الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من دواء أو مهدئ يريحني مما أنا فيه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة، منذ مدة غير بسيطة وأنا أعاني من خوف، قلق، توتر، حالتي المزاجية دائما متعبة، وضيقة في الصدر لا تطاق بسبب ظروفي، فأبي -الله يهديه ويسامحه- إنسان قاس جدا علينا نحن البنات في البيت، ممنوع الخروج، والتنزه، وزيارة الصديقات وحتى الأقارب، أشعر كأني في سجن وعزلة، إضافة إلى أنه فظ التعامل، وقاس، وشكاك، ويقذفنا بالطالع والنازل، وقد سبب ذلك خوفي من كل شيء، أنا إنسانة طبيعية، لي حاجات ومطالب، أريد أن أتنزه وأخرج وأنجز، وقد منع عني فرصا للزواج كانت لا تفوت، والآن أنا قلقة وخائفة ودائمة الوسوسة والبكاء.

وقد بدأت عندي أعراض مؤخرا، فأصبحت لا آكل ولا أستطيع أن أشم رائحة الأكل، أشعر برجفة في جسمي، بكاء مستمر، أستيقظ من نومي مفزوعة وأبكي، والنوم بالكاد يأتي، وإن أتى يكون غير منتظم، وبأوقات سيئة.

هذه الأعراض مؤخرا جعلتني أشعر بأني على حافة الجنون، أريد اسم مهدئ أو دواء يخفف ما أنا به، أرجوكم بعد الله أريد حلا، فبسبب ظروفي لا أستطيع أن أذهب لدكتور نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مهما كانت المشاعر سلبية نحو الأسرة ونحو الوالدين لا بد أن يتحلى الإنسان بالصبر، والمودة هي أخذ وعطاء، وأقصد بذلك المودة والرحمة التي يجب أن تعم الأسر.

وبصفة عامة فالآباء والأمهات حبهم غريزي لأبنائهم ولبناتهم، وفي بعض الأحيان بالفعل قد يقسوا بعد الآباء أو الأمهات على أبنائهم وذلك من سوء فهم، أو خطأ في المنهج التربوي، أو نسبة لموروثات خاطئة وقبيحة خاصة حيال البنت.

أنا أريدك أن تكوني لبقة، وأن تكوني ذكية، تتعاملين مع والدك على هذا الأساس، حاولي أن تجعلي الأمور أكثر هدوءاً، لا تبدي غضبك، لا تبدي ضجرك، لا تبدي حزنك، لا تبدي احتجاجك لمدة أسبوعين على الأقل، كوني هادئة جداً، تعاملي مع والدك برحمة ورأفة وبر ومودة، هذا سوف يبدل مشاعره كثيراً نحوك، وبعد ذلك اعرضي أفكارك، وقدمي مطالبك بهدوء وبمعقولية، وما يكرهه والدك لا تقدميه، أو لا تطلبيه منه إلا إذا كان مزاجه حسناً.

أنت الآن في حالة من عدم القدرة على التوائم والتكيف رفع من معدل العصبية لديك، وهذا مما يضعف مقدرتك على التواصل مع أسرتك، وقد يفيدك هنا تناول دواء بسيط مضاد للقلق، ربما يفيدك عقار مثل فلوناكسول، والذي يعرف علمياً باسم فلوبنتاكسول، أعتقد أنه سيكون مفيداً، والجرعة هي أن تبدئي بحبة واحدة، قوة الحبة نصف مليجرام تناوليها لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة صباح ومساء لمدة شهر، ثم حبة مساء لمدة شهر آخر ثم توقفي عن تناول الدواء.

وفي ذات الوقت أيضاً لا أريدك أن تجعلي أفكارك السلبية حول أسرتك هي شغلك الشاغل في الحيز الضيق من الحرية المتوفر لك داخل البيت، حاولي أن تضيفي إضافات إيجابية للأسرة المشاركة في شأن الأسرة كلمة طيبة، ترتيب المنزل، هذه المشاركات في حد ذاتها هي خطوات عملية مفيدة سوف تغير من قناعة ذويك.
فـأرجو أن يكون هذا هو منهجك، وعليك بالصبر، عليك بالاستغفار، والأمور إن شاء الله تعالى ستتحول وتتغير وتتبدل إلى ما هو إيجابي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب الشيخ المجدوب المغربي

    لزم ديمن المزج بين العلاج العضوي او النفسي مع الرقية الشرعية والطب البديل والطب النبوي
    لان اغلب امراض نفسية سببها الجن وعوارض شيطانية
    التي تضغط على خلايا المخ للتحم في الانسان وهدا الضغط المستمر يسبب في امراض الانهيار العصبي والاكتءاب وحتى الفصام
    وقد عالجنا حالات امزجنا فها بين ادوية الطب النفسي
    متل الامبتريبتيلين
    هدا العقار القهار الدي ليست له مضاعفات سلبية ومازال مند الربعين سنه العقار العملاق في علاج امراض انهيار العصبي والاكتءاب وبين الرقية الشرعية سماعا وشربا واستحماما ودهانا حتى الشفاء
    وماالشفاء الا من الله
    فلابد ايضا للمريض او لانسموه مريضا صاحب الحالة ان يكون ايمانه بالله قويا يؤدي واجباته الدينية على وجهها وان لم يستطع فليقاوم ولايياس ويبحت ديمن عن حلول وان يكن شجاعا صبورا وكتير الدعاء
    والسلام عليكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً