الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أعراض القولون العصبي؟ وما علاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

عندي ألم خفيف, مع اضطرابات هضمية, وأصوات بالبطن, وبالذات عند العصبية والتوتر, وفي الأغلب بالجهة اليسرى أسفل البطن, وإذا أفطرت ووضعت عطرا ثقيلا؛ تسمع أنواع الأصوات من البطن, وكذلك عند الركض 15 دقيقة؛ أشعر بألم بالجهة اليسار أسفل البطن, كأنها (نفيخة) ستنفقع.

ذهبت للمستشفى, فقالوا: احتمال كبير أنه قولون, وقد عملت تحاليل, وأعمل أشعة, وأعطوني حبوب ( disparaging200 + ميداسيد) حبتين باليوم.

عند الراحة دقات قلبي تقوى, وتهز جسمي أحيانا, وعند النوم على البطن أحس أن قلبي في بطني، لقوة الدقات.

بعد يومين من استخدام الدواء, من 3 إلى 4 مرات؛ البول -أكرمكم الله- أول مرة تغير لونه.

ماذا أعمل؟ هل لدي التهاب بروستاتا؟ أم قولون عصبي؟ وما التحاليل اللازمة؟

2- لدي قلق وتوتر ورهاب اجتماعي خفيف, وأفكر بالزولفت 50, ولا أعرف الكمية اللازمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك لا علاقة لها أبدًا بمرض البروستاتا، والذي هو بالطبع غير شائع أبدًا في مثل عمرك، أعراضك بالفعل ناتجة من اضطراب في الجهاز الهضمي، ويظهر أنه ذو طابع نفسي، يعني أنك تعاني بالفعل من أعراض ما يعرف بالقولون العصبي أو العصابي، والعصابي يعني القلق، ربما تكون شخصيتك أصلاً لديها بعض الميول للقلق، والقلق ليس من الضروري أن يكون ظاهرًا بكل مكوّناته على السطح، ربما يكون قلقًا داخليًا مقنعًا، يؤثر على بعض الأعضاء الجسدية، والقولون هو أكثر الأعضاء تأثرًا.

إذن قناعتي قوية جدًّا أن الذي بك بالفعل هي أعراض نفسوجسدية، تجسدت وتمثلت فيما تعاني منه من مخاوف وتسارع في ضربات القلب ووسوسة حول صحتك بصفة عامة، وكذلك أعراض القولون العصبي.

أيها الفاضل الكريم، أنت تحتاج للآتي:

أولاً: التكثيف من ممارسة الرياضة، الرياضة يجب أن تأخذ حيزًا كبيرًا في حياتك، فهي تقوي النفوس كما تقوي الأجساد، ويعرف أن الأعراض النفسوجسدية تستجيب بصورة ممتازة جدًّا للرياضة.

لا أريدك أن تعتمد على الأدوية وتكثر منها، هي جيدة وسليمة، لكن استعمالها برشد وحكمة وانضباط دائمًا هو الأفضل، واللجوء للوسائل العلاجية الأخرى في مثل سِنِّك، هذا هو الذي نفضله، لذا احرص على ممارسة الرياضة، احرص على تنظيم وقتك، اجتهد في دراستك، ضع لنفسك خارطة الطريق لتكون -إن شاء الله تعالى- من الناجحين والمتفوقين.

واعلم –أيها الفاضل الكريم– أن أعظم رصيد يكتسبه الإنسان في حياته هو معرفة الدين واكتساب العلم والمعرفة، من خلال ذلك تُبنى الشخصية، من خلال تطور المهارات، من خلال ذلك يعرف الإنسان نفسه ويعرف ربه قبل ذلك.

فيا أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تنتهج هذا المنهج، كن بارًا بوالديك، وأعتقد أنك إذا التزمت بما ذكرته لك سوف تستفيد كثيرًا.

بالنسبة لموضوع الزولفت: لا أريدك أن تستعجل لتناول هذه الأدوية، نعم هو دواء جيد ومفيد، لكن أيضًا دواء لا يخلو من بعض الآثار الجانبية، وهنالك إشكالية عند التوقف منه، لأنه دائمًا يؤدي إلى أعراض انسحابية.

ربما تحاول مع دواء بسيط جدًّا مثل الدوجماتيل, والذي يعرف علميًا باسم (سلبرايد)، من الأدوية الراقية جدًّا والبسيطة جدًّا والسليمة جدًّا، وفي معظم الدول لا تحتاج لوصفة طبية، الجرعة المطلوبة في حالتك هي كبسولة واحدة –قوة الكبسولة خمسون مليجرامًا– تناولها ليلاً لمدة أسبوع، ثم اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهرٍ واحدٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً