الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من فقدان الشعور بالواقع.. فما هو العلاج غير الدوائي؟

السؤال

السلام عليكم...

أنا طالبة متخرجة من الثانوية، عانيت قبل سنة من جرثومة المعدة، وكان يصاحبها ألم شديد، ولكن ذهبت للمستشفى، وصرف لي علاجاً -والحمد لله- انتهى الأمر، ولكن الآن دخلت بأعراض نفسية شديدة، لم أعد أتحملها، لا أشعر بالواقع، أشعر بالذنب الدائم، ورغبه بالبكاء، ذهبت للمستشفى مرة أخرى، وصرف لي نفس العلاج مع علاجين آخرين، كان أشبه بالكابوس، وفترة الاختبارات لم أكن أنام فيها نهائياً، ولو نمت يكون النوم عبارة عن كوابيس.

أخبرت أمي بالموضوع، فقالت لا أستطيع أن أخاطر بك وأصرف لك علاجاً نفسياً دوائياً وأنت صغيرة، الأمر سيسوء!

هذا الأمر يقلقني كثيراً، يبدأ على شكل ضيقة شديدة بالحلق والصدر، بعدها لا أشعر بالواقع، وكثيرة النسيان، وأشتكي من أذني كثيراً، وأعاني من عدم الاتزان، ونظري ضعيف بشكل كبير، مع العلم أنني مصابة بالحول، أريد حلاً -جزاكم الله خيراً- فأنا أحاول الخروج مرة أخرى لمخالطة الناس بعد اعتزالي لهم لمدة سنتين، لا أخرج من المنزل أبداً، ولا أتحدث أبداً، هل الجرثومة تسبب كل هذه الأعراض؟ هل أستطيع أن أقوم بأي علاج غير العلاج الدوائي؟ فأنا أريده آخر حل لي -بإذن الله- لأنني -والحمد لله- أشعر بالرضا والراحة وقت الصيام كثيراً، وعندما آكل ترجع لي الأعراض، وأقرأ ولكنني لا أفهم، ولا أستطيع التركيز في شيء، أريد أن أعالج نفسي؛ لأن عندي أملا بالله، ولكن لا أعرف من أين أبدأ؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيعرف أن الإصابات الجرثومية وكذلك الفيروسية قد ينتج بعدها حالة من الشعور بالإحباط والقلق النفسي، وكذلك الشعور بالضجر وعدم راحة البال، أعتقد أن هذا هو الذي حدث لك بعد الإصابة بجرثومة المعدة، نتجت عنها هذه الحالة الاكتئابية المؤقتة.

هذه الظاهرة معروفة، وهذه الحالات غالبًا تنتهي تلقائيًا بعد أربعة إلى ثمانية أسابيع من بدايتها، فاجتهدي إلى أن تكوني إيجابية، وأن تُصرِّي على تنظيم وقتك، وأن تتخلصي من القلق عن طريق تطبيق تمارين الاسترخاء، ارجعي إلى استشارة بموقعنا التي هي تحت رقم (2136015)، وكوني متفائلة.

أنا أؤكد لك أن الحالة مؤقتة، هذا شيء مثبت، وفي بعض الأحيان نعطي علاجات دوائية بسيطة مضادة للقلق لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وهذا - إن شاء الله تعالى – يعجل بالشفاء، لكن موقف والدتك من العلاج النفسي يجب أن يُقدَّر، هي تريد لك كل خير، فحاولي أن تتحملي، وأن تكوني إيجابية – كما ذكرت لك – وطبقي تمارين الاسترخاء، و-إن شاء الله تعالى- تصومين على خير، ورمضان هو موسم الخيرات، تزول فيه الكروب والهموم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً