.

حاليًا زالت معظم تلك الأعراض دون تناول أي حبوب، مع العلم أني أتحامل على هذه الأعراض، وأمارس حياتي بصورة طبيعية جدًا أخرج وأفعل ما أشاء مع بعض الخوف البسيط، أعاني فقط من ضربات القلب تهز جسمي بشدة، وأحس بها مع كل دقة، وألاحظ صدري يتحرك مع دقات قلبي، وأحيانًا تكون بشده في البطن تحدث معي في اليوم لعدة دقائق، وقد تستمر لساعات.

إضافة لزغللة العين وألم في الرأس يكون في الأمام أو الخلف، ضيق تنفس يحدث من حين لآخر، وتزداد دقات القلب وهذه الأعراض دائمًا بعد الأكل يصاحبها الشعور بانتفاخ، وقرقرة، ونبضات في البطن كأن قلبي في المعدة، وضيق في التنفس، فهل أثرت هذه النوبة على صحة قلبي؟ وهل بدأت في الزوال هذه الأعراض أم من ماذا أعاني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

لا شك - أيها الفاضل الكريم – أن الحشيش فيه شر كثير وكثير جدًّا، الذي حدث لك هو تغيير كيميائي حاد في الدماغ أدى إلى كل الأعراض التي ذكرتها.

أخِي الكريم: هذا يجب أن يكون درسًا عظيمًا بالنسبة لك، يجب أن تتوعاه، ويجب أن تستفيد منه، ويجب ألا يتكرر هذا الأمر في حياتك أبدًا، فأنت أنقى وأطهر من هذه المواد والمخدرات والمؤثرات العقلية المقيتة والمدمِّرة للشباب.

أيها الفاضل الكريم: حاول أن تتناسى الموضوع، عش حياتك بصورة عادية جدًّا، ما تعانيه من مخاوف وتوترات وقلق وشيء من عسر المزاج سوف يختفي تدريجيًا، هذا هو المهم.

الأمر الثاني الآخر هو أن تعيش حياة صحية: أن تمارس الرياضة، أن تنام مبكرًا، أن يكون هنالك نوع من التوازن الغذائي الصحيح، هذا أيضًا يمثل دفعًا علاجيًا إيجابيًا كبيرًا جدًّا.

النقطة الثالثة: بما أن الدوجماتيل لم يفدك فالدواء الذي سوف يكون أفضل بالنسبة لك هو عقار (سبرام)، والذي يعرف باسم (ستالوبرام)، وهو الدواء الذي أنتجته شركة (لون بك) قبل أن تنتج عقار (إستالوبرام)، فتناول السبرام، وهو موجود في السودان، الجرعة هي حبة واحدة (عشرين مليجرامًا) تناولها ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

وحول ضيق التنفس وسرعة ضربات القلب هي التي تزعجك، هنا عقار (إندرال) أيضًا سوف يفيدك كثيرًا، فأرجو أن تُضيفه للسبرام، والجرعة هي عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

بالنسبة للإندرال لا يُنصح بتناوله بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الربو.

أيها الفاضل الكريم: هذا هو الذي أود أن أنصحك به، -وإن شاء الله تعالى- قلبك سليم، وباتباع ما ذكرته لك سوف تجد نفسك تعيش وضعًا صحيًّا طبيعيًّا بإذن الله تعالى.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً