الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب شاباً مرفوضاً من قبل أهلي لأنه لا يحمل شهادة جامعية!

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من حالة نفسية جداً سيئة، توتر وقلق وحزن شديد واضطراب، أرجوكم ساعدوني، أنا فتاة عمري 22 سنة، أحب شاباً منذ أربع سنوات، عمره 25 سنة، تقدم لخطبتي ورفضه أهلي بسبب أنه لم يكمل دراسته، فالمتبقي له الآن سنة واحدة لحصوله على الشهادة، مع العلم أن حالته المادية هو وعائلته فوق الممتاز، ولن تشغلنا المصاريف المادية في حالة زواجنا بتاتاً، فهم من الأغنياء في مدينتي، وتحدثت مع والدتي امرأة من أقارب الشاب، علاقتها ليست جيدة بهم، وأخبرت أمي بأمور خاطئة عن والدة الشاب، أنها قاسية القلب، ومن هذه الأمور التافهة، وما زاد الطين بلة، أنه يأتيني خطاب كثير جداً ذوو شهادات عالية، فحجة أهلي كيف تتركين هؤلاء وتوافقين عليه، مع العلم أنني لم أحدث فردا منهم عن علاقتي بالشاب، فأخاف ان يزدادوا عناداً على عنادهم عندما يتقدم لي مرة أخرى.

أعاني من ضغط شديد منهم، لأنني أرفض العرسان، وأعاير دوماً أنني تعلقت بشاب غير متعلم، حين تقدم لي، أحبه جدا وأكثر من أي شيء في حياتي، فهو رجل شهم، لا يوجد مثله الآن، حتى إنه لم يتخل عني مع أن رفض أهلي كان بطريقة قاسية، قلبي تعلق به، ولا أستطيع مجرد التفكير أن أتخيل نفسي مع رجل آخر، وإلا سأدخل في حالة هستيرية من البكاء، أهلي لا ينظرون إلا للشهادات العليا والتعليم والمظاهر، حتى أنهم لم يسألوا عن صلاته ووضعه الديني، فكيف أثق باختياراتهم، لا أعلم هل أتحدث مع أبي وأخبره الحقيقة، أم أنه لن يحتمل اعترافي؟ أم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كان الشاب صاحب دين، فلا ندري كيف للدين أن يبيح له أن يؤسس معك علاقة؟! ونحن نريد أن تعتبري أنت الدين والأخلاق هو الأساس، لأنه إذا وجد الدين والأخلاق في الخاطب فلا عبرة برفض الأهل ولا عبرة برفض غيرهم، لأنك صاحبة القرار وصاحبة المصلحة، أما في غياب الدين فحق للأهل أن يتدخلوا.

ننصحك بكتمان ما حصل بينك وبين الشاب من علاقات ومكالمات ومراسلات، وننصحه بتكرار المحاولات، فلا بد لمكثر القرع للأبواب أن يلج، ولا ننصحك بالمسارعة بإخبار الوالد ولكن عليه أن يكرر المحاولات، ويأتي بأصحاب الوجاهات ويأتي بالعلماء والدعاة ويكرر الطلب، وحبذا لو فعل ذلك بعد الانتهاء من السنة المتبقية له، لأن الأهل دائماً لهم نظرة في الشاب الذي لا زال يدرس، مع أننا نوافقك على أنه ليس من الضروري أن يكمل الدراسة طالما كان ميسور الحال.

أما كلام تلك القريبة عن أمه، فيصعب علينا أن نجد شاباً ليس فيه عيب ولا في خاله ولا في عمه ولا في جيرانه، صحيح هذا هو الأكمل لكن الله يقول: (ولا تزر وازرة وزرا أخرى) فنتمنى أن تتعاملي مع الوضع بهدوء، ولا ننصح بالاعتراف بأن لك معه علاقة، فالوالد -كما ذكرت- لن يزداد إلا عناداً ورفضاً وسيظن بك السوء، توقفي عن العلاقة، توبي إلى الله، على الشاب أن يكرر المحاولات وأن يبذل الوسائل إذا كنت فعلاً غالية بالنسبة له، عليه أن يكرر، ونعتقد أنه سوف ينجح مع التكرار، مع المحاولات، مع المجيء بشخصيات لا يمكن أن ترد.

ونسأل الله -تبارك وتعالى- لك وله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً