الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما تركت حبوب الحساسية تعود من جديد.. فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم.
أولاً: أشكر لكم جهودكم الجبارة في الإجابة على أسئلتنا، وجزاكم الله خيراً.

أنا أعاني من حساسية في كل جسمي منذ أكثر من شهر، ذهبت إلى الطبيب، وأجريت تحاليل الدم، وكانت سليمة -ولله الحمد-، وقال ربما من بعض المأكولات أو العطور أو الكريمات أو النباتات في المنزل، لكن ليس لدي أي شيء جديد في المنزل، فأكلي حالياً هو أكلي سابقاً، ولم يتغير أي شيء، وصرف لي حبوب هستوب، واستخدمتها، ولكن إن تركتها يوماً واحداً تعود الحساسية، وأنا منذ شهر وأكثر على هذه الحالة، فما السبب؟ كما أنني أعاني أيضا من "رفيف" في جانب قدمي، أكثر ما أحس به وقت الصلاة، على ماذا يدل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتصور أن ما تعانين منه –أختنا الكريمة- هو ما يعرف بمرض الأرتيكاريا أو الشري، وهو في العادة يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد, وانتفاخات, واحمرار, وحكة, أو وخز, وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى, وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوباً بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء, ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس, واضطرابات, وألم في البطن, ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:

النوع الحاد: والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع, وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية, أو تناول بعض المأكولات, أو الأغذية المحفوظة، مثل السمك والبيض والمكسرات والكيوي وغيرها، أو تناول بعض العلاجات, ومن أهمها المضادات الحيوية, والتطعيمات, أو بسبب لدغ الحشرات, وبالأخص النحل والدبابير.

النوع المزمن: يلازم المريض فترات طويلة, ولا يوجد سبباً واضحاً لحدوثه, وفي الغالب يكون هناك خللاً مناعياً يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد, وربما الأنسجة الأخرى, والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.

في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءاً من أعراض بعض الأمراض المناعية, مثل الذئبة الحمراء, أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية, مثل أمراض الغدة الدرقية.

وتوجد بعض أنواع الأرتيكاريا أو الشري غير التقليدية, أو ما يعرف بالأرتيكاريا المادية أو الفيزيائية, مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء أو الضعظ على الجلد, أو بداية التعرق, وتغير درجة حرارة الجسم.

وعلاج الشري أو الأرتيكاريا يكون بوصف بعض مضادات الهستامين من الجيل الحديث مثل: (fexofenadine 180 mg, Deslorstidine 5mg, Levocetrizine 5mg) ويكون ذلك كافياً في أحوال كثيرة، ولا تقلقي من استخدام أحدهم لفترة طويلة نسبيا, ويمكن إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مثل: (Hydroxyzine 10 mg) مرة واحدة مساء، إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل, أو مرض, رغم استخدام الأنواع الحديثة بمفردها.

وأنصح أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص, وأيضا للتأكد من التشخيص, وسبب حدوثه, وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة, وفحص الجلد, وطلب بعض الفحوصات المعملية, أو الإجراءات الأخرى اللازمة, وتوجد بعض العلاجات الأخرى على حسب استجابة المريض.

وفقكم الله, وحفظكم من كل سوء.
------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. محمد علام -استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية-،
وتليها إجابة: د. محمد عطية إبراهيم -استشاري طب عام وجراحة وأطفال-.
-----------------------------------------------
لا أدري ماذا تقصدين بالرفيف في جانب القدم، ربما المقصود رعشة في القدم عند الوقوف مدة طويلة، وربما يحتاج ذلك إلى فحص صورة دم، وفحص وظائف الغدة الدرقية، وتناول العلاج المناسب حسب نتيجة التحليل، مع تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية، وحقن نيوروبيون التي تحتوي على فيتامين ب المركب؛ لتقوية الأعصاب، أو تناول كبسولات رويال جلي وكبسولات أوميجا3 يومياً، واحدة لمدة شهرين على الأقل، مع التغذية الجيدة وممارسة الرياضة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً