الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت شديدة الخوف وكثيرة التفكير في مرضي السكري!

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري ثماني عشرة سنة، مصابة بمرض السكري منذ خمس سنوات، في هذه السنوات الأخيرة أصبحت كثيرة التفكير في مرضي، ويومًا بعد يوم، وأصبحت أشعر بالدوار والرعشة والرهبة، وقد ذهبت إلى طبيب السكري فقال لي: إن ما أشعر به ليس له علاقة بمرضي.

أصبحت أخاف كثيراً من الخروج، وأخاف أن أنهار أو أن أسقط في الطريق، فلا أخرج إلا بعد قياس نسبة السكر في دمي، وحينما أتحدث أمام الزملاء في المدرسة أصاب برعشة شديدة تهز كل جسدي، وأشعر كأنني سأنهار، وأصاب بالدوار والهلوسة.

أصبحت شديدة الخوف، وهذا الأمر يعيقني دراسيًا، فمجرد التفكير بأنني سأنهار أو أنني سأصاب بالدوار تصيبني كل هذه الأعراض مباشرة، ولا أستطيع الاستمرار في الوقوف، وكل ما يشغلني مشكلتي، فأرجو مساعدتكم، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ kenza حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والمعافاة.

قطعًا مرض السكر هو مرض أساسي، لكن الحمد لله تعالى الآن من خلال التطور العلمي والأدوية الحديثة، والسبل العلاجية والتأهيلية الجديدة يستطيع الإنسان أن يتعايش مع هذا المرض.

أنا متأكد أنك صاحبة خبرة في التعامل مع مرضك، ولابد لك أن تنظري للأمور بإيجابية، وأن تتكيفي مع مرض السكر، اتخذيه صديقًا ولا تتخذيه عدوًّا، هذا مهم جدًّا؛ لأن التكيف والتواؤم والتعايش مع مرض السكر -خاصة في مثل عمرك- هو أساس علاجي مهم ورصين وضروري.

والحمد لله تعالى، فالآن حتى الأطفال الصغار الذي يُصابون بهذا المرض يتواءمون ويتكيفون، ويتطبعون ويتعايشون مع حالتهم، فالأمر من هذه الناحية أراه مهماً جدًّا بالنسبة لك.

الأمر الثاني: لا توسوسي أبدًا حول هذا المرض، فالمطلوب منك فقط هو الالتزام بالنظام الغذائي، وبتناول الدواء الأنسولين وخلافه كما هو موصوف، وأن تعيشي حياتك بصورة طبيعية، ولا تتعاملي مع نفسك كإنسان معاق، والإشكالية أنك شغلت حيزًا كبيرًا جدًّا في تفكيرك حول هذا المرض، وهذا خطأ، فالتزمي بالتعليمات، وتابعي الإرشادات، وواصلي مع طبيبك، وبعد ذلك لا تشغلي نفسك أبدًا بهذه الحالة، إنما افتحي لنفسك آفاقًا جديدة في الحياة، مثل: التركيز على دراستك، والتواصل الاجتماعي، والتزود بعلوم الدين والدنيا، وبر الوالدين، وتطوير المهارات الشخصية، مثل: الطبخ وغيرها من المهارات، هذه كلها تصرف انتباهك تمامًا عن هذه الوسوسة والمخاوف، والشعور بالدوّار الذي تعانين منه.

الأمر الآخر: تمارين الاسترخاء فائدتها عظيمة جدًّا في هذه الحالات، فدرِّبي نفسك على هذه التمارين، ولمعرفة كيفية التطبيق راجعي هذه الاستشارة (2136015) ففيها تفاصيل بسيطة وجيدة جدًّا.

بقي أن أقول لك: يالعلاج الدوائي المضاد للمخاوف وللقلق وسيلة علاجية، لكن لا أريدك أن تستعجلي حول هذا الأمر، ومن خلال ما ذكرته لك سوف تتحسن أحوالك كثيرًا إن شاء الله، فقط عليك التطبيق والالتزام.

أما إذا خرجت الأمور عن النطاق، ولا زالت الأعراض موجودة، وظلَّت مستحوذة، فهنا اذهبي إلى الطبيب النفسي، والأمر في غاية البساطة، وسوف يقوم بإعطائك أحد مضادات المخاوف، مثل: عقار (زيروكسات) بجرعة صغيرة، وسوف يفيدك كثيرًا - إن شاء الله تعالى -.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً