الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصاب برعشة وخوف عند مواجهة الآخرين..فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب متزوج, عمري 32 سنة, أعاني من رعشة اليدين منذ حوالي 15 سنة, تكون قوية وواضحة في المناسبات, فلو دخلت على مجموعة من الناس أتجنب إمساك أي شيء, فأصبحت أتجنب حضور المناسبات, ولو حصل خلاف مع أي شخص أصاب برعشة, وارتخاء في الجسم, وسرعة في نبضات القلب.

عندما أتناقش مع شخص, أو أسمع بعض المواضيع, حتى لو كان الموضوع لا يعنيني؛ أصاب برعشة, وأحس بضيقة أسفل الصدر, ويصبح الموضوع كأنه شخصي.

حتى إني أتجنب النقاش بقدر المستطاع, كما أنني خجول وانطوائي, وأكره العمل, وكثير التفكير, وأخاف من المستقبل, ومن أشياء قد تكون تافهة, وأجد صعوبة في اتخاذ القرارات؛ لكثرة ترددي, وأعاني من العصبية, ومن تقلب المزاج, وأكثر الوقت أكون قلقا ومكتئبا, وكسولا.

لم أعد أشعر بمتعة في أي شيء, حتى الرغبة في العلاقة الحميمة أصبحت قليلة جدا, رغم أن صحتي جيدة, وكل هذه الأشياء أثرت على حياتي الأسرية, وقد حاولت أن أغير من نفسي, لكن لم أستطع.

أرجو مساعدتي بسرعة.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعتقد أنك تعاني من مجرد قلق نفسي، ولديك بعض الانفعالات والتفاعلات السلبية التي تُشعرك بأنك خجول وأنك انطوائي، وأعتقد أيضًا أنك تعاني من الخوف من الفشل، بالرغم أنك لست بفاشل.

تقلبات المزاج كثيرًا ما تكون مصاحبة للقلق النفسي، لا أرى أنك تعاني -إن شاء الله تعالى- من اكتئاب نفسي، مُطبق، وليس لديك اضطراب وجداني بمعناه الحقيقي، هو مجرد نوع من القلق البسيط، والتفاعلات النفسية السلبية، وليس أكثر من ذلك.

أخِي الكريم: أنصحك أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، أنت الحمد لله تعالى لديك أسرة، لديك عمل، ولديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك يجب أن تتذكرها، وتسعى دائمًا لتطويرها.

ثانيًا: كن معبرًا عن ذاتك، لا تحتقن أبدًا، لا تترك الأمور البسيطة تتراكم وتتولد وتزداد وتتضخم مما يؤثر على نفسك وذاتك سلبيًا، لا، كن معبرًا، هذا فيه خير كثير لك.

ثالثًا: الرفقة الطيبة الصالحة، الإنسان يحتاج دائمًا للنماذج الجميلة في الحياة ليأخذ منها، فكن على هذا المنوال.

رابعًا: ممارسة الرياضة -أي نوع من الرياضة- وتمارين الاسترخاء مثل تمارين التنفس المتدرجة، سوف تفيدك كثيرًا، وسوف تجد فيها -إن شاء الله تعالى- فائدة عظيمة جدًّا.

خامسًا: تنظيم الوقت، الذين يُديرون وقتهم بصورة صحيحة يُديرون حياتهم بصورة صحيحة، فأرجو أن ترتب وقتك وتنظمه، تخصص وقتًا للعمل، ووقتًا للأسرة، ووقتًا للقراءة، ووقتًا للعبادة، ووقتًا للرياضة، ووقتًا للترفيه عن النفس... وهكذا.

حاول بقدر المستطاع أن تلتزم بهذا المنهج الجيد والفاعل والعلمي جدًّا، وسوف تجد أن حياتك كلها بدأت تتغير بصورة إيجابية جدًّا، سوف تجد أن المزاج أصبح أفضل، وقبولك للحياة أصبح أفضل، والمعاشرة الزوجية أصبحت أفضل... وهكذا.

التنظيم والترتيب وحسن إدارة الوقت هي مفاتيح النجاح في الحياة.

ربما تحتاج لدواء بسيط، أحد الأدوية المضادة للقلق والتوترات سوف تفيدك كثيرًا، إنِ استطعت أن تذهب إلى الطبيب فهذا أمر جيد، وأقترح عليك أن تذهب إلى الطبيب العمومي –طبيب الأسرة– من أجل أن تُجري فحوصات عادية عامة للاطمئنان على صحتك، وتأكد أيضًا من مستوى فيتامين (د) لديك، يوجد نقص في هذا الفيتامين لدى كثير من الناس، ونعتقد أنه ربما يؤثر على الصحة النفسية في بعض الأحيان بصورة سلبية، اضطرابات الغدة الدرقية أيضًا كثيرة، وقد تؤدي إلى بعض الاضطرابات النفسية.

فإذًا أخِي الكريم -كقاعدة طبية رصينة وسليمة- اذهب وقابل الطبيب من أجل إجراء هذه الفحوصات, يصف لك أحد مضادات القلق والتوترات مثل عقار (موتيفال) مثلاً، أو أحد محسنات المزاج، تحتاج لعقار مثل (فافرين) والذي يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) بجرعة بسيطة، خمسين مليجرامًا ليلاً بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر مثلاً، أو أي دواء آخر يراه الطبيب.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً