الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني نوبات هلع وحرقة في البطن وتنميل في اليد..فما تفسيرها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً: أريد أن أشكركم على هذا الموقع الجدير جدًا بخالص الشكر والتقدير، وعافانا الله وإياكم من كل هذه الأمراض التي نراها في حياتنا.

أما عن قصتى فأنا أبلغ من العمر 16 سنة، وقد بدأت نوبات الهلع معي منذ حوالي سنتين، حيث بدأت بالخوف من الموت، وبدأتت فى ليلة آخر امتحان لي، وبدأت تزول في رمضان؛ لأنني حاولت أن أشغل نفسي بأفراحه -بلغنا الله وإياكم رمضان-، وكانت هذه المدة حوالي 3 أشهر كانت كلها خوف من وقت قيامي من النوم حتى أنام، ولو غفلت عنها خمس دقائق تكون رحمة لي، والنوم كان راحة نفسية لي، ثم زالت ورجعت بعدها، ثم تحولت إلى وسواس قهري للأمراض.

مررت بوسواس القلب، وهذا أخذ أكثر الوقت، ثم السرطان -والعياذ بالله- ثم الأمراض العصبية، ثم السكري، وهذا كان منذ حوالي أسبوع، والآن أصبحت عندي رعشة، فأصبحت أصاب بالرعشة من أقل الأشياء، وهذا الأمر مزعج جدًا.

أما عن أعراض نوبات الهلع عندي، فكانت في البداية في مدة الثلاثة الأشهر كالآتي:
1- زيادة ضربات القلب.
2- صعوبة البلع، فلم أكن آكل إلا القليل لكي أعيش، وفقدت الكثير جدًا من وزني، فلم أكن آكل في مدة الثلاثة أشهر.
3- الصداع.
4- حرقة البطن، وهذه بدأت معي فى نهاية المدة (الثلاثة أشهر).
5- آلام الصدر.

أما عن الأعراض الآن فهى كالآتي:
1- زيادة ضربات القلب.
2-الصداع.
3- الدوخة.
4- الشعور باللاواقعية.
5- حرقة البطن.
6- تنميل اليد اليمنى.
7- آلام الصدر.

فهل هذه المدة طويلة؟ وهل من الممكن أن تكون أثرت على صحتي؟

أريد تفسيرًا لهذه الأعراض، وخاصة حرقة البطن وتنميل اليدين، وأرجو تفسيرها كلها، ولماذا تحدث؟

وماذا أفعل حيال هذه النوبات؟ علما بأنني لم أزر أي طبيب نفسي حتى الآن، ولم أخبر أحدًا من عائلتي، وكلما حاولت أن أخبرهم أحس أن شيئًا يمنعني من ذلك، وأتراجع ولا أخبرهم.

وما هو علاج هذه الرعشة؟ وما سببها؟ وهل من الممكن أنا تؤثر علي؟

سؤال آخر: ما هو علاج الجبن؟ لأنني في بعض الأحيان يسبني بعض الأشخاص الأصغر مني، وأنا أخاف أن أدخل في عراك معهم، فما الحل؟ لأن هذه المشكلة قد أثرت على شخصيتي أمام الناس، مع العلم أني مصاب بنوبات الهلع.

شكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك نفسوجسدية، وهي تدل على وجود قلق، ربما يكون هذا القلق بالفعل نوعاً من نوبات الهرع، والأعراض الجسدية ناتجة من التقلصات العضلية التي تكون دائمًا مصاحبة لنوبات القلق والخوف، كل الأعراض الجسدية التي ذكرتها من آلام في الصدر، وحرقة البطن، والصداع، هذه كلها انقباضات عضلية ناتجة من الحالة التوترية التي تعاني منها.

هذه الحالات -إن شاءَ الله- عرضية، وفي مثل عمرك فسوف تزال بشيء من تنظيم الوقت لتنام ليلاً مبكرًا، وممارسة الرياضة في أثناء النهار، وتخصيص وقتٍ لدراستك، ووقتٍ لراحتك، وأن تجتهد في دراستك، وأن تكون بارًا بوالديك، وهذه سوف تمثل أنشطة ومهارات حياتية ممتازة جدًّا لا تدع مجالاً كثيرًا للقلق والتوتر.

التدرب على تمارين الاسترخاء أيضًا نعتبره مهمًّا، ويمكن مراجعة كيفيتها في الاستشارة رقم (2136015 فاطلع عليها وقم بهذه التمارين.

في مثل عمرك: أنا لا أميل لاستعمال الأدوية، والركائز الإرشادية التي ذكرناها لك أرى أنها سوف تكون كافية جدًّا، لكنك تحتاج للمزيد من الثقة حول نفسك، وذهابك إلى الطبيب العمومي – طبيب الأسرة مثلاً – مرة كل ثلاثة أشهر خلال العام سيكون أيضًا أمرًا مفيدًا للقيام بالفحوصات الروتينية، ويُعرف أن مقابلة الطبيب قد تكون دافعًا نفسيًا مفيدًا للإنسان، وإذا رأى الطبيب أن يعطيك أحد مضادات القلق البسيطة فلا مانع في ذلك، ولكنَّ الدواء يُقيَّد في جرعته، وكذلك حسب عمرك.

الأعراض ليست لمدة طويلة، وإن شاء الله تعالى لن يوجد أثر سلبي على صحتك.

تفسير الأعراض: أنا ذكرتُ لك أن القلق هو الذي يؤدي إلى الأعراض الجسدية، كالتنميل وحرقة البطن، وكما تحتقن الأنف تحتقن النفس، واحتقان النفس يؤدي إلى توترات عضلية، لذا التعبير عن الذات مهم، وممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء – كما أشرنا إليها – من الضروريات المفيدة جدًّا.

لا مانع أن تتحدث مع أحد ذويك، وأنا متأكد أنهم سوف يقدمون لك الدعم المطلوب، وأنت لست مريضًا، هذه مجرد ظاهرة، وليس هناك ما تُخفيه.

بالنسبة لسؤالك حول علاج الجبن: أولاً: يجب ألا تنعت ولا تصف نفسك بأنك جبان أبدًا، أنت شاب من شباب الإسلام، قوي، وعزيز، وكريم، لا بد أن تكون هيكلة تفكيرك قائمة على هذا الأساس.

والنقطة الثانية: احرص على مصاحبة الصالحين من الشباب، ويجب أن يكون أندادك وأقرانك من الطيبين أصحاب السلوك الحسن، تدرس معهم، تصلي معهم، وتلعب معهم أي نوع من الرياضة ككرة القدم مثلاً، وهكذَا، هذا مهم.

يجب أن تعطي نفسك أيضًا بعض الصفات القيادية وسط أقرانك وفي داخل البيت، وأن تُشارك فيما يُعزز وضع الأسرة هذا أمر جيد، وأن تكون لك أنشطة ثقافية واجتماعية مع زملائك هذا أيضًا جيد، ويُخرج - إن شاء الله تعالى – من نطاق العراك وتحقير الذات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً