الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أخبر خطيبتي بأن عندي ثآليل في المنطقة الحساسة؟

السؤال

السلام عليكم

تقدمت لخطبة فتاة وتم القبول والانسجام من الطرفين، لكن المشكلة أنه منذ فترة وجيزة ظهرت عندي أعراض تشبه السنط التناسلي، وموعدي مع الطبيب بعد خمسة عشر يوما، وهذا الموعد أخذته قبل تعرفي على الفتاة وأهلها.

الآن أنا قلق إذا خطبتها رسميا على أساس أني أتعالج أثناء الخطبة، على أمل أن أشفى قبل الزواج دون أن أخبرهم بمرضي، أخاف أن لا أشفى ثم أضطر أن أفسخ الخطبة؛ لأنني لا أجد في نفسي القدرة على أن أصارح أحدا بالمرض، بسبب الخجل فالمرض في منطقة حساسة، والمرض أيضا محرج، وأخاف اللوم أيضا، وأنني لم أقل منذ البداية.

أنا لا أستطيع أيضا أن أؤجل الخطبة؛ لأن الفتاة يبدو عليها بوادر الالتزام، لكنها تريد أن تكلمني باستمرار، ولا أظنها تصبر خمسة عشر يوما حتى أرى الطبيب، فضلا عن أن تنتظر أكثر من ذلك.

أنا أفضل أن أعقد عليها سريعا حتى يكون كلامنا حلالا، علما أنني إذا أنهيت الأمر الآن فلن يكون هناك مشكلة؛ لأننا نعرف بعضنا فقط منذ ثلاثة أيام.

أرجو أن تجيبوني في أسرع وقت، فأنا لا أجد أحدا أستشيره غيركم، وأنا في أرق ولا أفكر إلا في أن أعتذر من أهلها، وأنهي الموضوع؛ لأنني خائف جدا من المستقبل، وأخاف على الفتاة أن تتأذى، فهي طيبة جدا، وتعلقت ووثقت بي منذ البداية.

علما أن عمرها ثمانية وعشرون عاما.

السلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابننا الفاضل-، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع وهذه الثقة، ونسأل الله أن يكتب لك الشفاء العاجل، وسوف تُحول استشارتك لأخذ رأي الطبيب المختص في الأمراض التناسلية وعن علاقة هذا المرض، وإمكانية الشفاء، إلى غير ذلك من الأشياء التي ستفيدك.

ومن الناحية الشرعية فلا نرى هذا سببًا لتعطيل مشروع الخطبة، لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، وهي بداية لمشروع، بداية للتعارف والتآلف، الخطبة مشروع من أجل أن تسأل عنها، وتسأل عنك، من أجل أن تنظر إليها وتنظر إليك، من أجل أن تتعرف على أسرتها وتتعرف على أسرتك.

ولا مانع من العودة والتراجع بعد ذلك من أيٍّ من الطرفين، فإذا ثبت -ولله الحمد- أن المرض خفيف وطفيف، وأنه لا يؤثر على العلاقة الخاصة بين الرجل وأهله، فبها ونعمت، وإن كانت الأخرى فما عليك إلا أن تصارح، وعندها تتخذ القرار، ومن حقها، فليس عيبًا في الشاب أن ترفضه الفتاة، وليس عيبًا في الفتاة أن يرفضها الشاب، وليس في المرض عيبٌ أو نقص.

ولذلك أنت أخبرت الأسرة قبل أن يظهر عندك المرض، فلا حرج عليك، تستمر في متابعة الطبيب، وتستمر في مشروع الخطبة، وكلنا ينتظر توجيه الطبيب، سواء كان الطبيب -المستشار بالموقع- أو الطبيب الذي أخذتَ معه موعدًا ليرى على الطبيعة، ويرى ما عندك، ثم يحكم بعد ذلك عليك، ونسأل الله أن يعجل لك بالشفاء، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

نؤكد مرة ثانية أن الخطبة ليست نهاية المطاف، بل هي بداية المشروع الحقيقي للتعارف والتآلف بين البيتين، بين القبيلتين، لسؤالك عنها، لسؤالهم عنك، وهذا يمكن، لا مانع من أن تقوموا به، وعند ذلك يستطيع كل طرف أن ينسحب بهدوء، فليس الإشكال في أن ينسحب الإنسان أو تنسحب الفتاة، ولكن الإشكال في أن يكون ذلك بالطريقة اللائقة التي تراعي المشاعر.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والحفظ والسداد والعافية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. أحمد الفرجابي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة د. سالم الهرموزي استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخي الكريم: إذا كان التشخيص صحيحا, وأن ما تعاني منه هو الثآليل الذكرية, أو السنط التناسلي, وليس شيئا آخر؛ فالاسم الطبي العام للسنط الذي يصيب الأجهزة التناسلية في الرجل أو المرأة يسمى (Genital Warts).

والثآليل الذكرية هي إصابة بنوع معين من أنواع الفيروسات يتكاثر، وعندما يتجمع يعطي في الأخير صورة مثل نبتة القرنبيط (الزهرة) وكل ما كان الوسط الذي ينمو فيه الفيروس رطبا مثل المنطقة التناسلية؛ فالتكاثر يكون أسرع، ويبدأ بحبة واحدة، ثم يتكاثر إلى مجموعات وأفرادا، وأحيانا يكون وصول الفيروس إلى المنطقة التناسلية عن طريق التلامس المباشر، مع أي منطقة مصابة بالثآليل في الجسمن إذا لم يكن هناك تواصل جنسي مع شخص مصاب بالثآليل.

سرعة المعالجة في هذه الحالة مطلوبة؛ لكي لا ينتشر المرض إلى مناطق أخرى من الجسم، وخاصة الأعضاء التناسلية الداخلية، مثل مجرى البول.

وهناك عدة طرق لعلاج الثآليل التناسلية مثل: إزالة الثآليل عن طريق الكي، بجهاز مخصص لهذا الغرض، أو عن طريق استعمال علاج التبريد (Cryotherapy) يتم داخل العيادة الطبية، وهناك علاج حديث مرهم فعال، هو مرهم وورتيك (Wartec cream) وله طريقة محددة للاستعمال مشروحة بالتفصيل مع نشرة العلاج، ويتم شرحها بواسطة الطبيب المعالج عند وصفها للمريض.

الليزر له دور في علاج الثآليل التناسلية، وهو يشبه العلاج بالكي تماما، ولكن عليك قبل العلاج أن تؤكد التشخيص من خلال الفحص لدى اختصاصي الأمراض الجلدية؛ لكي يدلك على الطريقة المناسبة للتخلص مما تعانيه.

إذا كان ما تشتكي منه هو فعلا الثآليل الذكرية فهي في العادة معدية، وبالإمكان عند إهمال علاجها قد تسبب في الزوجة أمراضا أخرى في عنق الرحم -لا قدر الله- ولكن لا داعي لفسخ الخطبة أو إخبار الزوجة أو أهلها، خاصة أن العلاج متيسر، ولا يأخذ وقتا طويلا، كل ما عليك عمله هو أن تتحرك، وتكشف عند أحد أطباء الجلدية والتناسلية المعروفين.

وإذا تأكد من التشخيص هو سوف يقوم بعمل العلاج بالطريقة المناسبة، ولا تهمل ولا تتردد.

عليك التأكد أولا كما شرحت لك سابقا، وإذا كان التشخيص -كما ذكرت-؛ فعليك باتباع الخطوات التي تم شرحها.

نسأل الله أن يبارك لك في زواجك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً