الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وساوس واكتئاب وانطوائية.. ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا بعمر 17 سنة، وأعاني من حساسية مفرطة وتفكير دائم، لدرجة أني أفخم أي شيء يقال لي، وأجلس أفكر بحاجات هينة.

إذا مزح معي أحد أفخم الموضوع وأغضب، مع أن الموضوع هين، وﻻ يستحق الغضب، وأجلس أفكر فيه.

كل هذا حصل حين دخلت الثانوي، وما أدري ما السبب، صرت أكره الحياة، ولا آخذ الأشياء بجدية، وصرت أرى ما في شيء يستحق الضحك، وأرى أناسا يضحكون بصوت عالي، وأتمنى أن أكون مثلهم، وأتخلص من هذه المشاكل، حتى تكون حياتي مثل بقية الناس.

أعاني من بعض الاعتقادات الخاطئة في الناس، أحب أن أكون غامضا، لأني لو أحد عرف أني حساس ممكن يستغلها وما يتركني أرتاح، فأنا أتمنى أن يكون عندي أصدقاء، أخرج معهم، بدون أخذ فكرة عن الناس خاطئة، لأني دائما أفكر أن الناس يضايقوني، ولا يوجد أناس طيبون؛ لذلك ما أحب أن أخرج إﻻ مع أقربائي.

حتى بالمدرسة ما أحب أن يكون أحد مقربا لي، وإذا صاحبت أحدا ﻻ تطول صداقتي معه، أكرهه بسرعة، وأقطع علاقتي معه، ممكن بسبب تفكيري أنه سيكون صديقي مدى الحياة، دائما أخترع مواقف في بالي غريبة، وبعدها تأتيني حالة الاكتئاب.

صرت أغبط الناس على راحة بالهم، وأيضا دائما أحس أن إخواني وبعض الناس يكرهونني، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ nawaf حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا.

دعني أبدأ بآخر شيء ورد في سؤالك، وهو علاقاتك بالآخرين، وتفكيرك في صداقاتك مع الناس ومدى قربك منهم.

لا تنس أنك ما زلت في هذه السن اليافعة، وفي هذا العمر، فإن أهم جوانب النمو هو النمو الاجتماعي، والذي أنت في وسطه، وستلاحظ أن الأمور ستهدأ وتتحسن.

الموضوع الآخر والأهم هو موضوع الحساسية، حيث يميل بعض الناس إلى شيء من الحساسية في شخصيتهم، ويبدو أنك واحد من هؤلاء، حيث تتأثر بالأحداث والكلام الذي يجري من حولك، فنرى عادة هذا الشخص يفكر طويلا فيما جرى أو فيما قيل له أو أمامه كما هو معك، ويرتبك أمام الآخرين، ولعل ما يمرّ بك هو أيضا شيء من الارتباك أو الرهاب الاجتماعي، بسبب هذه الحساسية الزائدة عندك، وهو من أكثر أنواع الرهاب.

ما يعينك على التكيف مع هذا الحال عدة أمور، ومنها محاولة التفكير بأن للناس همومهم الخاصة، فليس عندهم وقت ليضيعوه في تتبع أمورك أو أمور غيرك، وكما يُقال عندهم ما يكفيهم.

يمكن لهذه الفكرة أن تبعد عنك شبح مراقبة الناس لك، فهم منشغلون عنك، وأنت لست مركز اهتمامهم، مما يخفف من ارتباكك أمامهم وحساسيتك من كلامهم!

الأمر الثاني الذي يمكن أن يعينك هو أن تذكر أنك في 17 من العمر، وأن أمامك الوقت لتتجاوز هذا الحال، وخاصة إن بدأت باتخاذ بعض الخطوات التي تعينك على تجاوز هذا.

تذكر أن التجنب، كتجنب لقاء الناس والاجتماع بهم، هذا التجنب لن يحلّ المشكلة وإنما سيزيدها شدة، فحاول الاقتراب قليلا من الآخرين، وحاول الحديث معهم، ولا شك أن المحاولة الأولى ستكون صعبة بعض الشيء، إلا أنك ستلاحظ أن الأمر أبسط مما كنت تتوقع، وهكذا خطوة خطوة ستتعلم مثل هذه الجرأة، وبذلك تخرج مما أنت فيه من هذه الحساسية وهذا الارتباك.

ثالثا: مما يعينك أيضا وخاصة عندما تشعر بأن الارتباك قادم، هو القيام ببعض تدريبات الاسترخاء، مثل الجلوس في حالة استرخاء والقيام بالتنفس العميق والبطيء، فهذا سيساعدك على ذهاب أعراض الارتباك والارتعاش.

وفقك الله ويسّر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وستتجاوزها، عاجلا أو آجلا، وإن شاء الله يكون الأمر عاجلا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب salsabil

    السلام عليكم
    أنا بعمر 16 سنة، وأعاني تقريبا من نفس مشكل الاخnawaf أعاني من حساسية مفرطة وتفكير دائم، لدرجة أني أفخم أي شيء يقال لي، وأجلس أفكر بحاجات هينة.

    إذا مزح معي أحد أفخم الموضوع وأغضب، مع أن الموضوع هين، و

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً