الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صديقي أساء الظن بي وبتصرفاتي، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا مقيم في السعودية، ولي صديق منذ 10 سنوات أو أكثر، أكلنا مع بعضنا ودخل بيتي ودخلت بيته كثيرا، ومنذ 6 سنوات حدث لي موقف: فقد قامت بنت عمته بالاتصال بي لغرض أن أتقدم إليها، فرفضت، ولكن كانت نواياها حسنة.

لم أبح له بالأمر بعدا عن حدوث مشاكل، لكن منذ يومين كنت مدعوا عنده على الإفطار وأمسكت بهاتفه، والله بحسن نية، كنت أريد شراء هاتف جديد، وكنت أرى خواص هذا الهاتف.

وفي اليوم التالي وجدته أرسل لي رسائل أذهلتني عندما قرأتها، وهي: أني أنتهز فرصة أنه يصلي وألعب في هاتفه المحمول، ويتهمني بأني أتخابث معه، وغير مؤتمن، وقال لي أيضا: إني منذ زمن أخذت رقم بنت عمته، وأنا الذي اتصلت بها، وأنني غير مؤتمن.

أقسم بالله العظيم، إني أعامل هذا الشخص مثل أخي، ولا أي ذرة خبث، ولا لؤم من ناحيته، والله على ما أقول شهيد، فأرسلت له رسائل توضح له حسن نواياي، وشرحت له بأني بريء، لكني أمر بحالة نفسية صعبة جدا، ولقد مرت ثلاثة أيام ولم يرسل رسالة أو يتصل بي، فماذا أفعل؟ هل أتصل به؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الفاضل وأخانا الكريم، ونسأل الله أن يعيد المياه إلى مجاريها، والعلاقة إلى وضعها الصحيح، وأرجو أن تُدرك أن الشيطان يدخل في مثل هذه الأمور، فعليك أن توضح، وتعتذر، ولا مانع من أن تكرر الاعتذار، وأرجو ألا تتأثر، فسيأتي اليوم الذي يعرف فيها الحقائق، ونسأل الله أن يعينه على تفهم هذا الأمر، وأرجو أن يكون في هذا أيضًا درس لك، فإن بعض الناس عنده عقد وعنده مشكلات، ولا يرضى أن يعبث الناس بأغراضه الخاصة.

هذا الأقرب من الناحية الشرعية، أنَّا لا نستخدم هاتف إنسان، أو مكان إنسان، أو دفاتر إنسان، أو نطلع على أسراره إلا بإذنه؛ حتى لا نعطي الشيطان فرصة، وهذا أمر من الناحية الشرعية ينبغي أن يكون واضحًا مهما كانت الصداقة، فإن مثل هذه الأمور بعض الناس لا يتقبلها.

نحن نتألم أن هذا الأخ كان عنده تراكمات ولم يذكرها لك، وعلى كل حال هذه فرصة لتوضيح موقفك، ولست بحاجة إلى أن تحزن طالما كنت بريئا، وطالما كان الأمر بالنسبة لك واضحا، كن واضحًا ووضح له ما حصل بثباتٍ وصدقٍ، واحتسب الأجر عند الله، وكن أنت المبادر بالإصلاح، وانتبه مستقبلاً في علاقتك معه ومع غيره من ضرورة الابتعاد عن الخصوصيات مثل الهواتف وغيرها، حتى لا نُعطي للشيطان فرصة، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وتخرج من الإثم بتكرار المحاولات وبرغبتك في الإصلاح، ونسأل الله لنا ولك وله التوفيق والسداد.

المؤمن الذي يخالط الناس لابد أن تقابله صعاب، وبقاء شعرة العلاقة هو الأصل، وكن أنت دائمًا المبادر، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) فكن أنت المبادر، واستمر على ما أنت عليه، وحاول مستقبلاً أن تُحْكم هذه الأمور، فتعامل مع الناس باحترامك لمشاعرهم وخصوصياتهم، وأنت تحترمها، لكن لابد أن تعرف أن في الناس من هو حساس ربما زيادة عن اللزوم – كما يُقال – ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر محمد رفعت

    فعلاً كلام صحيح لازم نبقى حرصيين من أفعلنا مع أصدقائنا حتى ولو من غير قصد وربنا يحبب المسلمين لعضهم بعضاً!!!!

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً