الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بضعف جسمي ونحافته بعد أن كنت نشيطا متفائلاً، فما سبب ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدأت أمارس الرياضة بشكل منتظم، وتغير شكلي إلى الأفضل، أعني بشكلي هو شكل جسمي؛ لأنه ظهرت لدي القوة العضلية بشكل كبير؛ لأني كنت نحيفًا قبل ذلك، وعشت أفضل سنين عمري في هذه المرحلة، وكنت نشيطًا ومتفائلا جدًا، وفجأه تحول الحال إلى الأسوء، أصبحت لا أستطيع حمل الأثقال، وذبل جسمي، وضعف فجأة.

بعدها بدأت أعاني من الوسواس، ونصحتني أمي أن أذهب إلى أحد الرقاة؛ حيث قال لي: إني ممسوس نتيجة الحسد، ثم تطور الأمر معي إلى الوسواس القهري؛ لأني أربط أي شيء بالموت؛ حيث إني إذا شعرت بألم في بطني مثلاً تخيلت اني سوف أموت أو صداع أقول في نفسي أني سوف أموت انقلبت حياتي إلى جحيم، ولا أعرف ما حدث لي.

علمًا أن أعاني من وسواس الموت منذ حوالي ثلاث سنوات، ولا أعرف السبيل، وكنت من أفضل الرياضيين في مجموعتي، ولكني الآن أعاني من الأسوء؛ لأني لا أستطيع النوم خوفًا من الموت، مع علمي أنها فكرة تافهة، لكني لا أستطيع أن أكف عنها.

أريد منكم لو تكرمتم أن تردوا على معاناتي؛ لأني أقسم بالله، أعاني بشدة وحياتي تدمرت، ومستقبلي الجامعي ينهار؛ لأني أرسب بسبب ذلك.

عندما أفعل أي شيء جيد مثل الصلاة أو قراءة القرآن أظن أني سوف أموت أو أفعل الخير أني سوف أموت هذا هو حالي، مع العلم أني لا أستطيع أن أخبر عائلتي؛ لأنهم غير مقتنعين، أو سوف يسخرون مني.

شكرًا لكم على تعبكم معنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه وساوس، وكما تفضلت هي وساوس الخوف من الموت، وأنت لديك روابط واضحة تثير لديك هذا الشعور، هذا الوسواس يعالج من خلال تحقيره وعدم الالتفات إليه، وأن تنخرط في الأنشطة الحياتية اليومية حتى لا تدع مجالاً للفراغ؛ لأن الفراغ، وعدم استغلال الوقت بصورة جيدة هي من الأشياء التي تجعل هذه الوساوس تشتد وتزداد وتسيطر على الإنسان.

إذاً صرف الانتباه يكون من خلال حسن استغلال الوقت، العلاج الآخر وهو علاج ضروري وهام، وربما يكون الأفضل هو العلاج الدوائي، إذا كان عمرك أكثر من 18 عاماً، فيمكن أن تتناول أحد الأدوية المضادة للوساوس من هذا النوع، ومن أفضل هذه الأدوية عقار مودابكس، والذي يسمى أيضاً لسترال، واسمه العلمي سيرترالين، وهو متوفر في مصر، يمكنك أن تتواصل مع طبيب نفسي، وأنا متأكد أنه سوف يصف لك هذا الدواء، أو دواء آخر من الأدوية النافعة.

إذا كان قرارك هو تناول المودابكس، فالجرعة هي 50 مليجراما تبدأ بها ليلاً تتناولها بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك تجعلها 100 مليجرام، أي حبتين ليلاً، وتستمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، ثم تجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم تتوقف بعد ذلك عن تناول هذا الدواء.

هذا هو الذي أنصحك به، وأنا متأكد أن هذا النوع من الوساوس سوف يزول مع تناول الدواء، وصرف الانتباه، وتحقير الوسواس، وعدم الالتفات إليه، وعليك بالدعاء -أخي الكريم- واحرص على الصلوات في المسجد، هذا أيضاً يمثل دعماً نفسياً كبيراً بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً