الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببتها وأريد خطبتها ولكني ما زلت طالبًا.. هل أخبر أباها بذلك؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 21 سنة, أحببت فتاة، وأريد أن أخطبها, لكني لا زلت في الجامعة، وبقي لي سنتان للتخرج, وهي بقي لها 4 سنين للتخرج، لا أستطيع التفكير أن تكون حياتي مع غير هذه الفتاة, هي تحبني أيضاً, وأنا أريد أن أخطبها وأتزوجها, لكني لا أعرف ماذا أفعل, لا أريد أن أفعل حراماً, لكن ماذا عليّ أن أفعل؟

لا أملك مالاً، ولا أريد أن يأتي أحد العرسان ويأخذها مني، هل أكلم أباها وأقول له أني أريد ابنته، لكن لا يوجد لدي مال الآن، أخاف أن يقول لي: "أنت لا زلت تأخذ مصروفك من والدك"، والدتها تعلم بعلاقتنا ووالدتي تعلم أيضاً، لكن لا يوجد مال لكي أطلب يدها, لا أعلم ماذا أفعل؟ أنا فقط أريد الحلال، ولا أريد أن تضيع مني الفتاة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الفاضل، وندعوك إلى إيقاف هذه العلاقة وتجميدها حتى تُوضع في إطارها الصحيح، وإذا كانت الوالدة تعلم ووالدة الفتاة تعلم فيكفي أن تُشعرها أن ابنها يرغب في ابنتهم، وعند ذلك سوف يعودوا لكم في الوقت المناسب إذا طرق الباب طارق.

ولكن نعتقد أنها أيضًا ستكون حريصة على إكمال دراستها، ومن الناحية الشرعية لا يجوز لك تطوير هذه العلاقة، أو الاستمرار فيها، أو التمادي فيها، وهذا معروف في المجتمعات، فإذا تكلمت امرأة بأن ابننا فلان يريد ابنتكم فلانة، فإن الناس في العادة في مثل هذا الكلام يأخذوه مأخذ الجد، فلا يُصرِّفوا الفتاة أو لا يُعطوها لإنسان آخر قبل أن يُشاوروا من كلَّمهم ومن أشار بمثل تلك الإشارة.

وأعتقد أن هذا كافٍ، وينبغي أن تنصرف لدراستك، وتتقي الله ربك، ولا تتوسع في هذه العلاقة التي ليس لها غطاء من الشرع، بل ينبغي أن تتركها لتنصرف لجديتها ودراستها فتنجح، وعليك أن تجتهد في دراستك لتتفوق وتنجح، ثم تجتهد في تجهيز ما تستطيع، ثم تطرق باب أهلها وتطلب يدها بطريقة رسمية.

لا نجد في الشرع ما يُبيح لك الاستمرار في التواصل، ولا نؤيد التفكير بهذه الطريقة؛ لأن هذا الأمر يشوش عليك، ولكن نؤيد الانصراف وتجميد هذه العلاقة وإيقافها تمامًا حتى تُوضع في الوقت المناسب في إطارها الشرعي، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

لا يوجد صوتيات مرتبطة

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات