الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من دوخة لا تدوم أكثر من دقيقة مع نزول في الوزن، فما تفسير ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

أبلغ من العمر 34 عاما، وأعاني منذ سنة تقريبا من: دوخة أو دوار لا يدوم أكثر من دقيقة، قمت بعمل أشعة مقطعية للرأس خلال أقل من سنة مرتين.

وللعلم: المرة الثانية كانت بطلب مني، وكانت النتيجة والحمد لله سليمة، وقد تكررت معي الحالة خلال السنة 3 مرات، أذهب للطوارئ، ويتم إعطائي إبرة، ومن ثم أخرج.

قابلت أخصائي الأنف والأذن والحنجرة، وقال: لا يوجد شيء، قابلت أخصائي مخ وأعصاب، وقال: كل شيء طبيعي من خلال الأشعة، وللعلم حصل لي انزلاق غضروفي، ونزل وزني خلال شهرا تقريبا 6 كيلو، وعندما أزن بالميزان الديجيتال الأوزان قريبة من بعضها، أما الميزان العادي فيوجد فيه فرق 2 كيلو (لدي ميزانان في البيت).

علما بأنني أصبحت أشكو من أعراض كثيرة، وأبحث في النت وأي شيء أجده أشتكي منه؛ حتى أن أهلي في البيت أصابهم الملل من كثرة شكواي، وقالوا لي: اذهب لأخصائي نفسي.

الرجاء المساعدة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد المجيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكواك الرئيسية هي: هذه الدوخة أو هذا الدوَّار الذي لا يدوم لأكثر من دقيقة، وأنت قمتَ بمقابلة الأطباء المختصين، الأنف والأذن والحنجرة، وكذلك الأعصاب، وكلاهما وبعد إجراء الفحوصات اللازمة أثبتا لك أنه لا توجد لك علة عضوية واضحة، وقطعًا أخصائي الأعصاب ربما تكون قد ذكرت له موضوع الانزلاق الغضروفي.

إذًا لا يوجد سبب عضوي لحالتك، وأنت بجانب هذه الدوخة تعاني أيضًا من نقص في الوزن، وأصبحتْ لك شكاوى، وهي تكرار عملية الوزن، وبدأتَ البحث في النت، وهذا أدى إلى ما يُعرف بالمراء المرضي، يعني كل ما تقرأ عن مرضٍ تشتكي منه، من أعراضه، وهذا بالفعل حالة مملة لمن حولك.

الذي أقوله لك: إن حالتك بالفعل نفسية، غالبًا يكون عندك نوع من الاكتئاب النفسي، ما دام هناك نقص في الوزن، فالذهاب لمقابلة الطبيب النفسي أراها مهمة وضرورية؛ لأنك تعيش وضعا من الوسواس القهري يتعلق بتكرار الوزن.

وفي ذات الوقت واضح أن لديك شعورٍا بعسر المزاج، وهذه حالة اكتئابية، وسوف يقوم الطبيب بأخذ التاريخ المرضي بتفصيل، وشيء من الحوار معك، وبعد ذلك - إن شاء الله تعالى – يصل الطبيب إلى التشخيص الأكيد، ويضع لك الخطة العلاجية، والتي غالبًا ما تكون في شكل إعطاء دواء محسِّنٌ للمزاج، ومضادٌ للوسواس، ومُحسِّنٌ للوزن، وتحتاج أيضًا لنوع من العلاج والإرشاد السلوكي، وهذا أيضًا سيفيدك - إن شاء الله تعالى -.

خدمات الطب النفسي ممتازة جدًّا في دولة قطر، وما دمت تعيش هنا فإني أنصحك أن تحضر إلى قسم الطب النفسي الموجود قُرب دوّار الجيدة، فقط أحضر تحويلاً من المركز الصحي - أو من أي طبيب – وسوف تُعطى مواعيد قريبة، وسوف يقوم أحد الأطباء بمقابلتك، وإن شاء الله تعالى تُحلُّ هذه الصعوبات التي تعاني منها تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً