الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دخلت برنامجا دراسيا ووجدته لا يتناسب مع قدراتي الأكاديمية، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

جزاكم الله خيرا على الموقع الرائد المتميز، والذي نجد فيه ضالتنا من استشارات مختلفة..

استشارتي لكم اليوم أني أعمل موظفا في إحدى المؤسسات الحكومية منذ 10 سنوات، وأنا خريج بكالوريوس اقتصاد، ولكن تم استيعابي في قسم الإحصاء، وبفضل الله تعالي وفقت في عملي بنسبة كبيرة، وقد أشادت الإدارة بذلك.

ولتطوير العاملين تم منحي فرصة عمل دراسات عليا دبلوما عاليا في الإحصاء بإحدى الجامعات، وتم تفريغي من العمل تماما مع استمرار مرتبي وحوافزي التي كنت آخذها، وقد بدأت الدراسة في شهر نوفمبر الماضي، ولكن وجدت الواقع الدراسي والمواد الإحصائية تختلف عن الواقع العملي، ووجدت صعوبة كبيرة في التحصيل الأكاديمي لهذه المواد.

المهم أن الفصل الأول قد انتهي، وكان به 6 كورسات، ونجحت في 4، والآن بدأ الفصل الثاني، ولدينا 6 كورسات أيضا، ولكن وجدت نفسي في ورطة كبيرة، إذ أني لا أفهم من المحاضرين في ثلاث مواد هي الإحصاء الرياضي، وتحليل تصميم النماذج، والانحدار الخطي، وهذه المواد تحتاج إلى أساس إحصائي لبعض المواد، وأنا والله في حيرة من أمري، حيث أني اشعر بعذاب الضمير أن مؤسستي قد دفعت لي الرسوم، ومرتبي مستمر، وبوضعي هذا لن أنجح في هذا الفصل، علما بأن جميع المواد 12 مادة للدبلوم العالي، وعلي النجاح في 9 مواد وبنسبة نجاح 60% في كل مادة.

وقد رسبت في الفصل الأول في مادتين، وتبقت لي مادة واحدة، وأنا محبط والله من المذاكرة، رغم أني حاولت أن أذاكر من المراجع، ولكن بدون جدوى، وجدت نفسي غير مواكب لهذه الدراسة، فهل أستمر فيها أم أخطر الإدارة بعجزي عن التحصيل الأكاديمي؟ وبماذا تنصحونني لكي أنجح وأحصل علي الشهادة وأرضي مؤسستي التي لم تقصر معي أبدا.

وجزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على سؤالك الذي عاد بي سنوات طويلة إلى مدرجات الدراسة، حيث تنتاب الطالب مثل هذه الأسئلة التي وردت في سؤالك، وخاصة عندما يواجه الطالب بعض الصعوبات الدراسية، بحيث يبدأ الطالب يعيد النظر هل هو يدرس بالقدر الكافي؟ أو كيف يمكنه تذليل الصعاب؟ وما هو توزيع الأوقات الأكثر مناسبة لتحسين الدراسة؟ وأسئلة كثيرة غيرها، تصبّ في نفس الموضوع.

ولاشك أن الله تعالى قد وهبك الكثير، فمن الواضح أنك تحب عملك وتتقنه، وهذا واضح من خلال سؤالك، ولاشك أن دراسة الإحصاء ليست بالسهلة، إلا أنها ليست بالمستحيل، ولاشك أنها تحتاج للجهد والتركيز.

ومن جهتي فإني أشجعك على مواصلة الدراسة التي بدأت، ولكن وأنت تدرس مواد الإحصاء فلابد لك من أن تقوم برعاية نفسك، ويكون:

أولا: بتقدير أنك قد غيّرت موضوع دراستك، فهذا بحد ذاته ليس بالأمر السهل، ومن هنا فلاشك أن عليك بالإضافة للدراسة والجد، من إعطاء هذه النفس حقها من الرعاية والاهتمام، وكما يقول الرسول الكريم "إن لنفسك عليك حقا".

إنك إن أعطيت نفسك حقها من العمل المنظم والهادئ، وحظها من الراحة والترفيه؛ كلما وجدت هذه النفس أكثر قدرة على العطاء والفهم والتقدم في هذه المواد. وقد تحتاج أن تسأل المدرسين لمساعدتهم في تذليل الصعاب، ولا عيب أبدا في هذا السؤال.

طبعا لا يوجد نظام واحد للدراسة والمذاكرة، وما ينفع طالبا قد لا يفيد طالبا آخر، فعليك أن تكتشف النظام الأكثر ملائمة لك.

وتذكر أن بعض الناس يميلون للنشاط والهمة العالية في فترة الصباح، بينما يميل البعض الآخر للنشاط في المساء، فانظر أي الوقت أكثر مناسبة لك، وحاول عندها أن تستفيد من هذه الأوقات.

ومن الناس من يميل للدراسة في جوّ خاص داخل البيت، وفي شيء من الهدوء، بينما هناك من يحب الدراسة أمام الناس في المكتبة العامة أو مكتبة الجامعة، فأيضا انظر أي الأجواء أكثر مناسبة لك، فاستغل هذه الأوقات.

وفقك الله، ويسّر لك، وجعلك ليس فقط من الناجين، بل من المتفوقين، وأعانك على دراسة الإحصاء، ونفع الله بك من عباده.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً