الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اضطرابات الدورة ولا أستطيع التمييز بين الحيض والاستحاضة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله..

أنا فتاة غير متزوجة، عانيت في الفترة الأخيرة من اضطرابات في الدورة الشهرية، فأصبحت تأتيني 3 أو4 مرات في الشهر، وبدون أعراض الدورة، أي غير مصحوبة بالألم، وعلى شكل إفرازات دموية أو بنية -أعزكم الله-، وأحيانا تستمر إلى فترات طويلة قرابة الأسبوعين، وقرأت عن الفرق بين الحيض والاستحاضة، ولكن لا زلت لا أستطيع التمييز بينهما، وأصبحت في حيرة من أمري هل أصلي أم لا؟

والآن نحن مقبلون على شهر رمضان المبارك، وأخشى كثيرا على صيامي، وأيضا عندما أمارس رياضة حادة، أو القفز، يبدأ نزول الدم، لا أعلم هل للرياضة دور فيما يحدث لي، أم قد أكون مصابة بمرض -لا قدر الله-؟ مع العلم أني لا أستطيع الذهاب إلى المستشفى في الوقت الراهن.

أفيدوني جزاكم الله عنا خير الجزاء.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما يحدث لديك من نزول الدورة مصحوبة بنزف شديد وزيادة في عدد أيام الدورة وتكرارها في الشهر أكثر من مرة يسمى غزارة الدورة، أو (polymenorrhagia)، ويحدث ذلك بسبب الخلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية، حيث يصبح هرمون الأستروجين وحده هو المسؤول عن الدورة، ويقل كثيرا هرمون البروجيستيرون، الذي من المفترض زيادته بعد التبويض، حيث يفرز ذلك الهرمون من جراب البويضة، وهذا الخلل يؤدي إلى زيادة سماكة بطانة الرحم على حساب النمو الطبيعي للبطانة، وإلى النزيف المتكرر، وزيادة عدد أيام الدورة الشهرية.

والفترة ما قبل التبويض يكون فيها هرمون الأستروجين في أعلى مستوياته، وهرمون البروجيستيرون قبل التبويض يكون أقل ما يمكن، وفي تلك الأثناء فإن سمك بطانة الرحم تكون أكبر.

ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى غزارة الطمث: وجود ما يعرف بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS)، كذلك فإن زيادة نشاط الغدة الدرقية، أو الكسل في نشاطها يؤدي إلى تلك الأعراض، ولذلك وعند وجود الفرصة والوقت المناسب للذهاب للمستشفى، يمكنك فحص صورة دم CBC، وفحص هرمونات الغدة الدرقية TSH-- FreeT4، وهرمونات الغدة النخامية، وهرمونات المبايض، وعمل سونار على الرحم والمبايض، وأخذ العلاج المناسب حسب التحليل والأشعة.

ولكن في الوقت الحالي، ولإعادة التوازن الهرموني وتنظيم الدورة الشهرية: يمكنك تناول حبوب ياسمين التي تحتوي على هرموني إستروجين وبروجيستيرون لمدة 3 شهور، مع التوقف بعد انتهاء الشريط الأول حتى ولو في أيام رمضان، ثم بعد انتهاء الدورة الشهرية والطهر منها البدء في الشريط التالي، ثم تناول حبوب دوفاستون التي تحتوي على هرمون بروجيستيرون صناعي Duphaston 10mg، وتؤخذ قرصا واحدا مرتين يوميا من اليوم الـ16 من بداية الدورة وحتى اليوم الـ26 من بدايتها، ثم تتوقفين عنه حتى تعطي الفرصة للدورة بالنزول، ويتكرر ذلك لمدة 3 شهور أخرى، وفي حالة نزول الدورة الشهرية بغزارة مثل الفترة السابقة؛ يمكن أخذ أقراص بروفين 600 مج بداية من اليوم الرابع للدورة وحتى يرتفع الدم -إن شاء الله-، وبالتالي سوف تنتظم دورتك الشهرية، ولا داعيَ للقلق أو الخوف ومن الأدوية التي تناسب علاج غزارة الدورة الشهرية وتكرار النزيف Ormeloxifene 30 mg، ويؤخذ مرتين أسبوعيا لمدة شهرين، ثم مرة واحدة أسبوعيا لمدة 4 شهور.

وليس لممارسة الرياضة علاقة بحدوث النزيف، بل السبب هو الخلل الهرموني، ومع تناول العلاج سوف تنتظم الدورة الشهرية، مع تناول كبسولات فيتامينات مثل Materna ، وكبسولات فيتامين د الأسبوعية 50000 وحدة دولية، وحبوب كالسيوم وحبوب Ferose F مرة واحدة يوميا، والتغذية الجيدة المنتظمة، وسوف يمن الله عليك بالشفاء -إن شاء الله-.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.
_______________________________________________

انتهت إجابة الطبيبة/ منصورة فواز -طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة-.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
_______________________________________________

مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله لك العافية.

من الناحية الشرعية:
إذا استمر نزول الدم معك إلى 15 يوماً؛ فهذا كله حيض، لأن أكثر الحيض 15 يوماً، وكذا لو تقطع خلال هذه المدة -وهذا الذي ظهر لنا من كلامك- أنه لم يتجاوز 15 يوماً، ومن ثم فجميعه حيض تعطيه أحكام الحيض، فتتركين الصلاة والصوم، وإذا حدث معك هذا في رمضان فيلزمك الفطر لأنك حائض.

أما الصفرة أو الكدرة -أي الشيء البني الذي قلت عنه- فإن كانت تنزل متصلة بالدم؛ فحكمها كذلك حكم الدم في هذه الحالة، أي إذا كان مدتها مع الدم الذي اتصلت به لا يزيد عن 15 يوماً؛ فالجميع حيض.

وأما إذا كانت تنفصل عن الدم وخارج أيام العادة، بمعنى أن أيام عادتك أتتك كلها دماء، ثم بعد انتهاء أيام العادة ولو زاد الدم بعدها قليلاً بعد هذه الدماء انقطع انقطاعاً كلياً، ثم عادت الكدرة والصفر فكانت عائدةً بعد انقطاع، وكانت أيام العادة قد استغرقتها الدماء، ففي هذه الحالة الصفرة والكدرة ليست حيضاً، فيلزمك أن تتوضئي للصلاة بعد دخول وقتها إذا كانت تلك الكدرة والصفرة مستمرة في النزول، فتتوضئين للصلاة بعد دخول الوقت بعد الاستنجاء، والتحفظ بخرقة تمنع خروج النجاسة، وتصلين في الوقت ما شئت من الصلوات، فإذا جاء وقت الصلاة الأخرى أعدت الوضوء مرة ثانية وهكذا.

وتصومين لأن أحكامك أحكام الطاهرات، نرجو بهذا -إن شاء الله- أن يكون الحكم قد اتضح، فإن الصفرة والكدرة تعتريها هذه الأحوال التي بيناها لك.

وأما الدماء فظاهر كلامك أنه لم يتجاوز 15 يوماً، ولذلك لم نحب أن نخوض في تفاصيل أخرى، لأننا نظن أن هذا مطابق لسؤالك، فإذا كان الأمر على خلاف ما ذكرنا لك، فبإمكانك أن تضعي السؤال بطريقة أكثر وضوحاً، لأنك لم تبيني لنا المدة التي يأتي فيها الدم ابتداءً وانتهاءً على جهة التفصيل.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية المتوكله على ربها

    جزاكم الله خيرا أنا بي مثل هذه الحاله تماما لكني متزوجه والوضع أصعب للمتزوجات والله وحده المستعان

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً