الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من انقطاع الحيض واضطرابه.. أريد حلاً وعلاجًا وإرشادًا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة في العشرين وغير متزوجة، من بداية بلوغي وأنا أعاني من مشاكل في الدورة الشهرية تنقطع بالشهور، وعندما تأتي تستمر شهرًا، أو شهرين، وهكذا وتأتي بألم شديد، ونزيف أيضاً.

وذهبت إلى أكثر من طبيبة، فقالت لي بعد الكشف: لا يوجد شيء -ما شاء الله-، والحمد لله، فقط حاولي انقاص وزنك، ونرى ما سيحدث، ثم تعطيني أدوية لتنظيمها، وأظنها حبوب منع حمل، وكانت تفيدني وتنظمها من بعد أمر الله؛ ولكن زاد وزني بشكل كبير جدًا فتوقفت عن أخذها.

بعدها بفترة طويلة أصبحت تتأخر الدورة كما هي عادتها، ولكن عندما تأتي لا تزيد عن سبعة أيام، وغالبا بين الـ5 و الـ6 في أغلب الأحيان،
وعندما أنقصت وزني ( وكان يجب أن أنقصه أكثر ) لكن عندما أنقصته وأصبح مقبولا، وليس مثاليًا تحسنت كثيرًا -والحمد لله- أصبحت تأتي مرة كل ( شهر ونصف تقريباً ) لا أتذكر مدة بقائها، لكن في كل الأحوال لا أظنها تتجاوز الـ 7 أيام، والله أعلم كانت طبيعية. ثم عاد وزني إلى الزيادة وأصبحت تنقطع مرة أخرى وعندما تأتي تكون أيامها طبيعية أيضاً.

مؤخرًا غابت عني ما يقارب الـ4 أو 5 أشهر، وعندما أتت لم ينزل سوى (قطرات) بسيطة جداً جداً، وأيضاً إفرازات باللون البني فقط، واغتسلت بعد 6 أيام كان يوم الجمعة، وصليت إلى يوم الأربعاء، وعادت مرة أخرى يعني غابت ما يقارب 6 أيام، وعندما عادت كان نزولها أفضل من المرة السابقة، لكن ليس بشكل جيد، فما زالت مقطوعة أغلب الوقت -والحمد لله على كل حال-، أكتب لك يوم الأربعاء وما زالت موجودة.

مشكلتي أن رمضان قريب، ولا أعرف ما الحكم أهي حيض أم استحاضة؟ وهل يمكن أن يكون أخذي للاسبرين سواء العادي أم اسبرين الأطفال سبب في ذلك من بعد أمر الله؟

ولدي سؤال آخر: ان كانت استحاضة فكم يومًا يجب علي قضاء (الصلاة)؟ علما أنها أتت فجر السبت واغتسلت الجمعة، وعادت فجر الأربعاء وأريد معرفة عدد الأيام التي يجب أن أقضيها؟ لأنني مصابة ( بالوسواس ) فأريد أن تسهلوها علي من بعد الله.

وأعتذر عن الإطالة، ولكن أتعبتني هذه الحالة خاصة في العبادة، خاصة أنني أعاني من الوسواس وأحاول مؤخراً التغلب عليه، وبفضل الله وحده لا شريك له تحسنت كثيراً، وما زلت أحاول -والحمد لله-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الواقع ما قاله لك الأطباء صحيح تمامًا حيث إن الوزن الزائد يؤدي إلى التكيس على المبايض، ومع زيادة هرمون الحليب، وهرمون الذكورة، ومع وجود خلل في وظائف الغدة الدرقية، فإن الدورة الشهرية تنقطع تمامًا، ولا تنزل بالشهور بسبب الخلل الهرموني الحادث نتيجة عدم التبويض.

وعدم انتظام الدورة الشهرية ونزولها بشكل ضعيف، أو علامات أو نزولها فقط عن طريق تناول حبوب منع الحمل ( هرمونات )، مع وجود الشعر الزائد في بعض مناطق من الجسم بالإضافة إلى السمنة يشير إشارة واضحة إلى التكيس على المبايض، وهي حالة تعني احتباس البويضات تحت جدار المبيض السميك، وعدم خروجها مما يؤدي إلى تحوصلها، وهذا يؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات التي تفرز من جراب البويضة Estrogen & progesterone بعد خروجها المفترض من المبايض.

وكما قلنا فإن السبب الرئيسي في حدوث التكيس هو الوزن الزائد، وبالتالي يمكنك إتباع برنامج غذائي يشمل الحمية الغذائية، وممارسة الرياضة حتى ينقص الوزن في الشهور الستة القادمة لمحاولة ضبط الهرمونات، وضبط الدورة الشهرية مع تناول أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميًا بعد الغذاء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الإنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في مساعدة المبايض على التبويض الجيد، وعلاج التكيس.

ومع عدم ذكر الوزن في الاستشارة، وإذا كنت تعانين من سمنة مفرطة، فالحل لا يأتي إلا من خلال عملية قص المعدة sleeve، أو العودة إلى ريجيم جاد من خلال الإكثار من الخضروات والحبوب والمشوي من الدجاج، والأسماك حتى يصل الوزن إلى الوزن القياسي.

كذلك فإن كسل الغدة الدرقية من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ضعف التبويض، ولذلك يجب فحص هرمونات الغدة الدرقية TSH & Free T4، وتناول العلاج المناسب حسب التحليل مع فحص هرمون الحليب prolactin، وأخذ العلاج المناسب حسب التحليل.

والغرض من استخدام حبوب منع الحمل هو وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية، وتنظيم الدورة الشهرية، وبالتالي يجب تناول حبوب منع الحمل ياسمين، أو كليمن لمدة 3 شهور متتالية مع التوقف عند انتهاء الشريط حتى تنزل الدورة، ثم تناول الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ يوميًا من اليوم الـ 16 من بداية الدورة حتى اليوم الـ 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات، والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس، ويساعد على ظهور الشعر في الوجه والصدر مثل: total fertility ويمكنها أيضا تناول كبسولات اوميجا 3 أيضا يوميًا واحدة مع تناول حبوب فوليك اسيد 5 مج، وفيتامين (د) حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل؛ لأنها مهمة لتقوية العظام، وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد مع تناول الغذاء الجيد المتوازن، ولا حاجة لك في تناول الأسبرين.

كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والمرمية وهناك أيضا حليب الصويا، وقد تم استخراج كبسولات فيتو صويا منه، وتستخدم لعلاج التكيس، وتحسين التبويض، وإذا لم تنتظم الدورة فهناك عملية جراحية بالمنظار لتثقيب المبايض، والمساعدة في علاج التكيس، وضعف التبويض مع إعادة التحاليل، وهي -DHEA -- FSH - LH -- PROLACTIN- TSH- ESTROGEN -TESTOSTERONE، ثانى أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE، في اليوم الـ21 من بداية الدورة، وعمل سونار على المبايض، والرحم، وعرض نتائج التحاليل، والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.

ولصيام رمضان لك البدء في تناول حبوب ياسمين من الآن، والتوقف عنها نهاية شهر الصوم وبدء العلاج في نفس الوقت.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. منصورة سالم استشارية أمراض النساء والولادة وطب الأسرة
وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرحبًا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك عاجل العافية.

الحيض - أيتها البنت الكريمة – أقله يوم وليلة عند أكثر العلماء، وأكثره خمسة عشر يومًا، فإذا نزل منك دمٌ واستمر يومًا وليلة، ولم يتجاوز خمسة عشر يومًا، فهذا كله حيض، إذا كان قد فصله عن الدم السابق له خمسة عشر يومًا، أو أكثر، وانقطاع الحيض عنك لفترات طويلة أمرٌ معهود عند النساء.

أما إذا تجاوز الدم خمسة عشر يومًا، فإنه بذلك يتبين لنا أن المرأة مستحاضة، والمستحاضة ترجع إلى عادتها إذا كان لها عادة معروفة، فتحسب تلك الأيام وتعتبر نفسها حيضة فيها، فإذا انتهت اغتسلت وصلَّت وصامت ولو مع نزول الدم.

هذا إن زاد عن خمسة عشر يومًا، أما إذا نقص عن يومٍ وليلة فإنه ليس بحيض عند العلماء، وهو الذي نُفتي به في موقعنا، ولكن نقصد بيوم وليلة ولو متقطعة، يعني بأن يجتمع من مجموع الدماء النازلة أربعةً وعشرين ساعة، والذي فهمناه من كلامك أنه قد حصل الدماء إذا اجتمعتْ منها أربعةٌ وعشرين ساعة أو أكثر، ومن ثم فكل هذه الدماء حيض.

والطهر الذي يتخلله طهر؛ صحيح عند أكثر العلماء، فإذا اغتسلت بعد انقطاع الدم الأول صلَّيت وصُمتِ، فإن عبادتك تقع صحيحة، ولا تُلزمين بقضائها.

أما الصفرة والكدرة فإنها لا تُعدُّ حيضًا إلا في حالتين: الحالة الأولى إذا جاءت في أيام العادة، والحالة الثانية: إذا كانت متصلة بالدم، ولو في غير أيام العادة، وما عدا ذلك فإن الصفرة والكدرة ليست حيضًا.

هذا ما نُفتي به في موقعنا من خلاف كثير بين العلماء، نرجو بذلك أن تكون الأحكام الشرعية قد اتضحت لك، وننصحك بالإعراض عن الوساوس وتجاهلها فإنها شرٌ عظيمٌ، ولا علاج لها أمثل ولا أحسن من الإعراض عنها بالكليَّة.

نسأل الله تعالى أن يفقهك في دينه، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً