الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشك في كل شيء ولم أدع طبيباً نفسياً إلا ذهبت له!

السؤال

السلام عليكم

أول شيء أحب أن أشكر كل العاملين على الموقع، وأحب أن أشرح لكم حالتي.

أنا متعب, ولي 3 سنوات, ولم أدع طبيبا نفسيا إلا ذهبت إليه, وكل أنواع الأدوية استعملتها ولا فائدة, وحالتي هي أني أعاني من خوف ورهاب, وقلق وتوتر, وشك بكل شيء, حتى بالأكل أشك، وإذا قابلت الناس أحس بشيء مثل الجنون, فأهرب, وكلما ذهبت لدكتور يقول: عندك فصام مزمن, ولي 3 سنوات على هذا الحال.

ذهبت عند مشايخ, وأعطوني ماء مقروءا فيه, ومن هذه الأمور, ولا فائدة.

فهل هذا جنون؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

ليس من المهم أبدًا المسميات النفسية، نعم هذه التشخيصات من فصام واضطراب وجداني ووساوس لها قيمة علمية، لأنها تُحدد كل حالة وأوصافها ونوعية الأدوية المطلوبة لعلاجها، لكن في نهاية الأمر الشيء المهم هو أن يسعى الإنسان دائمًا لأن تتحسن أحواله، وهذا ممكن، والذي أؤكده لك أن الطب النفسي قد تقدَّم تقدمًا كبيرًا، وأتت أدوية فاعلة قوية ومفيدة وسليمة، وظهرت وسائل علاجية كبيرة جدًّا ومهمة جدًّا.

مثلاً -يا عُمر- من الأساليب العلاجية الحديثة هي العمل، أن يعمل الإنسان، وأن يسعى، وأن يكدَّ، وأن يطوِّر نفسه ويزيد من مهاراته من خلال العمل، هذا وُجد من أفضل أنواع العلاج لجميع الأمراض النفسية، كمرض الفصام، أو مرض الاكتئاب، أو مرض الوسواس، وغيرها، هذا علاج مهم جدًّا.

والأدوية حتى وإن فشلت في الماضي ولم تساعدك، فإن شاء الله تعالى سوف تساعدك في المستقبل والآن، يعني: لا تبق على الانطباعات السلبية السابقة، اذهب إلى طبيبك، واختر الطبيب الذي تراه جيدًا ومفيدًا ومتعاونًا معك، لأن الصلة أو العلاقة العلاجية هي الركيزة الأساسية التي تُساعد الإنسان في التحسن.

وليس من الضروري أن تكون الأدوية كثيرة، فعقار واحد سوف يفيدك إذا التزمت به، وصبرت عليه، وكانت جرعته صحيحة.

فأنا أدعوك أن تذهب إلى الطبيب، وأن تواصل مسيرة العلاج، وأن تبحث عن عمل، وأن تُكثر من التواصل الاجتماعي، وأن تكون حريصًا على أمور دينك، وأن تبر والديك؛ هذا -يا عمر- كله علاج مفيد جدًّا، لأنه سيبعث الأمل فيك، ويجعلك تحس بقيمة الحياة.

شيء مهم جدًّا أريد أن أؤكده لك، وهو: أنك مستبصر، وأنك مُدرك، وحسب هذه الرسالة أستطيع أن أقول: إنك إنسان متوازن في تفكيرك، وتطرح آراءك بصورة جليَّة، وهذا في حد ذاته أمر إيجابي ومفيد، فلا تتأخر أبدًا عن مواصلة العلاج مع الطبيب.

وموضوع الذهاب إلى المشايخ: إذا كان هناك من تثق في دينه فاذهب إليه من أجل الرقية الشرعية، وليس أكثر من ذلك، والأهم هو أن تحافظ على أمور دينك كلها، وأن تدعو الله، وأن ترقي نفسك؛ فهذا -إن شاء الله تعالى– هو الطريق الأفيد, والطريق الأحسن.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية الهام اللهيبي

    قراءة القران وفهمه وتفسيره بشكل عام دراسة القران تقوي الثقه بالنفس وكثرة السجود يمتص الشحنات السالبة فالانسان

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً