الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من رجفة وإسهال ورهبة عند خروجي من البيت.

السؤال

السلام عليكم

قبل ثلاث سنوات كنت أعاني من أعراض شديدة، ومنها اضطرابات في النوم، وقلته، وعدم التعمق فيه، أيضاً قلة التركيز، وكنت آكل ولا أستطعم الأكل، وأعاني أيضاً من أفكار، وهلوسة، وعدم الإحساس بالحياة، وتنميل، وتعب جسمي، وعدم وضوح في الرؤيا (نقط ودوائر عندما أشاهد أي شيء، خاصة الأشياء البعيدة) خلال هذه السنة تغيرت حالتي كثيرًا -ولله الحمد- اختفت كثير من الأعراض بنسبة 80بالمائة.

حاليًا أنا مرتاح، وآكل وأنام جيدًا -ولله الحمد- والمشكلة أنني لا أستطيع الخروج لوحدي بعيدًا عن محيط البيت إلا مع أخي، فأنا أتعرض لرجفة شديدة، وإسهال شديد في وقتها، ورهاب نفسي، ودقات قلبي قوية، وحالة هيجان، وهلوسة، وعدم إحساس بنفسي (لا أستطيع التحكم والسيطرة على نفسي).

لا أعلم ماذا أفعل؟ تعطلت حياتي، ولا أستطيع أن أذهب للعمل وأن أتزوج، فما هي هذه الحالة، وكيف معالجتها -بإذن الله-؟

علمًا بأن حالتي النفسية خلال السنة هذه ممتازة، وأضحك وأسولف مع أهلي -ولله الحمد-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من قلق المخاوف، وخوفك معظمه من النوع الاجتماعي، ولديك أيضاً ما يعرف برهاب الساحة، أي الخوف من الذهاب إلى الأماكن البعيدة وحدك بعد أن تفقد أمان المكوث في البيت، واضطرابات النوم ناتجة من القلق.

الشيء الذي استوقفني هو مشاعرك السلبية جداً حول نفسك، قولك لا أستطيع أن أذهب إلى العمل، أو أن أتزوج، هذه مشاعر سلبية محبطة جداً، عليك أن تنظر إلى نفسك بصورة أكثر إيجابية، وأن تسترشد بالجيدين من الأصدقاء والأهل، وأن تكون لك إخوة وتواصل وزمالة مع الفاعلين من الناس، وأن تغير تفكيرك حول نفسك.

حالتك هي مجرد حالة خوف اجتماعي مع قلق، وعدم الشعور بالفاعلية الذاتية، هذه مشكلة ومشكلة رئيسية، لا تقيم نفسك بهذه الصورة السلبية، لا تحقر نفسك، فليس هناك إنسان أفضل من إنسان إلا بالتقوى، فكن من المتقين أيها الفاضل الكريم.

طور نفسك، واعلم أن العمل ضروري جداً، وكذا الزواج ضروري جداً، فأقدم على كل هذا، وإن استطعت أن تذهب إلى الطبيب النفسي فهذا أمر جيد، وإن لم تستطع فأنت محتاج لعلاج دوائي يمكن أن تتحصل عليه إما من خلال الطبيب العمومي، أو من الصيدلي، والدواء يعرف باسم سيرترالين، وهذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري اللسترال، والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بحبة واحدة ليلاً بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبة ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم حبة واحدة مرة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم توقف عن تناول العلاج الدوائي، هذا من الأدوية الممتازة جداً التي تعالج القلق والتوتر والمخاوف، ويحسن -إن شاء الله- الدواء من مزاجك، ويجعلك في وضع أكثر ارتياحاً، وهو -أي الدواء- سليم ولا يسبب الإدمان.

أسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً