الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس الأمراض .. أفيدوني.

السؤال

السلام عليكم

أنا حامل في آخر شهري الثالث، وهذا أول حمل لي، وعمري 21 سنة، أعاني من وسواس الأمراض، وزاد مع الحمل، أصبحت أخاف من كل شيء.

قبل فترة بدأت أفكر بسرطان الفم، وأصبحت بشكل يومي أكشف على فمي، حتى ظهرت لي حبة في سقف الفم، وبدأ الوسواس يزيد، وأصبحت مكتئبة، وكثيرة البكاء، والتفكير بالمرض، حتى ظهر لي عرض آخر، وهو انتفاخ في سقف الفم.

هل هذه الأعراض نفسية وظهرت بسبب التفكير أم ماذا؟ أرجو إفادتي فقد تعبت نفسياً جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غيداء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأن يكتمل حملك بأمانٍ وسلام، وأن تُرزقي الذرية الصالحة.

أيتها الفاضلة الكريمة: دعك من هذه الوساوس، يجب أن تحقريها، ولا تعطيها أي اهتمام، أنت -الحمد لله تعالى- في سنٍ تندر فيها الأمراض التي تتخوفين منها، ومن المفترض الآن أن تفرحي بالحمل، وأن تكوني مسترخية، وأن تكوني متفائلة، ودعك من هذه الوساوس.

فإذن أنت مطالبة بتحقير فكرة أنك مصابة بهذا المرض، وعليك أن تُكثري من الأذكار، أذكار الصباح والمساء، وأن تسألي -الله تعالى- أن يحفظك، وأن تهتمي بزوجك، وأن تديري وقتك بصورة صحيحة، لا تدعي أي مجال للفراغ أيًّا كان، ذهنيًا أو فكريًا أو معرفيًا أو زمنيًا، لا تدعي له أي مجال، الوسواس يتصيد الناس من خلال الفراغ.

أنت الآن لابد أن تتواصلي مع طبيبة النساء والتوليد، وأنا متأكد أنك حين تقابلينها سوف تطمئنك كثيرًا، واصلي مع الطبيبة، المتابعة الطبية مهمة في هذه المرحلة، وكل الذي أقوله لك: موضوع الحبة التي ظهرت في سقف الفم، والانتفاخ في سقف الفم: هذا كله مخاوف وسواسية وليس أكثر من ذلك.

يجب أن تقنعي نفسك أن هذه مخاوف وسواسية، وليس لديك مرض حقيقي، في هذه المرحلة قطعًا لا أدعوك ولا أنصحك بتناول أي من الأدوية المضادة للمخاوف المرضية، هنالك أدوية كثيرة فاعلة وممتازة، لكن أعتقد أنك بشيء من الجهد الحقيقي، وتحقير هذه الأفكار وتفكيكها، والتركيز على الحمل، والمستقبل الطيب -إن شاء الله تعالى-؛ سوف تصرف انتباهك عن هذه الأعراض.

وبصفة عامة يعرف أن الحمل فترة استقرار لكثير من النساء، خاصة الحمل المرغوب فيه، الحمل المنتظر، الحمل المفرح مثل حالتك هذه.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً