الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقنع أهلي بقبول الشاب الذي تعلقت به؟

السؤال

السلام عليكم...

أنا فتاة عمري 16 سنة، ارتكبت خطأ ندمت عليه، وهو أنني قمت بالتحدث إلى ابن عم والدي، والذي يبلغ من العمر 21 سنة، علمت أمي بأنني كنت أتحدث معه، فعاقبتني بشدة، لكن أبي لم يعلم بالموضوع.

المشكلة أن ابن عم أبي كان يتواصل معي بغرض أنه يريد التقدم إلي وخطبتي، ونحن نعيش في بلد غير البلد الذي يعيش فيه، لذلك جاء إلى بلادي ليتسنى له ما أراد، أخبرت أمي بذلك، لكنها رفضت بشدة، وقالت: إنهم قليلو التدين، ولم تعلم بأن ابن عم أبي قد التزم، وبدأ بالمحافظة على صلاته، وحفظ القرآن، وذلك من تأثيري عليه، وصحيح أنني قطعت التواصل معه، إلا أنني تعلقت به، وأدعو الله أن يكون من نصيبي، فهو يريدني ليرفع من مستواه الديني، وهو يقول إنني خير من الكثير من فتيات العائلة.

أنا لا أقول بأن ليس فيه عيوباً، كلا، فكل إنسان له عيوبه، إلا أننا خلقنا ناقصين لنكمل بعضنا، أنا خائفة بأن يعلم أبي أنني كنت أتكلم معه، لكن ما يحزنني أنه يحاول بكل الطرق تغيير صورته عند أهلي.

سؤالي هو: هل من الصواب أن يخطبني الآن، أم يقوم بالتحدث إلى أخي الكبير أولاً؟

هذا الموضوع جعلني أشعر بالضيقة الشديدة، أحس بالذنب، وأشعر بالحزن عليه، ولا أعرف كيف أتصرف، فقد تحمل هو تكلفة السفر وحاول جاهداً تغيير نفسه للأفضل، آسفة على الإطالة، لكنني حقاً أحتاج النصح والإرشاد، أفيدوني أفادكم الله، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الخنساء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنيئاً لمن عرفت الخطأ ثم تابت منه إلى الله، وندعوكِ إلى صدق التوبة، وقطع وسائل الاتصال، والقرب من الوالدة لكسب ثقتها، ونتمنى أيضاً أن يُستر الموضوع عن الوالد وعن سواه من العائلة ومن الناس.

أما بالنسبة لتكرار المحاولات، فينبغي أن تكون من جانب الشاب، فلا بد لمكثر القرع للأبواب أن يلجا، عليه أن يأتي بأصحاب الوجاهات من العائلة، وأن يظهر لإخوانك ولأهلك التزامه وسمته الديني وتغيره وسيره على الطريق الذي يرضي الله -تبارك وتعالى-، وإذا كان مصراً ومستمراً وله رغبة أكيده، فلن يمانع من طرق الباب مرة ومرات حتى يحصل على ما يريد.

ونحب أن نؤكد لك أن خروجك من هذه المسألة وعدم حديثك عن الشاب، من الأمور الأساسية في موافقة العائلة؛ حتى لا يدفعهم العناد إلى رفضه حتى لو كان مناسباً، وإذا كان الشاب قد رجع وأصبح صاحب دين وصاحب خلق، وتجدين في نفسك ميلا إليه، فلا مانع من إكمال المشوار، شريطة أن تحصل التوبة من الطرفين، وأن يحصل التوقف من الطرفين؛ حتى توضع العلاقة في إطارها الصحيح، فإن البداية لن تكون صحيحة، لأن البداية هي أن يطرق الباب ويطلب يدك ثم بعد ذلك تأتي مرحلة النظرة الشرعية والتواصل والسؤال والتنسيق والتفاهم، هذا كله يوافق ضوابط الشرع الحنيف، مع ضرورة أن يهتم الإنسان أيضاً بالعادات وبما ألفه الناس في حياتهم، ونسأل الله أن يعينك وأن يعينه على الخير.

والمسألة تحتاج إلى صبر منه وإصرار، وأما أنت فلا ننصح أن تتحدثي في هذا الوقت عن هذا الموضوع، ونتمنى أن تتواصلي معنا لنقرر سوياً حسب التطورات كيف يكون التصرف الصحيح، لكن في هذه المرحلة أتمنى أن تكون المبادرات منه، الاقتراب من إخوانك، يعرفهم عن نفسه، وأتمنى أن لا يستعجل، إنما يأتي معهم، فسيرون منه دينه وخلقه، وبعد ذلك، بعد أن تدوم هذه المعرفة، يبدأ يطلب ما يريد، بعد أن يكون قد كون صورة حسنة، والصورة الحسنة كفيلة بإضفاء وتغيير النمط السالب، والصورة السالبة، التي ربما رسخت في أذهان عائلتك تجاه الشاب وعائلته، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير.

وندعوك في الاستمرار في الدعاء والتوجه إلى رب الأرض والسماء، والمحافظة على حجابك، وعدم التواصل معه ولا مع غيره، حتى تتضح الأمور وحتى توضع العلاقة في إطارها الشرعي المُعلن، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً