السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي أن أحدثكم بمشكلتي وأملي أن تقرؤوها بتأني، وأن تنصحوني بما يذهب عني ما أعانيه -بإذن الله-.
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 عاما، مشكلتي بدأت عندما كنت مراهقة إذ راودتني بعض الأسئلة بخصوص الدين، وحاولت بجهد طردها، ولكني وعندما حاولت البحث عن إجابة لتلك التساؤلات قرأت أحد المشاركات لملحد في الانترنت، وكان لها أبلغ الأثر في التأثير علي فكثرت تساؤلاتي عن عقيدتي، هل هي صحيحة أو لا؟ وعن القرآن هل هو منزل من الله أو لا؟ وبعد هذا الموقف مر علي رمضان ليس كبقية المسلمين وأنا أصوم مثلهم إلا أنني لا أشعر به، وكنت أقرأ القرآن وأحاول أن أتدبر فيه حتى أبعد عني تلك الأفكار، ولكني لم أشعر بضيق شديد كما حدث لبقية الأشخاص الذين استشاروكم في الموقع، وعندما أصلي القيام في الدعاء لا أشعر بالخوف من الآخرة حيث أن الكثير كانوا يبكون إلا أنا، أشعر بأن قلبي كان قاسيا، فهل أنا في ذلك الوقت كفرت دون أن أعلم؟
وبعد أن انتهى رمضان حاولت أن أبعد كل ما أفكر به، فدرست العقيدة والسيرة -والحمد لله- ذهبت عني هذه الأفكار، إلا أن رمضان ما أزال لا أشعر بروحانيته، وفسرت هذا لضعف الإيمان، أما بقية السنة لا تراودني الشكوك ولكني متهاونة لحد ما في الصلاة، فأقوم بجمع صالتين على سبيل المثال.
وفي رمضان الماضي رجعت لي مشكلتي دون أن أقرأ لملحدين، ففي بداية الشهر بدأت الأسئلة تراودني حول ديني، وهل الرسول فعلا موحى إليه من الله؟ وهل القرآن فعلا كلام الله؟ ومررت بحالة نفسية مزرية أحسست بأني سوف أجن، وتمنيت لو أن ربي يأخذ روحي، أصوم مع المسلمين لكني أشعر بأني لست منهم، أشعر بأني أبطن الكفر والنفاق وأغبط إخوتي على فرحتهم بالشهر، وفي فترات كنت أتمنى لو ينتهي الشهر حتى ينتهي ضيقي، وكلما حاولت أن أجاوب عن هذه الأسئلة أجد نفسي أغوص بها أكثر، وكلما حاولت أن أقرأ عن سيرة الرسول تراودني شكوكي حول ما أقرأ فقررت التوقف.
وصلت لمرحلة أن أمي قالت لي أن أقرأ كتاب الله حتى يذهب ضيقي، فراودتني الشكوك بأن هذا كلام الله مرة أخرى، وشعرت بأني أصدقها إلى أن قرأت في موقعكم أنه من الوسواس القهري، وأني يجب أن لا أرد عليه، وشغلت نفسي بالاستغفار والدعاء -ولله الحمد- استطعت لحد ما أن أكف شكوكي وما يراودني بعدم الإصغاء لها، وعندما سيطرت عليها قل الضيق ونوبات البكاء فشككت بكوني لا أعاني من وسواس قهري، لأني وكما قرأت بأنه يظل فترة طويلة، فشعرت بأن الله لا يريد هدايتي وأني من الضالين، وأن هذه الشكوك هي من نفسي أنا وليست قهرية، وحاولت أن أبعد عني هذه الأفكار ولكنها ترهقني، والآن كلما سمعت القرآن أشعر بضيق، وعندما تتكلم أختي عن معجزة شق الصدر للرسول –صلى الله عليه وسلم- أشعر بأني لست موقنة 100%، وأغبط إخوتي كثيراً على اليقين والإيمان الكبير الذي لديهم، بينما أنا تحيطني الأفكار والتساؤلات، وعندما أقرأ القرآن أجد نفسي تتصيد أخطاء وهمية، وكأن نفسي تحاول أن تبعدني عن الإيمان وأشعر بالضيق.
كيف يمكنني طرد هذه الأفكار؟ وهل أنا أعاني من بداية الوسواس القهري؟ علما بأني تراودني الشكوك في صلاتي في بعض الأحيان فأعيدها، وأيضاً في وضوئي ولكن ليس كثيراً جداً، أنا أؤمن بالله ولكن مشكلتي مع القرآن، يزيد ضيقي عندما أسمعه وتراودني بعض الشكوك، أريد أن أكون كبقية المسلمين الذين يفرحون بالشهر الفضيل فدلوني على السبيل، أرجو أن تردوا علي بكل نقطة تطرقت لها، وأن يتسع بالكم لما ذكرته لأني تعبت مما أنا فيه.
وجزاكم الله خير.