الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من علاج لمن يخاف الخروج من المنزل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي مشكلة: عند خروجي من المنزل أحس أن الناس كلهم ينظرون إلي؛ مما يشعرني بالخجل, بل وقد أتعثر؛ مما يجعلني أكره الخروج, وأنا أصلا لا أخرج إلا نادراً.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال.
يبدو من خلال سؤالك, ومن عدم رغبتك بالخروج من البيت، أنك تعاني من حالة من الرهاب, والتي نسميها رهاب الأمان العامة أو رهاب الخروج، وبحيث يصبح الشخص أسيرا في بيته، وإذا تجرأ وخرج فقد يصاب بما نسميه نوبات الذعر أو الهلع، وهي مشكلة نفسية معروفة جدا، ولها توصيف واضح، وتشخيص دقيق، وعلاج مفصّل.

والعادة أن تأتي نوبة الذعر عندما تحاول الخروج من البيت، ومن دون مقدمات؛ حيث يتسرع القلب, ويشعر الشخص بعدم انتظام ضربات القلب, وربما التعرق, وجفاف الشفاه والفم، وبأن الناس ينظرون إليه أو يشعره وكأنه سيغمى عليه، وقد يهرع الشخص إلى قسم الطوارئ، إلا أن العادة أن تكون نتائج كل الفحوص والاختبارات طبيعية, من تخطيط القلب وغيره، وبعد دقائق يهدأ الشخص، ويعود لحالته العادية والطبيعية.

والغالب أن تأتي هذه النوبة والشخص في مكان ضيق أو مغلق، أو في وضعية قريبة من الناس الآخرين، أو في حالتك عندما تهم بمغادرة المنزل.

والغالب أن لا يعرف الشخص لماذا حصلت هذه النوبة، ومن ثم يبدأ هذا الشخص يتجنب الأماكن التي تحدث فيها مثل هذه النوبات، وكما هو الحال معك في ندرة الخروج من المنزل.

ويمكن علاج هذه الحالة بعدة طرق كالعلاج النفسي عن طريق الكلام، وهناك الأدوية المختلفة لعلاج مثل هذه الحالات، ولكن لا بد من ثلاثة أمور:
أولا: لا بد من الاستمرار في تناول هذه الأدوية، فهي ليست من الأدوية التي نأخذها يوما ونتركها يوما آخر.

وثانيا: لا بد من مرافقة العلاج الدوائي بالعلاج النفسي، والذي يأخذ عادة شكل العلاج المعرفي السلوكي، وهو بكل بساطة محاولة عدم تجنب الأماكن والأوضاع التي تسبب عادة هذا الارتباك.

ثالثا: لا بد من مراجعة طبيب نفسي ليتأكد من دقة التشخيص والعلاج، ومن ثم الإشراف على العلاج الدوائي، وتقديم العلاج النفسي، حيث يمكن للطبيب النفسي أيضا أن يصف لك أحد الأدوية التي تساعدك على تجاوز مثل هذه الأعراض، والتي يمكن حتى أن تدعم تأثير العلاج السلوكي.

وهناك عدد جيد من هذه الأدوية، ومنها دواء "باروكستين" وهو في جرعة 20 ملغ، وإن كان عادة نبدأ بنصف الحبة (10 ملغ) لأسبوع تقريبا، ومن ثم الجرعة الكاملة 20 ملغ مرة واحدة في المساء.

وننصح عادة باستعمال الدواء لمدة عدة أشهر تصل إلى الثلاثة أشهر، والعادة أن يتابع العلاج الطبيب، من أجل التأكد من فعالية العلاج، وتحديد مدة العلاج وكيفية إيقاف الدواء، والذي ينصح أن يكون بالتدريج من أجل تفادي أعراض الانسحاب، ونحن ننصح عادة وبشكل عام باستعمال الأدوية النفسية تحت إشراف طبيب متخصص، إلا إذا تعذر الأمر كثيراً.

عافاك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً