الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وجود إفرازات كريهة الرائحة، أعينوني في كيفية علاجها

السؤال

السلام عليكم... جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الجميل الذي أفادني في حياتي كثيراً، حيث أستفيد من أسئلة غيري وإجاباتكم الشافية، أدام الله عليكم نعمه وزادكم علماً أجمعين.

أنا بعمر 26 سنة، متزوجة منذ سنة ونصف، وعندي طفلة عمرها 7 أشهر، أنجبتها بعملية قيصرية، بعد محاولات ولادة طبيعية فاشلة بالطلق الاصطناعي، ومكثت في النفاس ستين يوماً، حتى طهرت، وبعد انقطاع الدم، بدأت تنزل إفرازات صفراء ثقيلة ذات رائحة كريهة، وألم عند الجماع.

فحصت عند طبيبة نسائية، فأعطتني كورس فلاجيل 400، مع تحاميل مايكوهيل، ورجع الالتهاب بعد انتهاء مدة العلاج.

ذهبت لطبيبة أخرى، فقالت لي: إن هناك التهابا وخدوشا بسيطة جداً في عنق الرحم، ناتجة عن رضوض في محاولات الولادة المتعسرة، فأعطتني بيتيكسيم مع مرهم داخلي، وحبتين دفلوكان لي ولزوجي، وشخصت الالتهاب أنه بكتيري، من وصفي لها للإفرازات، وعاد الالتهاب بعد انتهاء مدة العلاج، مع أنني شديدة الاهتمام بالنظافة في هذه المنطقة.

علماً أنه لم تقم أي من الطبيبتين بأخذ عينة من إفرازات عنق الرحم، وزراعتها، لمعرفة نوع الالتهاب، وما زلت أعاني من الإفرازات كريهة الرائحة، وألم الجماع، منذ الطهر من النفاس حتى الآن، ولا أعاني -لله الحمد- من آلام أخرى في أي مكان، سواء في الرحم أو المبايض.

سؤالي: هل ممكن أن تكون قرحة في عنق الرحم؟ علماً أنني لا أعاني من آلام الظهر أو البطن أو نزف عند الجماع، المرافقة عادة للقرحة، وهل يمكن أن تصفوا لي دواء مناسباً لحالتي؟ وهل هذه الالتهابات تمنع الحمل أو تسقطه في حال حدوثه؟

ولكم جزيل الشكر ووافر الثواب من الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم -يا عزيزتي- يجب دوما أخذ عينة من الإفرازات المهبلية, وعمل زراعة لها في المختبر, لمعرفة نوع الالتهاب، خاصة إذا لم تستجب الحالة على العلاج العادي.

قد يكون عندك قرحة في عنق الرحم، لكن هذا ليس بسبب صعوبة الولادة، بل بسبب تأثير هرمونات الحمل على بطانة عنق الرحم, ومثل هذا النوع من القرحات, ليس بالضرورة أن يسبب أعراضاً، بمعنى أنه قد توجد قرحة في عنق الرحم دون أن تسبب الألم أو نزول الدم بعد الجماع، لكن القرحة قد تتعرض لحدوث الالتهاب المتكرر.

إذن الطريقة المثلى هي بأخذ عينة من الإفرازات التي توجد في عنق الرحم، وعمل زراعة لها، والأفضل أن تتوجهي إلى الطبيبة عندما تكون الإفرازات ذات الرائحة الكريهة موجودة، أي لا تقومي بتنظيفها أو إزالتها، حتى تراها الطبيبة وتتمكن من أخذ عينة منها أيضا.

في حال لم يظهر بالزراعة نوع محدد للالتهاب, فهنا أنصحك بأن تجربي تناول حبوب تسمى (كلينداميسين clindamycin) عيار 300 ملغ، حبة صباحا وحبة مساء لمدة أسبوع، وأن يقوم زوجك بتناول حبوب تسمى (فلاجيل flagyl) عيار 500 ملغ، ثلاث مرات يوميا لمدة أسبوع، وذلك كنوع من الاحتياط فقط.

إذا تبين بأن الالتهاب هو من النوع الذي لا يصعد للرحم والأنابيب, فهنا لن يكون له تأثير على الحمل والولادة مستقبلاً -إن شاء الله-، لكن إن تبين بأنها من النوع الذي قد يصعد للرحم والأنابيب -وهذه حالات قليلة الحدوث-، فهنا قد تؤثر على حدوث الحمل، وفي هذه الحالة يجب أن تتناولي العلاج المناسب لنوع الالتهاب بالتحديد, ولفترة كافية.

نسأل الله -عز وجل- أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً